Hindistan'da İslami Kültür
الثقافة الإسلامية في الهند
Türler
صلى الله عليه وسلم
مخافة الخلفاء من الأمويين وبني العباس وتتابع الناس بعد ذلك من أهل العلم، وسكنوا بها وتوالدوا وتناسلوا، وسافروا من بلاد إلى بلاد أخرى، وأخذوا الحديث ورووه بالحفظ والإتقان مدة أربعة قرون، وسارت بمصنفاتهم الركبان إلى الآفاق، أشهرهم إسرائيل بن موسى البصري نزيل الهند، ومنصور بن حاتم النحوي، وإبراهيم بن محمد الديبلي، وأحمد بن عبد الله الديبلي، وأحمد بن محمد المنصوري أبو العباس، كان قاضي المنصورة، وله مصنفات على مذهب الإمام داود بن علي الظاهري، وخلف بن محمد الديبلي، وشعيب بن محمد الديبلي، وأبو محمد عبد الله المنصوري، وعلي بن موسى الديبلي، وفتح بن عبد الله السندي، ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وخلق آخرون.
ولما انقرضت دولة العرب من بلاد السند، وتغلبت عليها الملوك الغزنوية والغورية، وتتابع الناس من خراسان وما وراء النهر صار الحديث فيها غريبا كالكبريت الأحمر وعديما كعنقاء المغرب، وغلب على الناس الشعر والنجوم والفنون الرياضية، وفي العلوم الدينية الفقه والأصول، ومضت على ذلك قرون متطاولة حتى صارت صناعة أهل الهند حكمة اليونان، والإضراب عن علوم السنة والقرآن إلا ما يذكر من الفقه على القلة، وكان قصارى نظرهم في الحديث في مشارق الأنوار للصغاني، فإن ترفع أحد إلى مصابيح السنة للبغوي، أو إلى مشكاة المصابيح ظن أنه وصل إلى درجة المحدثين، وما ذلك إلا بجهلهم بالحديث؛ ولذلك تراهم لا يذكرون هذا العلم ، ولا يقرءونه ولا يحثون عليه ولا يجذبون إليه، ولا يعرفون كتبه ولا يعلمون أهله، والقليل منهم كانوا يقرءون المشكاة لا غير، وهذا على طريقة البركة لا للعمل به، والفهم له. وعمدة بضاعتهم الفقه على طريقة التقليد دون التحقيق إلا ما شاء الله تعالى في أفراد منهم؛ ولذلك كثرت فيهم الفتاوى والروايات وتركت النصوص المحكمات، ورفض عرض الفقه على الحديث، وتطبيق المجتهدات بالسنن المأثورة عن النبي المعصوم المأمون
صلى الله عليه وسلم .
حتى من الله تعالى على الهند بإفاضة هذا العلم، فورد به بعض العلماء في القرن العاشر، كالشيخ عبد المعطي بن الحسن بن عبد الله باكثير المكي المتوفى بأحمد آباد سنة 989، والشهاب أحمد بن بدر الدين المصري المتوفى بأحمد آباد سنة 992، والشيخ محمد بن أحمد بن علي الفاكهي الحنبلي المتوفى بأحمد آباد سنة 992، والشيخ محمد بن محمد عبد الرحمن المالكي المصري المتوفى بأحمد آباد سنة 919، والشيخ رفيع الدين الچشتي الشيرازي المتوفى بأكبر آباد سنة 954، والشيخ إبراهيم بن أحمد بن الحسن البغدادي، والشيخ ضياء الدين المدني المدفون بكاكوري، والشيخ بهلول البدخشي، والخواجة مير كلان الهروي المتوفى بأكبر آباد سنة 981 وخلق آخرون.
ثم وفق الله سبحانه بعض العلماء من أهل الهند أن رحلوا إلى الحرمين الشريفين، وأخذوا الحديث وجاءوا به إلى الهند، وانتفع بهم خلق كثير، كالشيخ عبد الله بن سعد الله السندي، والشيخ رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم السندي المهاجرين إلى الحجاز، فإنهما قدما الهند ودرسا بگجرات مدة طويلة ثم رجعا إلى الحجاز، والشيخ يعقوب بن الحسن الكشميري المتوفى سنة 1003، والشيخ جوهر الكشميري المتوفى سنة 1026، والشيخ عبد النبي بن أحمد الگنگوهي، والشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانپوري، والشيخ قطب الدين العباسي الگجراتي، والشيخ أحمد بن إسماعيل المندوي، والشيخ راجح بن دواد الگجراتي، والشيخ عليم الدين المندوي، والشيخ المعمر إبراهيم بن دواد المنكپوري المدفون بأكبر آباد، والشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني صاحب مجمع البحار، والسيد عبد الأول بن علي بن العلاء الحسيني وغيرهم.
لا سيما الشيخ محمد بن طاهر المذكور المتوفى سنة 986، فإنه درس وخرج وصنف كتبا عديدة في ذلك العلم الشريف، كمجمع البحار في غريب الحديث، والمغني في أسماء الرجال، والتذكرة في الموضوعات، وكانت له يد جارحة ويمنى عاملة في الحديث، ما نهض من الهند مثله في سعة المعلومات وبلوغ النظر، غير شيخه حسام الدين علي المتقي الگجراتي، ولكنه انقطع إلى الحجاز، وعمت فيوضه لأهل الحرمين الشريفين، والشيخ محمد بن طاهر أقام بالهند.
وأما الشيخ عبد الأول بن علي بن علاء الحسيني المتوفى سنة 968، فهو أخذ عن جده علاء الدين عن الحسين الفتحي عن الشيخ محمد بن محمد بن محمد الشافعي الجزري بإسناده إلى مصنفي الصحاح والجوامع وغيرها، وأخذ عنه جمع كثير، أجلهم الشيخ طاهر بن يوسف السندي المتوفى سنة 1004، وهو درس وأفاد بمدينة برهانپور مدة طويلة، وتخرج عليه خلق كثير من العلماء.
ثم جاء الله سبحانه بالشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي المتوفى سنة 1052، وهو أول من أفاضه على سكان الهند، وتصدى للدرس والإفادة بدار الملك دهلي، وقصر همته على ذلك وصنف وخرج ونشر هذا العلم على ساق الجد، فنفع الله به وبعلومه كثيرا من عباده المؤمنين، حتى قيل إنه أول من جاء بالحديث بالهند، وذلك غلط كما علمت.
ثم تصدى له ولده الشيخ نور الحق المتوفى سنة 1073 وكذلك بعض تلامذته وأولاده؛ كشيخ الإسلام شارح البخاري، وولده سلام الله صاحب المحلى والكمالين.
Bilinmeyen sayfa