المشوق إلى القراءة وطلب العلم
المشوق إلى القراءة وطلب العلم
Yayıncı
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
Türler
﵀: ولم يزل ﷺ في زيادة حتَّى توفَّاه الله ﷿» اهـ.
وقد قيل: ما أمرَ اللهُ رسولَه بطلبِ الزيادة في شيءٍ إلا في العلم (١) .
خبر نبيِّ الله موسى ﷺ في طلب الزيادة منه
والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت= فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.
ففي خبر كليم الله موسى ﷺ الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (٦٠-٨٢)، وذكره النبيُّ ﷺ لأصحابه كما في «الصحيحين» (٢) وفيه أن النبي ﷺ قال: «بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر (٣)، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه ...» الحديث.
قال أبو العبَّاس القرطبي (٤): «وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب
_________
(١) انظر: «الكشّاف»: (٢/ ٤٤٨)، و«تفسير الخازن»: (٣/ ٢٨٢)، و«فتح الباري»: (١/ ١٧٠)، و«محاسن التأويل»: (١١/ ١٩٧) .
فائدة: قال الزمخشري: «هذه الآية متضمِّنة للتواضع لله والشكر له، عندما علم من ترتيب التعلُّم، أي: علمتني يا ربِّ لطيفةٌ في باب التعلُّم وأدبًا جميلًا ما كان عندي، فزِدني علمًا إلى علم، فإن لك في كلِّ شيءٍ حكمة وعلمًا» اهـ. «الكشاف»: (٢/ ٤٤٨)، وعنه ما بعده من التفاسير.
(٢) البخاري رقم (٧٤)، ومسلم رقم (٢٣٨٠) من حديث أُبي بن كعبٍ ﵁.
(٣) بفتح أوله وكسر الثاني، أو بكسر أوله وإسكان الثاني، وجهان.
(٤) «المفْهِم»: (٦/ ١٩٦)، وانظر «مفتاح دار السعادة»: (١/ ٤٨٧- ٤٨٨)، ففيه =
1 / 16