128

The Seerah - Lessons and Insights

السيرة النبوية - دروس وعبر

Yayıncı

المكتب الإسلامي

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Türler

نريد أن يكون جيلنا المعاصر واعيًا لهذه الدسائس، واثقًا بدينه وتراثه الحضاري الانساني النبيل، فلا يخضع لهؤلاء الغربيين خضوع الفقير الذليل أمام الغني القوي، ولا يتهافت على زادهم الفكري دون تمييز بين غثه وسمينه، تهافت الفراش على النار ليحترق بها. لقد أثبت العلم أن الاسلام خير الأديان، وأقربها الى فطرة الإنسان، وأضمنها لصلاح الناس، وأثبت التاريخ أن حروب الاسلام أرحم الحروب، وأقلها بلاءًا، وأكثرها خيرًا، وأنبلها هدفًا، وفي كل يوم جديد برهان جديد على أن الإسلام دين الله، وأن محمدًا رسول الله، وأن المسلمين الصادقين صفوة عباد الله وخيرتهم من الناس أجمعين.؟سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟ [فصلت: ٥٣]. ٩ - بعد أن تبع رسول الله ﷺ والمسلمون من انهزم من هوازن الى ثقيف بالطائف، وحاصرها أيامًا فلم تفتح عليه، عاد الى المدينة وفي الطريق قسم غنائم معركة حنين، وكانت ستة آلاف من الذراري والنساء، ومن الابل والشياه مالا يدرى عدته، وقد أعطى قسمًا كبيرًا منها لأشراف من العرب يتألفهم على الاسلام، وأعطى كثيرًا منها لقريش، ولم يعط منها للأنصار شيئًا، وتكلم بعضهم في ذلك متألمين من حرمانهم من هذه الغنائم، حتى قال بعضهم: لقي رسول الله ﷺ قومه، أي إنه لم يعد يذكرنا بعد أن فتح الله مكة ودانت قريش بالاسلام، فجمع رسول الله ﷺ الأنصار وخطب فيهم فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا معشر

1 / 144