185

The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

آراء السمعاني العقدية

Türler

أما الملائكة فقد ذكر السمعاني بعض الآثار التي تدل على عِظم عبادة الملائكة لله جل وعلا، فقال: "وعن ابن عباس: أن لله تعالى ملائكة يبكون من خشيته من يوم خلقهم، وملائكة في الركوع، وملائكة في السجود، وملائكة في التسبيح، لايشغلهم عن ذلك شيء ". (^١)
- "وذكر ابن فارس في تفسيره في خبر: أن الله تعالى لما استوى على عرشه، سجد ملك، فلا يرفع رأسه من السجود إلى يوم القيامة، فإذا رفع رأسه يوم القيامة، قال: سبحانك ما عبدتك حق عبادتك، غير أني لم أشرك بك، ولم اتخذ لك ندا ". (^٢)
ب - سجود الجمادات:
سبق بحث هذه المسألة، وبيان رأي الإمام السمعاني فيها، وهو يرى هذه الجمادات برمتها تسجد وتسبح لله جل وعلا، فقرر هذا المعنى عند قوله جل وعلا في ذم الكفار:" إِنْ هُمْ إِلَّاكَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا" (الفرقان ٤٤)، فيقول: "وجعل الكفار أضل من الأنعام؛ لأن الأنعام تسجد وتسبح لله تعالى، والكفار لايسجدون ولايسبحون " (^٣).
خلافا لما ذهب إليه الإمام ابن حزم وقرَّره، من أن السجود من الأسماء المشتركة التي تقع على نوعيه فأكثر، فيكون معنى السجود الذي ورد في القرآن كقوله:" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا " (الرعد ١٥)، أن هذا مفسر بقوله تعالى:" وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْأصَالِ" (الرعد ١٥)، وقوله تعالى:" أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ" (النحل ٤٨) (^٤)، ولكن السمعاني في تفسيره لهذه الآية، ذكر أن أكثر السلف على أن المراد بالسجود هنا: الطاعة لله، وأن كل الأشياء ساجدة لله مطيعة من حيوان وجماد، قال: وهذا محكي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة، والحسن البصري (^٥)، ورجح هذا القول.

(^١) «السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٨٤
(^٢) «السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ٣٧٣
(^٣) «السمعاني: تفسير القرآن:٤/ ٢٢
(^٤) «ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل:١/ ٧٢
(^٥) «السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ١٧٦

1 / 185