55

The Correct Say in Responding to Those Who Deny the Division of Tawheed

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Yayıncı

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Yayın Yeri

مصر

Türler

مع ما يعبدون، قال: فليس أحد يشرك إلا وهو مؤمن به، ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول لبيك اللهم لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، المشركون كانوا يقولون هذا"١. ومِمَّا يدل على ما ذكره ابن زيد ﵀ لفظةُ (شريك) في تلبيتهم فالشريك هو المساوي، والمشركون يؤمنون بأنَّ الله هو الخالق الرازق المالك ويعبدونه، ويعبدون معه غيره فهذا شركهم كما في تلبيتهم التي أورد نصها ابن زيد ﵀. قال الصنعاني ﵀: "ولفظ الشريك يشعر بالإقرار بالله تعالى"٢. قلت: هذا معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ باللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ ٣ عند أهل العلم من الصحابة والتابعين وأتباعهم، أما الكاتب فقد حرَّف هذه الآية تحريفًا مشينًا وغيَّر معناها المراد حسب هواه وبدعته. فقال ص ٣٥: "وأمَّا معنى قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ باللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾، فمعناه: وما يؤمن أكثرهم بالله في إقرارهم بوجود الخالق عند إقامة الحجة والبرهان عليهم تكذبه قلوبهم ويكذبه واقعهم، فإيمانهم أمامكم عند إقامة الحجة والبرهان على وجود الله تعالى بألسنتهم غير معتبر ولا مقبول عند الله تعالى ... ". قلت: فهذا تحريف سمج وتأويل باطل لهذه الآية الكريمة مخالف لما أجمع عليه المفسرون الذين نقلنا كلام بعضهم قريبًا، ترده نصوص كثيرة في كتاب

١ انظر: تفسير ابن جرير الطبري (٨/٧٧٧٩) . ٢ تطهير الاعتقاد (ص: ٣١) . ٣ سورة يوسف، الآية ١٠٦.

1 / 60