68

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Yayıncı

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Yayın Yeri

مصر

Türler

أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك ". وقوله: ﴿وَالذِينَءَامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئًا، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجأون في جميع أمورهم إليه"١. فالعبادة بأنواعها حقٌّ خالصٌ لله لا يجوز صرفها لغيره سواء اعتقد العابدُ في معبوده أنَّه ربٌّ أو لم يعتقد، وهذا أمرٌ معلومٌ من الدين بالضرورة. قال شيخ الإسلام: "فإنَّ المسلمين متفقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام أنَّ العبد لا يجوز أن يعبد ولا يدعو ولايستغيث ولا يتوكل إلا على الله، وأنَّ من عبد ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا أو دعاه أو استغاث به فهو مشرك، فلا يجوز عند أحد من المسلمين أن يقول القائل يا جبرائيل أو يا ميكائيل أو يا إبراهيم أو يا موسى أو يا رسول الله اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو انصرني أو أغثني أو أجرني من عدوي أو نحو ذلك، بل هذا كله من خصائص الإلهية وهذه مسألة شريفة معروفة قد بينها العلماء ... "٢. وأمَّا القيد الذي وضعه الكاتب فلا أصل له ولا أساس، فإنَّ المشركين زمن النبي ﷺ لم يكونوا يعتقدون في آلهتهم أنَّها تخلق أو ترزق أو تحيي أو تميت أو تدبر الأمر، بل كانوا يعتقدون أنَّ ذلك من خصائص الله كما سبق إيراد النصوص بذلك، وإنَّما كان شركهم في دعوتها وعبادتها من دون الله بحجة أنَّها تقربهم إلى الله زلفى. قال شيخ الإسلام: "وكانوا [أي: المشركون] معترفين بأنَّ آلهتهم لم

١ تفسير ابن كثير (١/٢٩١) . ٢ الفتاوى (٣/٢٧٢) .

1 / 73