Modern Şiir Devrimi: Baudelaire'den Günümüze (Birinci Kısım) - Çalışma

Abdülgaffar Mekkavi d. 1434 AH
115

Modern Şiir Devrimi: Baudelaire'den Günümüze (Birinci Kısım) - Çalışma

ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

Türler

القصيدة كما نرى تقدم رمزا واضحا للشاعر في صورة طائر البجع أسير الثلج والصقيع، وفي ثلاث عبارات أو قضايا تؤلف بين قدر الشاعر والطائر في نسيج واحد محكم. ونخطئ لو فهمنا من هذا ما فهمه بودلير من هذا الرمز في قصيدته عن البجع أو في قصيدة أخرى عن طائر القطرس (الألباتروس) أراد أن يصور فيهما العبقري الذي يعيش وحيدا في بيئة لا تفهمه كأنه يعيش في المنفى.

فقصيدة مالارميه تعبر عن مأساة شاعر لم يحقق - في الماضي - رسالته الشعرية، بحيث تبدو «الآن» هدفا بعيدا عصيا، بل لعلها أن تكون مثالا يستحيل تحقيقه على بني الإنسان.

وتشير ضربة الجناح المخمور، والأسراب التي لم تهرب إلى الخيال، كما تشير إلى تحليق الطائر الكبير، أما الأرض التي تصلح لأن يعيش فيها الطائر فلا يتحتم أن تكون إحدى بلاد الجنوب بل هي أرض الجبال أو عالم الخلق الشعري.

والطائر يتذكر روعته الماضية، أي طبيعته الحقة التي كان عليها. لقد اقترف الخطأ الذي يدفع الآن ثمنه الغالي؛ لم يغن الأغنية الحقيقية للبلد الوحيد الذي يمكن أن يحيا فيه، وليست أغنيته غير الهمسات الموسيقية التي تخرج من خفق جناحيه. أما إنكاره للفضاء فهو تأكيد جديد لطبيعته الحقة - لأن طبيعة الطائر الحقة في إلغاء المكان بقوة الطيران - وتأكيد لقدرة الخيال الشعري على بلوغ البعيد واستحضار الغائب والمفقود.

وتبرز أهمية البعد الزمني في القصيدة إلى جانب البعد المكاني. فالبيت الثاني يسأل إن كان في استطاعة «اليوم» أو «الآن» أن يخلص الطائر (الشاعر) بفعل إرادي يفوق طاقة البشر. ولكن سرعان ما تجيب القصيدة على هذا التساؤل أو هذا الافتراض؛ فالشاعر يحيا الآن في الحاضر، وهو يتذكر الماضي أو يتذكر طبيعته الأصيلة ونفسه المثالية التي فشل من قبل في تحقيقها عندما عجز عن الغناء أو فرط فيه؛ ولذلك تنتقل إلى المستقبل المباشر (رقبته ستنفض ...) الذي سيفشل كذلك في أن يحرره تحررا كاملا. وأخيرا ننتقل إلى حالة من الديمومة - الحياة في الموت أو الموت في الحياة - أي الأبدية والصمت الجامد المطلق، فلم يبق للطائر إلا أن يتحول إلى شبح من نفسه؛ شبح أبيض يعيش في صمت أبيض بارد، ويحملق في الكوكب الذي يستعير منه اسمه (فقد كان فيما تقول الأسطورة اليونانية بطلا أو نصف إله ثم أحاله أبوللو إلى نجم منفي على حدود الفضاء). هو إذن جهد عقيم هذا الذي يبذله الطائر لتخليص نفسه، لأن النجم لا يرسل إلا نقطة باهتة من الضوء، ولن يبقى للشاعر إلا الوعي الصامت الذي يشبه شعاعا خافتا ينفذ في تابوت. أي لن يبقى له إلا الإحساس بهدفه البعيد وقدره المستحيل. وهكذا تنتهي القصيدة بالخروج من دائرة الزمان وتصوير مشهد أخير يغطيه الثلج والجليد. وهكذا يعكس طائر البجع صورة الشاعر الذي خان رسالته الشعرية أو فشل في تحقيقها، ولم يبق أمامهما إلا أن يتدثرا بالثلج ويتطلعا إلى سماء المثال المستحيل.

على أن هذه النغمة اليائسة لا تلازم مالارميه، بل تختفي في بعض قصائده التي ينعى فيها رفاقه الشعراء، مثل قصيدتيه الرائعتين عن «قبر إدجار بو» و«نخب جنائزي لتيوفيل جوتييه». ونكتفي هنا بإشارة موجزة إلى قصيدته الأولى التي كتبها في ربيع سنة 1876م ونشرت في نفس السنة (كما ترجمها الشاعر بنفسه بعد ذلك إلى الإنجليزية) في الكتاب التذكاري الذي صدر في مدينة بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية بعد وفاة الشاعر الأمريكي العظيم:

كما ترده الأبدية أخيرا إلى ذاته الحقه.

13

يثير

14

Bilinmeyen sayfa