بسم الله الرحمن الرحيم
[المقالة السادسة]
1
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا حدث الجشاء الحامض في العلة التي يقال لها زلق الأمعاء بعد تطاولها ولم يكن كان قبل ذلك فهي علامة محمودة."
[commentary]
قال الشارح : "زلق الأمعاء هو أن يخرج ما يتناوله الإنسان كما أكله ولم يتغير ويحدث من أسباب كثيرة قد عددناها في أول الشرح ولم يكن للطعام في المعدة طول لبث لسرعة خروجه للذعة لفم المعدة. فإذا حصل الجشاء الحامض دل على طول مكث الطعام فيها فيندر ببرئ. وأما حموضته فلما نال المعدة من الضعف يمكث ويعجز عن هضمه فيتغير، وهذا مندر بالبرئ من علة زلق الامعاء."
2
[aphorism]
قال أبقراط:"من كان في منخريه بالطبع رطوبة أزيد وكان منيه أرق فإن صحته أقرب إلى السقم ومن كان الأمر فيه على ضد ذلك فإنه أصح بدنا."
[commentary]
قال الشارح: "اليبس أشد وثاقا وتمكنا من الرطوبة. * ودليله (1) قول أبقراط في الفصل المتقدم وبالجملة قلة المطر أصح من كثرة المطر PageVW0P101B وأقل موتا. فإذا كان المنخران بهما رطوبة أزيد وكان المني أرق دل ذلك على ضعف الدماغ، ومتى ضعف الدماغ ضعف جميع الجسد لأن الأطباء يسمون الدماغ سقف الجسد * ومنهم (2) من سماه صومعة الحواس وجماعة منهم أجمعوا * الرأي (3) أنه العضو الرئيس الذي * يشار (4) إليه بخلاف القلب ولم يخالفهم في * هذا (5) الاعتقاد سوى كبير الفلاسفة ارسطاطاليس، فإنه جعله القلب. ومتى كان العضو الرئيس سليما فالجسد جميعه سليم ومتى كان سقيما كان الجسد جميعه سقيما. ومتى كان المنخران قليلي الرطوبة والمني غزير منعقد غير رقيق دل على صحة الدماغ وسلامته ويتبعه سلامة الجسد * جميعة (6) ."
3
[aphorism]
قال أبقراط: "الامتناع من الطعام في إختلاف الدم المزمن دليل رديء وهو مع الحمى أردى."
[commentary]
قال الشارح: "الإختلاف الكثير ما * يحدث (7) من المرار الصفراوي * أو (8) حدة الدم. فإذا طال قرح المعدة والأمعاء وانهك القوة وأضعف البدن. فإذا عرض مع ذلك حمى كان أكثر ردأة وأشد فإن الحمى يبس الرطوبات الأصلية بحرارتها ويبسها وكذلك الاختلاف. فإذا فنيت الرطوبة الأصلية واستولى الضعف وانحطت القوة ويتبع ذلك التحليل وبطلت الشهوة وبطلانها دليل على ضعف الكبد والمعدة والقوى PageVW0P102A الطبيعية فهذه علائم يتبعها الموت وألله * أعلم (9) ."
4
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من القروح ينتثر ويتساقط ما حوله فهو خبيث."
[commentary]
قال الشارح: "متى تناثر ما حول القرحة وتساقط من الشعر دل على ردأه ما تحتها من الدم الفاسد وحدثه ولدعه وتقريحه وحر وقد وسوء مزاج القرحة في نفسها؟ PageVW1P064 ويؤول أمر ذلك في الأكثر إلى الأكل فإن القرحة لا تجيب إلى الإندمال لردأة ما تحتها من الدم الفساد وكلما جرى إليها زاد في تقريحها وأبعد اندمالها فوغلت في * عمق (10) البدن وعسر برؤها وصارت أكلة وهذا شر خبيث * رديء (11) ."
5
[aphorism]
قال أبقراط: "ينبغي أن يتفقد من الأوجاع العارضة في الإضلاع ومقدم الصدر وسائر الاعضاء عظم اختلاف * فيها (12) ."
[commentary]
قال الشارح: "أسباب الوجع ينبغي أن تنظر فيها من عظم حجم الورم الحادث في العضو وصغره. فإنه إن أخذ من العضو مقدار أكثر كان الوجع أعظم. وإن أخذ منه مقدارا أصغر كان الوجع أنقص وتختبر ذلك أيضا من نفس العضو الحادث. فإنه إن كان في عضو رئيس كان الوجع مخطرا لشرف نفس العضو. وإن كان في عضوا عصبانيا كان الألم قادحا، وإن كان في جوهر اللحم كان متفرقا, وإن كان في PageVW0P102B الصفاق كان الألم الحادث عنه فاحشا. وينضر أيضا في الكيموس المولد للوجع، فإن كان صفراويا كان حادا لذاعا، وإن كان عن دم تضرب عليه العروق،وإن كان من بلغم كان يحس فيه بالنقل، وإن كان عن سوداء كان يحس * فيه (13) بتكسر العظام. فلأجل ذلك قال أبقراط أنه متى لم يعرف الوجع والخلط المولد له لا يعرف كيف إزالته."
6
[aphorism]
قال أبقراط: "العلل التي تكون في الكلى والمثانة يعسر برؤها في المشائخ."
[commentary]
قال الشارح: "الجروح والقروح التي تعرض في الكلى والمثانة تكون عسرة البرئ وخصوصا في المتكهلين والمشائخ لأن التحامهما تحتاج إلا سكون ويبس قليل وهذان العضوان يغرقهما البول ولا يزال جاريا فيهما. أما المثانة فهو عضو عصباني قليل الدم جلد ضعيف فإذا أحصل فيه * قرح (14) أو جرح لا يسرع إليه الإندمال والكلى، وإن كان عضوا لحمانيا فإن القرحة والجرح لا تكون في نفسهما بل في صفاقا تها. وإذا اجتمع برد السن مع برد المثانة وصفاق الكليين عسر برؤهما واندمالهما."
7
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من الأوجاع التي تعرض في البطن أعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس كذلك فهو أشد."
[commentary]
قال الشارح: PageVW0P103A "عنى بالأوجاع الخراجات في البدن فما كان منها في خارج * الجسد (15) ظاهرا فهو سهل البرئ لأن المادة قد خرجت من أعماق البدن إلى ظاهره، فبقى الباطن منها وما كان منها موغلا في داخل البدن فهو أعسر برؤا * لأن (16) المادة في اعماق البدن والطبيعة عاجزة عن دفعها إلى ظاهر البدن."
8
[aphorism]
قال أبقراط: "ما يعرض من القروح في أبدان أصحاب الاستسقاء ليس يسهل برؤه."
[commentary]
قال الشارح: "لا شك أن أبدان المستسقين كثيرة الرطوبة الغريبة لضعف الحرارة الغريزية فيهم لأن الاستسقاء كما قيل لا يخلوا. أما إن يكون للحرارة الغريزية التي بها يتم الهضم لا يخلوا ذعفها من أن يكون * إما (17) مفرطا و إما يسيرا وإما متوسطا. فالمفرط تحدث عنه الحمى واليسير الطبلى والمتوسط الزقي. فإذا أقلت الحرارة الغريزية كثرت الرطوبة الغريبة. فإذا * خالطها (18) مواد مالحة حدث عنها قروح، والقروح يحتاج في اندمالها إلى تجفيف قوي وأبدان المستقيين كثيرة الرطوبة لا يترك القروح تندمل لكثرة رطوباتها."
9
[aphorism]
قال أبقراط: "البثور العراض لا تكاد تكون معها حكة."
[commentary]
قال الشارح: "عنى بالبثور * العراضة (19) التي موادها ليست بحادة وقوله العارضة عنى بها التي * ليست (20) غائرة PageVW0P103B ولا عميقة بل المنبسطة العريضة، وهذه إذا كانت بهذه الصفة تكون موادها ليست مالحة ولا حريقة ولا حادة صفراوية ولا يكاد يكون معها حكة."
10
[aphorism]
قال بقراط: "من كان صداع ووجع شديد في رأسه فانحدر من منخريه أو من أذنيه قيح أو ماء فإن مرضه ينحل بذلك."
[commentary]
قال الشارح: "صاحب الصداع إذا كان سببه مواد محتقنة في الدماغ ونضجت وقويت الطبيعة على دفعها وقاحت دفعتها إلى المنخرين أو إلى الأذنين ونقي الدماغ منها فبرأ الوجع."
11
[aphorism]
قال أبقراط: "أصحاب الوسواس السوداوي وأصحاب السرسام إذا حدث بهم البواسير كان ذلك دليلا محمودا فيهم."
[commentary]
قال الشارح: "الوسواس السوداوي سببه احتراق الدم ولهذا قال أبقراط فقد يعرض في الربيع الوسواس السوداوي لأن الربيع يولد الدم . فإذا كان دما غليظا عكرا على حسب مزاج المتولد فيه والسرسام أيضا فيولده من الدم لأنه ورم حار حادث في الدماغ. فإن كان الدم لطيفا رقيقا كان منه السرسام، فإن كان غليظا كما يقدم كان منه الوسواس. فإذا قويت الطبيعة أرسلت * نيل (21) الفضلة الدموية من اعالي البدن إلى أسافله فقل تصاعد الأبخرة؟ المتصاعدة عنها PageVW0P104A وبرأ المرضان بسبب اندفاع المادة."
12
[aphorism]
قال أبقراط: "من عولج من بواسير من منة حتى يبرأ ثم لم يترك منها واحدة فلا يؤمن عليه أن يحدث به استسقاء أو سل."
[commentary]
قال الشارح: "متى قطعت البواسير ولم يترك منها واحدة عادت المادة على الكبد وتوفرت عليها وسددت عروقها وغمرت الحرارة الغريزية إلى فيها وأضعفتها فحدث من ذلك * الاستسقاء (22) كانت الكبد قوية دفعت بالمادة عنها إلى الرئه. ودم البواسير يكون دما رديئا غليظا محترقا فينكي عروق الرئه ويصدعها فيحدث فيها قرحة وهو السل. فينبغي أن يترك واحدة ليؤمن بذلك حدوث هذين المرضين وخصوصا إن كان له بذلك عادة."
13
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا أعترى * انسانا (23) فواق ثم حدث به عطاس سكن فواقه."
[commentary]
قال الشارح: "الفواق حركة تشنجية تعرض في المعدة وهو من أسباب كثيرة تكون من ريح تلدع فم المعدة أو من خلط حاد ينصب إليها أو من استفراغ أو من امتلاء. وهذا النوع هو الذي عنى به أبقراط، فإن العطاس كما ذكر يكون من الرأس إذا أسخن الدماغ فانحدر * الهواء (24) فيه فحلل تلك الرطوبات المنصبة في فم المعدة وأراحها عن المعدة فسكن الفواق * بانحدارها (25) عنها."
14
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا كان بإنسان استسقاء PageVW0P104B فجرى الماء منه في عروقه إلى بطنه كان بذلك انقضاء مرضه."
[commentary]
قال الشارح: "الاستسقاء يكون سببه ضعف الكبد وسوء مزاجها وضعف الحار الغريزي أيضا فيقل الدم المتولد فيها ويكثر الماء لما ذكرنا من السببين وهما ضعف القوة المغيرة التي في الكبد فلا يقدر على نضج الغذاء فيقل الدم ويكثر المائية ويضعف الحار الغريزي. فإذا أكثر الماء وقل الدم * فإن (26) قويت الطبيعة ودفعت بالمائية في العروق إلى البطن إما من قوتها أو من * سبب (27) أدويت تحلل المائية ويخرجها فيكون ذلك سببا لانقضاء * المرض (28) وبرؤه وجريان الماء لا يكون بالرشح بل يجري الماء منه في عروقه المعروفة بالماء ساريقا إلى المعاء ويندفع في بربخي البول كما ذكر."
15
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا كان بإنسان اختلاف قد طال فحدث به قيء من تلقى نفسه انقطع بذلك اختلافه."
[commentary]
قال الشارح: "هذا دليل على أنعكاس المادة وإن الطبيعة قد مالت بها من الأسافل إلى الأعالي إلا ضد الجهة إلتي كانت مائلة إليها لأن ذلك الإختلاف يكون من رطوبات المعدة وسببها ضعف القوة الهاضمة. فإذا ميلتها الطبيعة إلى ضد الجهة انقطع ذلك الإختلاف."
16
[aphorism]
قال أبقراط: "من اعترته ذات الجنب أو ذات الرئة فحدث به اختلاف فذلك رديء."
[commentary]
قال الشارح: "لا شك ولا خفا PageVW0P105A أن المرض الواحد إذا أدام بالمريض أنهك قواه أضعفها وأضر بالبدن غاية الضرر. فإذا انضاف إلى المرض الاول مرض ثان خافا على القوة وأعجز الطبيعة عن دفع أحدهما. فإذا انضاف إليهما ثالث وأعجزوا * القوة (29) غاية العجز. وإذا بوا؟ البدن وأنهكوا القوى وخصوصا الاختلاف في أخر المرض فإنه يدل على ضعف القوة والهضم وعجز القوى الطبيعية وانهزام القوة على ما في البدن وذوبان الاعضاء الأصلية وضعف الحار الغريزي واضمحلاله."
17
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا كان بإنسان رمد فاعتراه اختلاف فذلك محمود."
[commentary]
قال الشارح: "السبب في ذلك ميل المادة وانجذابها من أعالي البدن إلى أسافله وقوة الطبيعة على دفعها وإخراجها ونفيها عن البدن."
18
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في القلب أو في * الكلى (30) أو في بعض الأمعاء الدقاق أو في المعدة أو في * الكبد (31) أو في الحجاب فذلك قتال."
[commentary]
قال الشارح: "بين أن الدماغ والقلب أشرف الأعضاء الرئيسية وإن مادة الحياة من القلب ومادة الحس والحركة من الدماغ فمتى لحقهما أفة هلك البدن. وأما المثانة فهي جسم عصباني قليل الدم فإذا أحدث فيه خرق بطلت آلات البول ودخل الضرر على البدن وكذلك الكلى. وأما المعدة والكبد PageVW0P105B فهما آلات الغذاء فإذا حدث فيهما خرق بطل وصول الغذاء إلى جميع الأعضاء وعدم طبخ الغذاء ونضجه وهذه أمور تلحق البدن منها الثلاف ويؤول أمره إلى الهلاك."
19
[aphorism]
قال أبقراط: "متى انقطع عظم أو غضروف أو الموضع الرقيق من لحم اللحي أو القلفة لم ينبت ولم يلتحم."
[commentary]
قال الشارح: "كلما كان تولده من المني إذا ذهب لا يعود وكلما كان تولده من الدم إذا أذهب يعود. فهذه الأعضاء المعدودة تولدها من المني فلأجل هذا لا يرجى لها عود، وقد قيل إلا في الأسنان وشهد به التفات. وقالوا تعود إذا كان السن قريب العهد بالمني. وأما العظم إذا كسر فلا يعود كما كان وإنما يصير موضعه شيء شبيه * به (32) الدشبذ."
20
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا انصب دم إلى فضاء الصدر على خلاف الأمر الطبيعي فلا بد من أن يتقيح."
[commentary]
قال الشارح: "انصاب الدم على خلاف الأمر الطبيعي يؤول إلى التقيح بسبب أن الدم إذا كان فاسدا وأنصب إلى موضع مجوف فإذا رام الحار الغريزي اصلاحة بالنضج عارضه الحار الغريب عن أصلاحة ومنعه. وقد قيل أن أبقراط عنى بقوله على خلاف الأمر الطبيعي عن الدم نفسه وقال غيره عنى به الفضاء وقال غيره يحتمل أن يكون عنى به نفس الإنصباب إلى التجاويف. فإن ليس من عادة الدم أن ينصب في PageVW0P106A الأعضاء التي لها تجاويف كالمعدة والأمعاء والكلى والمثانة والأرحام فأنه متى انصب إلى هذه التجاويف يفسد من غير نضج لعدم الترويح وضعف الحار الغريزي وحقنه والدم فمنهما خرج عن وعايه الذي هو فيه يفسد بوجوه عدة إما بالتقيح وإما بالتحجر وإما بالانقلابة إلى السوداء وإما بعفنه."
21
[aphorism]
قال أبقراط: "من أصابه جنون فحدث به اتساع العروق التي * تعرف (33) بالدوالي والبواسير انحل عنه جنونه."
[commentary]
قال الشارح: "الجنون على الأكثر يكون من * احتراق (34) المرة السوداء واحتراق الدم واحتداده. فإذا حدث ذلك نهضت الطبيعة لها ومنه ونفيه عن البدن ودحت بها من الأعضاء الرئيسية إلى الأعضاء الخسيسة وأحدرت به من أعالي البدن إلى أسافله فبرأ بسبب انحداره وسيلانه وخروجه عن * البدن (35) ."
22
[aphorism]
قال أبقراط: "الأوجاع التي تنحدر من الظهر إلى المرفقين يحلها فصد العرق."
[commentary]
قال الشراح: "إن كان البدن ممتلئا ومالت المادة من الظهر إلى المرفق فينبغي أن يفصد من الجانب المخالف إن كانت المادة في الإنصباب. وإن كان قد وقف مصبها فينبغي أن يجتذب من نفس العضو هذا إن لم تكن المادة بلغمية. وقوله الاوجاع منع أن تكون المادة * البلغمية (36) PageVW0P106B لأن الوجع قليل ما يحدث مع المادة البلغمية لأن الاستفراغ يجب أن يكون من الناحية التي مالت المادة إليها لأن النفع الحاصل من الإستفراغ ربما تقع بطريق المشاركة."
23
[aphorism]
قال أبقراط: "من دام به التفزع وخبث النفس زمانا طويلا * فعلته (37) سوداوية."
[commentary]
قال الشارح: "قد قال أبقراط ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو أسلم وما كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا، والمرض السوداوي * يعرض (38) لصاحب من الاعراض التفزع وسوء الفكرة وخبث النفس كما يعرض من الاستيجاس وعدم الانس لمن يدوم سكناه في الظلمة، والمراض الاستدلال على اسبابها يكون بالأعراض الصادرة عنها."
24
[aphorism]
missing
[commentary]
missing
25
[aphorism]
قال أبقراط: "أنتقال الورم الذي يدعى الحمرة من داخل إلى خارج فهو حمحود, وأما انتقاله من خارج إلى داخل فليس محمود."
[commentary]
قال الشارح: "ظهور الألام من اعماق البدن إلى خارجه دليل على قوة الطبيعة ودفعها عن البدن ونقى الباطن, وإن الطبيعة قد دحت بها من العضاء الرئيسة إلى الاعضاء الخسيسة. وأما انتقالها من خارج إلى داخل فهو دليل شر لرداءة المادة وعجز من الطبيعة."
26
[aphorism]
قال أبقراط: "من عرضت له في حمى حرقة رعشة فإن اختلاط ذهنه يحلها عنه."
[commentary]
قال الشارح: PageVW0P107A "هذه الأمراض يتبع كل مرض منها مرض, فقوله في الحمى يتبعها رعشة ويتبع الرعشة اختلاط الذهن الحمى المحرقة سببها مرة محترقة قريبة إلى القلب. فإذا دامت تراقت انحوتها؟ الرديئة إلا الدماغ بسبب المشاركة فحدثت الرعشة. فإذا حصل بعد ذلك اختلاط العقل سكن الرعشة تسكينا غير مبرء لها ولكن لما تصاعدت المرة إلى الرأس أحدثت الرعشة وحصل من ذلك استعال استضربه الدماغ فسكن الرعشة لما لحق الرأس من الضر وربما تبع ذلك هلاك وموت."
27
[aphorism]
قال أبقراط: "من كوى أو بط من المتقيحين أو المستقيين فجرى منه من المدة أو من الماء شيء كثير دفعة فإنه يهلك لا محالة."
[commentary]
قال الشارح: "الدم الذي يغذو الأعضاء يتقلب في المستسقيين إلا المائية, وفي المتقيحين إلى الصديدية.فإذا بط المستسقي وكوى المتقيح وخرج منهما القيح والمائية دفعة واحدة عدمت أعضاء البدن الغذاء الواصل إليها فحدث الهلاك ووقع الموت سريعا ولعدم الأعضاء الأرواح الحالت فيها ولحق الضرر بالقوى النفسانية ويهرب الحار الغريزي لقلته."
28
[aphorism]
قال أبقراط: "الخصيان لا يعرض لهم النقرس ولا الصلع."
[commentary]
قال الشارح: "هذان المرضان لا يعرضان للخصيان لكثرة رطوباتهم PageVW0P107B وامتناعهم من الجماع. وقد ذكر جالينوس أنه شاهد في زمانه خصيا وبه مرض النقرس وهو صادق فيما ذكره. وأما أبقراط فإنه لم ينطق بباطل ولا يقول إلا ما يعود عليه ويستنل إليه. فإن كان قد وقع في زمن جالينوس خصى به مرض النقرس فيكون لأحد أمرين، إما حدث عن نخمة لأن الخدم * مأكولهم (39) ومزاجهم يميل إلى الرطوبة وطبخ الغذاء فيهم غير نضيج فيحصل لهم النقرس بهذا الطريق، وإما أن يكون حصل لهم بطريق أخذه على السكر من شرب الخمر من قبل جذب الفضول بالحرارة إلى المفاصل. هذا على ما ذكره جالينوس. وأما قول أبقراط أن النقرس لا يصيب الخصيان فلا شك أن الخدم في زمن أبقراط كانوا أكثرين اللعب والرياضة فما كان يتولد في أبدانهم شيء من الفضول، وكانت الفضول تتحلل بكثرة حركاتهم فلا يعرض لهم نقرس ومن أجل أن مجاري أجسادهم واسعة والفضول يتفرغ منها. وأما الصلع فلا يعرض لهم لأن الصلع يكون من يبس يحرق أصول الشعر والخصيان فهم كثيرون الرطوبة فهم بعداء عن ذلك اليبس."
29
[aphorism]
قال أبقراط: "المرأة لا يصيبها النقرس إلا أن ينقطع طمثها."
[commentary]
قال الشارح: "النقرس يحدث من امتلاء الأبدان من الفضول وللنساء دم الطمث في كل شهر يستفرغ منهم فتنقي أبدانهم. فإذا انقطع مجية عادت الفضول يتوفر على أبدانهم ويكثر فيهم PageVW0P108A الامتلاء وينصب الفضلات إلى مفاصلهم فيعرض من ذلك النقرس وشبهه * من (40) أوجاع المفاصل."
30
[aphorism]
قال أبقراط: "الغلام لا يصيبه النقرس من قبل أن يبتدي في مباضعة النساء."
[commentary]
قال الشارح: "الغلمان لكثرة حركاتهم وجودة هضمهم وتركهم الجماع لا يصيبهم النقرس لأن الحرارة الغريزية توفره على أبدانهم وهم كثيرون الرياضة واللعب ولا يبقي في أبدانهم فضلات يتولد منها نقرس. فإذا حصلت لهم المباضعة مع النساء نقصت حرارتهم وكثر مأكولهم لأجل بدل ما يتحلل وضعف هضمهم بسبب نقص الحرارة. فكثرت الفضول في أبدانهم فدفعتها الطبيعة من أعالي البدن إلى الأسافل فحدث بهم النقرس."
31
[aphorism]
قال أبقراط: "أوجاع العينين يحلها شرب الشراب الصرف أو الحمام أو التكميد أو فصد العرق أو شرب الدواء."
[commentary]
قال الشارح: "ذكر أبقراط أوجاع العينين وذكر شفائها مجملا غير مفصل وللمضرين أن يعينوا كل دواء لكل مرض فيقول أن فصد العرق لا يكون في الأمراض البلغمية. وقال جالينوس بل يكون في الرمد الحادث عن عكر الدم الغليظ المحرق وفي الرمد الدموي خاصة وشرب الشراب الصرف يكون في الرمد الحادث عن البلغم الغليظ اللزج العديم النضج والحمام يكون PageVW0P108B في * أخر (41) الرمد البلغمي والحادث عن الدم الغليظ ليحلل الفضلات وينضجها. والتكميد في الرمد البلغمي ويكون حارا يابسا وفي الرمد الحادث عن الدم الغليظ العكر ويكون التكميد حارا رطبا. وشرب الشراب يكون في الرمد الحادث عن المرار وعن البلغمي. وأعترض على أبقراط في هذا الفصل لأنه قال أوجاع العينين مطلقا وذكر في علاجها شرب الشراب الصرف وهو يزيد في مادة الدم. فإذا كان الرمد دمويا ينبغي أن لا * يطلق (42) له شرب الشراب الصرف والجواب عنه * أنه (43) قال أوجاع العين وهذه قضية مهملة والمهملة في قوة الجزئة فكان اللفظ بعض أوجاع العين يحلها شرب الشراب الصرف والحمام إلى أخره."
32
[aphorism]
قال أبقراط: "اللثغ يعتريهم خاصة اختلاف طويل."
[commentary]
قال الشارح: "ينبغي لنا أن نفسر اللثغ * أولا (44) , فتقول اللثغ هو الذي لا يفصح بالراء كما قيل ولا الطاء لأن الأفصاح بالطاء لا ينطق به حتى يبسط اللسان إلى الأسنان. وحرف الراء أيضا لا يفصح به بانبساط اللسان وانعطانه إلى داخل. فإن الرطوبة تغلب على اللسان فترخيه وتمنعه من أن يمتد فيفصح بهما فلذلك قال أبقراط أن الإختلاف يحدث * بهم (45) من كثرة الرطوبة المتولدة في معدهم. وإذا حدث بهم ذلك * (46) * وكان (47) في ذلك المزاج الرطوبة غالبة على السنتهم ومعدهم ممتلية * فيها (48) فيطول بذلك اختلافهم."
33
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P109A "أصحاب الجشاء الحامض لا يكاد يصيبهم ذات الجنب."
[commentary]
قال الشارح: "الجشاء الحامض يكون من التخمة ومن كثرة لبث الطعام في المعدة وضعف الطبخ والنضج وضعف الهضم وذات الجنب تكون من خلط صفراوي أو دم مختلط بها أو من اجتماعهما، وقل ما يحدث عن البلغم والسوداء وضعف الطبخ والنضج لا يجتمع مع وجود الصفراء والدم. فيقول الجشاء الحامض يكون من غلبة البلغم والسوداء وضعف الهضم وبرد المزاج وعدم الطبخ وذات الجنب يكون من الصفراء والدم وهذه اضداد لا يمكن اجتماعهما."
34
[aphorism]
قال أبقراط: "الصلع لا يعرض لهم من العروق التي تتسع التي تعرف بالدوالي كثير * شيء (49) ومن حدث * به (50) من الصلع الدوالي عاد شعر رأسه."
[commentary]
قال الشارح: "الصلع لا يخلو من أن يكون في أول الحلقة أو يحدث * فإن (51) كان أصليا فإنه لا يتغير وإن كان محدثا فمتى حدث * بهم (52) الدوالي الكبار انجذبت المادة إلى أسافل البدن فعاد شعر الرأس لأن ذهاب الشعر يكون من مادة مالحة تحرق منابت الشعر. فإذا انجذبت إلى أسافل البدن انقطع تصاعد * الأبخرة (53) عن * أعاليه (54) . وقد قال الرازي إذا كانت المادة المحدثة للصلع * مواد (55) بلغمية محرقة حريفة وكانت الدوالي من أخلاط غليظة سوداوية فكيف يعود الشعر والمادة المنحدرة إلى أسافل البدن من غير المادة PageVW0P109B الموجبة للمرض. وقد قال أبقراط في صدر الكتاب إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقىء الذين يكنونان طوعا لك من النوع الذي ينبغي أن ينقي منه * البدن (56) نفع ذلك وسهل احتماله. وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد والجواب أن الطبيعة تفعل الواجب. فإذا قويت على دفع الخلط ونفيه من أعالي البدن إلى أسافله، فبالواجب أن تدفع المادة الموجبة للمرض فتسبب قويتها دفعت الموجب للمرض وغيره."
35
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا حدث بصاحب الاستسقاء سعال كان دليل رديئا."
[commentary]
قال الشارح: "هذا رديء لوجهين أحدهما أن المائية قد كثرت في البطن حتى زاحمت * الحجاب (57) وتعدي الضرر إلى قصبة الرئه فحدث السعال لهما لحق معه ضيق نفس بوصول المائية إلى قصبة * الرئه (58) . والوجه الثاني أن أوعية البطن تتمدد ويكثر فيها التمدد بسبب امتلائها من الماء كالزق المهملوما. فإذا حدث بهم السعال لا يؤمن بسبب قوة الحركة إن يقطع بعض الأوعية والرباطات فيودي إلى الهلاك."
36
[aphorism]
قال أبقراط: * "فعل (59) العرق يحل عسر البول وينبغي أن يقطع العروق الداخلة."
[commentary]
قال الشارح: "عسر البول يكون من أسباب كثيرة: من سدة تعرض في المجري ومن خراج PageVW0P110A ومن ورم ومن خلط غليظ لزج. وفصد العرق في الأكثر واجب لأنه استفراغ كلى ينفع من الخراج والورم إن كان ذلك دمويا فذلك ظاهر. وإن كان غير دموي فإنه ينقص * المادة (60) . ويمنع سيلانها ويفتح المجاري بتنقيص * المادة (61) وعنى بقوله العروق الداخلة من الجانب الانسى ومن تحت الركبة * لأخذه (62) من الموضع القريب."
37
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا ظهر الورم في الحلقوم في من اعترته الذبحة كان ذلك دليل محمودا."
[commentary]
قال الشارح: "الذبحة ورم حادث في الحلق وقيل في عضل الحنجرة. فإذا قويت الطبيعة عليه دفعت به إلى خارج وانفتح الحلق وأمن من الخناق. وقد قال أبقراط فيما يقدم انتقال * الدم (63) الذي يدعى الحمرة من خارج إلى داخل ليس هو محمود, وأما انتقال من داخل إلى خارج فهو * محمود (64) ."
38
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا حدث بإنسان سرطان خفي فالأصلح * له (65) أن لا يعالج, فإنه إن عولج هلك وإن لم يعالج بقي زمانا طويلا."
[commentary]
قال الشارح: "عنى بالخفي الغائر في داخل البدن الذي لم يكن ظاهرا. فإن كان ظاهرا في بعض الأعضاء لم يسمي خفيا وقد قيل عنى بالخفي الذي لم يتقرح والذي قد ابتدأ يظهر. وقد ذكر جالينوس أن قوما راموا علاج السرطان بالكى فما ازداد صاحبه إلا تعذيبا وقد ورد PageVW0P110B الإجماع بأن لا يعالج السرطان لا إن كان خفيا ولا ظاهرا بشيء من أنواع العلاج إلا إذا غاية التقريح بأن ينقي البدن ويحمي عن المأكل الردئة ولا تعرض به.فإن علاجه لا يطمع فيه. وإنما سمى سرطان لأنه يتشكل بشكل السرطان وسببه ورم سوداوي رديء خبيث."
39
[aphorism]
قال أبقراط: "التشنج يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ ولذلك الفواق."
[commentary]
قال الشارح: "التشنج نوعان امتلائي واستفراغي، فالامتلائي يكون من خلط بارد غليظ لزج والاستفراغي من جفاف الأعصاب ويبسها وقلة الرطوبة. والفواق أيضا تشنج يعرض للمعدة امتلائي واستفراغي والفرق بينهما أن الشنج يعم البدن والفواق يخص المعدة."
40
[aphorism]
قال أبقراط: "من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من غير ورم ثم حدث به حمى حلت ذلك الوجع عنه."
[commentary]
قال الشارح: "الوجع العارض فيما دون الشراسيف من غير ظهور ورم يكون إما من خلط غليظ بلغمي أو لريح نافخة. فإذا حدث بصاحبه حمى حللت الريح وفششتها وأذابت الخلط الغليظ ولطفته سوى كان بلغميا أو سوداويا أو دما غليظا، وهذا الذي عنى به أبقراط."
41
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا كان موضع من البدن قد تقيح * وليس (66) يبين تقيحه فإنما لم يبين من قبل غلظ المادة أو الموضع."
[commentary]
PageVW0P111A قال الشارح: "القيح الخافي في البدن الذي لا يبين نضجه. قال يكون من سببين إما من غلظ القيح وإما من غلظ العضو الحادث فيه كأسافل الرجلين. ودليل أخر يتبين به القيح قول أبقراط في وقت تولد المدة قد يعرض الوجع والحمى أكثر ما يعرضان بعد تولدهما فهذين العرضين يتبين القيح وحدوثه."
42
[aphorism]
_ * missing (67)
[commentary]
missing
43
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا أصاب المطحول اختلاف دم فطال به حدث به استسقاء أو زلق الامعاء وهلك."
[commentary]
قال الشارح: "عنى المطحول من الجساوة والصلابة في طحاله. وإذا عرض له اختلاف الدم إن كان ذلك الإختلاف عن قوة الطبيعة ودفعها بالخلط العكر السوداوي من الطحال كان ذلك سببا لبرؤه ولم يرد أبقراط هذا وإنما قيد في قوله ودام به احترازا من هذا لأن دوام الاختلاف يوجب البرد، ومتى برد المزاج برد مزاج الكبد وآل أمره إلى الاستسقاء ودوام الاختلاف يكثرة همره وانصبابه يوهم المعاء وينهكها ويحدث في سطحها بثور فيوجب بذلك زلق المعاء، فيتعاقب على البدن ثلاثة أمراض دوام الإختلاف والإستسقاء وزلق الأمعاء وهذه أسباب موجبه للهلاك."
44
[aphorism]
قال أبقراط: "من حدث به من تقطير PageVW0P111B البول القولنج المعروف بايلاوس فإنه يهلك في سبعة أيام إلا أن يحدث به حمى فيجري منه بول كثير."
[commentary]
قال الشارح: "تقطير البول له أسباب غير واحدة، وإنما أراد به هاهنا ما يكون عن خلط خام غير نضيج يرسخ في المعاء الدقاق ويسد منافذ مجري الرجيع فيطول مكثه في المعاء الدقاق فيحصل منه التواء بعضها على بعض فيحدث القولنج المعروف بايلاوس فيبرد البراز راجعا إلى فوق فيهلك في سبعة أيام لأنها بجران الأمراض الحادة ومدتها لا تجاوز السبعة الأيام لأنها نصف الاربعة عشر يوما. فإذا حدث بعد ذلك حمى انضجت الخام ولطفته وإذا بثه وأرسلته إلى الكلى والمثانة فبرأ ببول دافق كثير."
45
[aphorism]
قال ابقرأط: "إذا مضى بالقرحة حول أول مدة أطول من ذلك وجب ضرورة أن يتبين منها عظم، وإن يكون موضع الأثر بعد اندمالها غائرا."
[commentary]
قال الشارح: "إذا مضى على * القرحة (68) التي في العضو حول أو أكثر من حول فإن اللحم الذي يليها يسعى إليها بسبب جريان ما يجري من الصديد من المواد الحادة المنصبة إليها التأكل والعفن فيذهب اللحم ويغور الموضع وينكشف العظم ويكون قد حصل بسبب طول زمان القرحة سوء مزاج يلحق البدن وفساد يلحق العظم في نفسه أو لرطبات * فيه (69) سائلة والفرق بينهما إنما كان من فساد يلحق العظم PageVW0P112A اندمال القرحة ونقصها بسبب دوام سيلان الصديد. وأما الذي عن سيلان الرطوبات الرديئة وسوء مزاج يلحق العضو فلا يندمل بل لا يزال طريا والعظم الذي فسد إن كان الفساد في جميع اجزائه يرمي اللحم ويخرج العظم خيفة لا يسري الفساد إلى ما يليه من العظام الباقية، وإن كان الفساد في جزء منه فيحل ذلك الموضع ويكشف عنه اللحم والادوية الآكلة ثم يعطي ما ينبت اللحم ويبقي الموضع غائرا."
46
[aphorism]
قال أبقراط: "من أصابه حدبة من ربو أو سعال من قبل أن ينبت الشعر فإنه يهلك."
[commentary]
قال الشارح: "الحدبة الحادثة من الربو والسعال فيامن لا لحق سن الحلم يدل على رطوبات كثيرة وضعت من الحرارة الغريزية وضعت القوى الطبيعية وانسداد حزن الفقار وتقصعها والتوائها بسبب عدم الحرارة الغريزية وقلة النضج وعدم الطبخ. فإذا استولى التقصع على الحزن و انجذبت الحزن إلى قدام زاحمت الرئه والقلب. فإن آل ذلك إلى الجمع وتقيح كان أسرع إلى الهلاك. وإن كان في أعالي الحزن كان قريبا إلى الدماغ فينال الضرر والعضو الرئيس فيكون أسرع إلى الهلاك. وإن كان الورم لا يؤول لصلابة إلى الجمع * ولا (70) القيح ربما عاش صاحبه زمانا طويلا. وإن آل إلى التقيح وكان في موضع ذي خطر كان ما يحدثه من ضيق النفس والسعال شديدا بسبب انحناء الإضلاع PageVW0P112B إلى قدام والمزاحمة فضاء الصدر ولما يلحق الرئه من الضرر ويتعدي إلى القلب بسبب ضعف يلحق الرئه."
47
[aphorism]
قال أبقراط: "من احتاج إلى الفصد أو شرب الدواء فينبغي أن يسقي الدواء أو يفصد في الربيع."
[commentary]
قال الشارح: "الفصد استفراغ يجب في فصل الربيع لأن كل فصل يولد بطبعه والربيع يولد الدم فيجب استفراغه والصفراء يجب اتستفراغها في غالب الأوقات وأكثرها لحدتها واستفراغ الخلطين الغليظين يجب استفراغهما ايضا في فصل الربيع لأن فصل الشتاء تكون الأخلاط فيه جامدة وفي الربيع تنحل. فإن لم يستفرغا إنما عافي فصل الصيف وانصبا إلى الأعضاء الرئيسية فيجب استفراغهما وهذا الإستفراغ يكون في الأصحاء ويسمي هذا التدبير التقدم بالحفظ * الصحة (71) ."
48
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا حدث بالمطحول اختلاف دم فهو محمود."
[commentary]
قال الشارح: "تقدم شرح هذا في الفصل المتقدم إلا أن الفرق بين هذين الفصلين إنه قال إن دام الإختلاف فهو رديء وإن لم يدم فيكون خروجه على سبيل البحران وقوة الطبيعة وهو محمود."
49
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من الأمراض من طريق النقرس وكان معه ورم حار فإن ورمه يسكن في أربعين يوما."
[commentary]
قال الشارح: "أوجاع المفاصل سببها انحدار الفضلات إلى المفاصل PageVW0P113A ولبثها فيها زمانا أطول وانقضائها على قدر لطف المادة وغلظها وقوة الحرارة الغريزية وضعفها ومعاونة السن والفصل والتدبير والنقرس انحصار الفضلات غليظة في منافذ ضيقة تنحدر إلى مفصل القدمين أو أفضية المفاصل. وإذا امتلأت المفاصل تمددت الرباطات فمنه ما يكون عن مادة لطيفة تنحل في مدة أقل ومنه ما يكون عن مادة غليظة تعسر نضجها ويطول لبثها وانحصارها في العضو والورم العارض معه لا ينحل أقل من مدة أربعين يوما كما ذكر أبقراط لأنه منتهي الأمراض الحادة وأول الأمراض المزمنة. فإذا كان في المادة غلظ لا ينحل أقل من هذا المدة."
50
[aphorism]
قال أبقراط: "من حدث به في دماغه قطع فلا بد أن يحدث به حمى وقيء مرار."
[commentary]
قال الشارح: "لأجل المشاركة التي بين المعدة والدماغ. فإذا نال الدماغ قطع حصل ألم شديد فبسبب قوة الألم يتعدي الضرر إلى المعدة فيحدث القيء وخص به المرار للطافته ورقته وسرعة هيجانه."
51
[aphorism]
قال أبقراط: "من حدث به وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غظيظ فإنه يهلك في سبعة أيام إن لم يحدث به حمى."
[commentary]
قال الشارح: "لا شك أن السكات تقدم القول فيه أنه مرض عسر البرء. فإذا أصاب الصحيح في * رأسه (72) بغتة دل على * أنه (73) قد نالت الدماغ PageVW0P113B ثم حصل له سكات عقيب الوجع المولم انقطع الصوت وعم الوجع جميع أجزاء الرأس وضعفت الحرارة الغريزية عن حله لكونه بلغم غليظ لزج أو ريح غليظة وحكم بهلاك المريض إلى مدة سبعة أيام لقوة المرض وكونه في عضو ويبس فلا جاوز السبعة أيام لأن انقضاء هذه الأمراض لا يتعدي هذه المدة لما سلف من القول فإن أعقب ذلك حرارة حمى حللت ولطفت وادابت تلك الأخلاط الغليظة كما تقدم القول منه لأن يكون الحمى بعد التشنج خير من أن يكون التشنج بعد الحمى."
52
[aphorism]
قال أبقراط: "قد ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم فإن يبين شيء من بياض العين والجفن وطبق وليس ذلك بعقب اختلاف ولا شرب دواء فتلك علامة رديئة مهلكة جدا."
[commentary]
قال الشارح: "ينبغي للطبيب أن يتعاهد حال المريض الذي هذا حاله ويدقق السؤال في ذلك فإن كان المريض له بذلك عادة في حال الصحة فلا يصح هذا الحكم. وأبقراط إنما حكم على من لم يكن له بذلك عادة فقال ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم. فإن يبين شيء من بياض العين ورام المريض أطباق أجفانه وعجز عن ذلك ولم يكن بعقب إختلاف ولا شرب دواء كان ذلك سببا موديا إلى الهلاك لأنه يدل على استيلاء اليبس على البدن وعدم الرطوبة الاصلية PageVW0P114A وقد قيل أن مثل هذا العارض يعرض للإنسان عند اللذة التي يجدها عند فراغه من الجماع لأن الروح ينحل فيها كثيرا فيسترخي القوى * ويذهب (74) جالينوس ورأيه أنه قال يعرض مثل هذا في الأمراض الحادة بسبب اليبس.فإن الأعضاء تجف في هذه الأمراض ويصير بمثابة الجلد المدبوغ. وخطأه الرازي في هذا القول فقال إن هذا العارض يعرض عند النوم لكثير من الناس ويعود إلى حاله الطبيعي. ولو كان من اليبس لما أمكن عوده. والجواب عن جالينوس أنه لم يقل ذلك بسبب استيلاء اليبس لكن قال عضل الأجفان لما كانت قريبة من الدماغ حصل لها الجفاف يسيرا عندما يلحق الدماغ من الحر شيء يسير سيما واليبس مستولى على الأجفان إلا أن ذلك اليبس لا يكون استيلاؤه مستحكما فهو لذلك يزول سريعا ولذلك يعرض لمن خاف عليه الدواء المسهل ولاصحاب الهيضة ولمن يستفرغ استفراغا كثيرا وحال الفم * في (75) الإنطباق وحال العين عند النوم شيء واحد لأنه يدل على ضعف القوة. وإن عضلة الصدغ المطبقة للفك قريبة الوضع من الدماغ للمشاركة في روح العصب."
53
[aphorism]
قال أبقراط: "ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو أسلم وما PageVW0P114B كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا."
[commentary]
قال الشارح: "اختلاط العقل إذا كان مع ضحك دل على أنه من دم غليظ والدم حار رطب فبرطوبته يبسط النفس ويسدها ويوجب ضحكا مع رعونة كحال السكران. واختلاط العقل مع هم وحزن يدل على أن سببه خلط سوداوي محترق وأردى الأخلاط ما كان محترقا سوداء عن سوداء وأسلمها ما كان عن احتراق البلغم وأردى هذه الأنواع وأعظمها خطرا ما كان عن حد ويبس لذاع ناري وهو الذي يكون معه أقدام وجرأة * وتقحم (76) على المهالك وهذا نكايته بالدماغ شديدة. وقد قيل أن الطحال هو من آلات الضحك * بالعرض (77) لأنه يصفي الدم من الخلط السوداوي فيخلص الدم حارا رطبا. فالحاصل من هذا الكلام أن اختلاط العقل مع الجرأة والأقدام يكون عن احتراق المرار والذي يكون مع ضحك كحال السكران هو من الدم والذي هو مع سكون وبلادة وقلة أقدام هو من البلغم والذي هو مع حزن وكابة وهم هو من السوداء."
54
[aphorism]
قال أبقراط: "نفس البكاء في الأمراض الحادة دليل رديء."
[commentary]
قال الشارح: "أراد نفس البكاء ما يعرض من انقطاع * النفس (78) عندما يتقبض الصدر ويكون دخول الهوى أو خروجه في مرتين كالحال عند بكاء الصبى وسببه في الأمراض PageVW0P115A الحادة إما ضعف من عضل الصدر تابع لضعف القوة وإما صلابة من آلات التنفس وإما التهاب من القلب الشديد جدا، وذلك أن القوة الضعيفة إذا أعجزت عن تبسط الصدر يقدر الحاجة وقفت كالمستريح من تعبه. والآلة الصلبة لا تواتي القوة التي تبسطها مقف في الإنبساط فسدا أو سبب الصلابة اليبس في هذا الموضع هذا الذي ذكره ابن أبي صادق. وفي غير الأمراض الحادة قد يكون بردا وتمددا من ورم القلب إذا التهب جدا حقن القوة حتى تقع الإنبساط طلبا لإخراج الأبخرة الدخانية بالإنقباض. والذي أقول في هذا هو أن الأمراض الحادة إذا كان سببها خلط محترق متقلب إلى سوداء ولدهما وحزنا * وغما (79) وسوء فكرة، فإذا حصلت هذه الألام ازدحمت الأبخرة الحارة على القلب وانقبض الصدر عن الإنبساط وآلاته فحصل مع الإنقباض وتراكم الأبخرة الحارة على القلب فاستوحش النفس وتألم القلب وتعذي إليهما الضرر فوقع شيء شبيه بالكابة والحزن أوجب البكاء لحدة الأخلاط وتراكم الأبخرة ا لصاعدة منها إلى الدماغ."
55
[aphorism]
قال أبقراط: "علل النقرس تتحرك في الربيع وفي الخريف على الأمر الأكس."
[commentary]
قال الشارح: "الربيع يذيب الأخلاط ويخرج الأخلاط من أعماق الجسد إلى ظاهره وتتحرك الأخلاط PageVW0P115B ويهيج والخريف تنحل فيه الأخلاط لأن أوائله من حساب الصيف وكان الصيف أولى بتحليل الأخلاط من الخريف إلا أن حر الصيف يمنع الأخلاط ويخرجها بالعرق إلى ظاهر الجلد يتفتح المسام، فلا يترك في داخل البدن شيئا. فإذا يبقي الغليظ منها أعقب عللا في الخريف بسبب جمودها وبرده ويبسه وانحصار الفضلات في الأعضاء ويحوجها في المنافذ الضيقة."
56
[aphorism]
قال أبقراط: "الأمراض السوداوية يخاف * منها (80) أن تؤول إلى السكتة أو إلى الفالج أو إلى التشنج أو إلى الجنون أو إلى العمى."
[commentary]
قال الشارح: "الأمراض السوداوية هي أردأ الأمراض لغلظها ولزوجتها فإذا دامت وطال مدة زمانها اندفعت لأعلى سبيل القضاء بالفرج، ولكن على سبيل أمور رديئة إن اندفعت إلى الأعين كان منها العمى، وإن مالت إلى الدماغ وحصلت في بطونه عرض منها السكتة، وإن ألمت بالأعصاب * حدث (81) الفالج. * ولذلك (82) يحدث جميع الأمراض الرديئة. وإنما اقتصر أبقراط على هذه الأمراض كونها تخص الأعضاء الرئيسة وقد ذكروا أن كثيرا كان يعتريهم الصرع فبرؤوا منه بجنون أصابهم، وكثير ممن كان بهم جنون فيبرؤوا بصرع أصابهم والأمراض السوداوية يتقلب إلى أشد منها. والرازي قال رأينا من كان به المرض السوداوي والسرطان ولم يؤول أمره إلى PageVW0P116A الأمراض التي ذكرها أبقراط وعينها ولا يلتفت إلى قول الرازي وينبغي التمسك بما أشار إليه أبقراط."
57
[aphorism]
قال أبقراط: "والسكتة والفالج يحدثان خاصة بمن كان سنه فيما بين الأربعين سنة إلى الستين."
[commentary]
قال الشارح: "إنما خص أبقراط بهذين المرضين وهما السكتة والفالج لأصحاب الأسنان التي من الأربعين سنة إلى الستين لأن سن الأربعين هو أول سن الكهول وأخر سن الشباب. وأصحاب هذا السن يكثر فيهم السوداء الإحتراق دما بهم المتخلفة عن سن الشباب وحرارتهم تضعف فلا يقدر على إذابة البلغم. وإذا لم يذيب البلغم وينصب من عضو إلى عضو لا يكون منه فالج ولا سكتة. وأما سن المشائخ فيستولى اليبس عليهم، فإن الحيوان كلما كان أسن كان دماغه أبيس ولم يبق من الأسنان أكثر استعدادا لهذين المرضين من سن الكهول لغلبة ا لسوداء على امزجتهم. والمشايخ وإن كانوا أجف الأسنان من الأعضاء الأصلية فإنهم أرطب الناس برطوبة فضلية."
58
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا بدأ الثرب يخرج فهو لا محالة يعفن."
[commentary]
قال الشارح: "تفسر الثرب أولا فيقول إن الثرب غشاء ينبسط على المعدة وما دونها متى ظهر منه شيء في الخراجات وبرز إلى ظاهر وبقي مكشوفا غير مستور برد و متى برد وأعيد إلى موضعه يعفن لكونه برد وأعيد PageVW0P116B إلى موضع حار، فلم يعد إلى مزاجه الذي كان عليه. ولهذا يقطعها الأطباء إذا بدأ يظهر منه الأكثر إن كان زمان ظهوره قصيرا * جدا (83) ."
59
[aphorism]
قال أبقراط: "من كان به وجع عرق النساء فكان وركه يتخلع ثم يعود فإنه قد حدث فيه رطوبة مخاطية."
[commentary]
قال الشارح: "إذا حصل في نقرة المفصل رطوبة مخاطية زلقت العضو عن موضعه فأخرجته، وبعد خروجه وزواله يعود سريعا لأن الرطب كما قيل سهل القبول سهل الترك وما يقع الاستعصاء إلا في اليبس، وأما الرطب فلا."
60
[aphorism]
قال أبقراط: "من أعتراه وجع في الورك مزمن فكان وركه ينخلع فإن رجله كلها يضمر ويعوج إن لم يكوى."
[commentary]
قال الشارح: "متى حصل في مفصل الورك خلع بسبب رطوبة بلغمية مخاطية مزلقة فإنه يعرض في الرجل عرج. فإذا لم تعد إلى موضعها على طول الزمان وينقضي كما يعرض لسائر الأعضاء إذا عدمت حركتها الطبيعية * ثم (84) تضم تجاويفه لأن * العروق (85) التي هو مصب الغذاء إلى الرجلين تفسد بالتوائها فيعدم الرجل الغذاء الاتي إليها إلا إذا كوى الموضع. فإن تلك ا لرطوبة تزول بحرارة الكى ويفني ويشتد رخاوة الجلد في الموضع الذي كان يمنعه عن تنقلة." PageV00P00 0
المقالة السابعة من كتاب الفصول
1
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P117A برد الأطراف في الأمراض الحادة دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: برد الأطراف في الأمراض الحادة كاليدين والرجلين دليل سوء، قالوا وسبب ذلك يكون عن ورم حاصل في الأعضاء الباطنة فيجذب الدم إليه كاجتذاب المحجمة للدم. وأما في الأمراض لالمزمنة فليس بدليل سوء زحصول برد الأطراف من نقصان الدم انجذابه إلى داخل ويلهب الباطن بسبب ميل الدم إليه التهابا يؤذي بصاحبه إلى الهلاك بحيث أن صاحبه لا يقدر على وقوع شيء من ثوبه عليه، وقد قيل إن برد الأطراف في الأمراض الحادة قد يكون بعدم أشياء؟ الحار الغريزي في البدن وضعفه وهذا يفرق بينه وبين الورم بأن لا يلتهب معه الباطن والورم يكون معه التهاب في الباطن وقد عنى أبقراط أسباب برد الأطراف عن الوجع الشديد فقال برد الأطراف يكون من أسباب عدة أولها الورم العظم في الأحشاء ويكون عن ضعف الحار الغريزي وانطفائه أو الغمر الحار الغريزي بسبب كثرة المادة عليها سيما إن كانت المادة باردة وقد يكون لوجع فادح في المعدة ينقص بسبب شدته الحار الغريزي ويتبعه الدم فيخلو الرأس والأطراف من الدم وهذه كلها أسباب رديئة.
2
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P117B إذا كان في العظم علة وكان لون اللحم عنها كمدا فذلك دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: متى كان لون اللحم الذي يلي العظم كمدا كان دليلا على عفونة نالت العظم فيجري من العظم صديد عفن يسود لون اللحم ويكون له رائحة منكرة ويكون ذلك الصديد اكالا خيثا رديئا فيحتاج في العلاج إلى الكي والدواء الحاد وقل ما ينجو منه ويسعى سعيا سريعا، وربما آل ذلك إلى قطع العضو ومتى لم يكن في العظم عفونة يعتد بها لم يكن اللحم الذي يليه كمدا فلأجل هذا قيد؟ بالعفونة اسوداد اللحم الذي يلي العظم.
3
[aphorism]
قال أبقراط: حدوث الفواق وحمرة العين بعد القيء دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: كثيرا ما يتبع؟ هذه الأعراض تشنج لأن القيء استفراغ من المعدة فإذا عرض بعد القيء فواق وحمرة العين دل على آفة لحقت الدماغ والمعدة. أما المعدة فبسبب كثرة القيء يحصل لها تشنج والفواق تشنج يعرض في المعدة ويكون سببه خلط مراري لذاع فإذا تبعه احمرار العينين تعدي الضرر إلى الدماغ ونالته الآفة وذلك دليل رديء.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد العرق إقشعرار فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
قال الشارح: العشريرة بعد العرق تدل على أحد أمرين PageVW0P118A إما على غفن في داخل البدن وإما على استفراغ اللطيف وبقاء الكشف، وإن ال\طبيعة عاجزة عن إنضاج ما يخلف من المادة بعد العرق وضعف الحار الغريزي وقصوره عن إنضاجها، وهذا إن كان عن ضعف الطبيعة في الغاية تبعه الهلاك، وإن كان عن ضعف يسار تبعه طول المرض.
5
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد الجنون اختلاف دم أو استسقاء أو حيرة فذلك دليل محمود.
[commentary]
قال الشارح: إن كان هذا الفصل قول أبقراط فيحتاج إلى أن يمحل؟ في شرحه، وإن كان كما قيل من الفصول المدلسة فيترك؟ شرحه أولى لا شك أن نقل العلة القوية المحظرة إلى علة أقل خطرا فهو محمود، وقد قال إن الجنون آفة يلحق الدماغ وهو عضو رئيس شريف فإذا اننحطت منه المواد ونزلت إلى أسافل البدن إن وقفت مبالكبد كان منه الاستسقاء وخطره أقل من خطر الجنون لأن الجنون يمتنع عن المأكل والمشرب فيعسر علاجه والمستسقى بمثل ما يؤمر به، وإن نزل إلى الأمعاء وحدث الاختلاف فذلك دليل خير، وإن كان حيرة ونقى كالمبهوت فهو خير من الجرأة والعبث والأقدام على المخاوف والمهلكات ومن الخيرة يصفو الذهن وينحط المرض.
6
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P118B ذهاب الشهوة في المرض المزمن والبراز الصرف دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: قد تقدم القول منه في الأول أن صحة الذهن وصدق الشهوة في كل مرض علامة جيدة وضدهما علامة رديئة وههنا قيد، وقال ذهاب الشهوة في المرض المزمن. أما ذهاب الشهوة في المرض الحاد فليس برديء لأن الأخلاط تكون هائجة والمعدة ممتلئة منها ومدة زمان المرض قصرة فلا يعتبر بذهاب الشهوة. وأمأ في الأمراض المزمنة فإن مدة زمان المرض طويلة وقد ضعفت ونقص الحار الغريزي، فإذا ذهبن الشهوة في آخر المرض دل على ضعف آلات الغذاء وهما المعدة والكبد وضعف القوى الطبيعية الخادمة ونقصان الحار الغريزي وهذه جميعها رديئة. وأمأ البراز الصرف فقد قال جالينوس إنه الذي لا يخالطه مائية لكنه من جنس المرار إما الأصفر أو الأحمر أو الكراثي؟ أو الزنجاري أو السوداوي وهذا دليل على أن الحرارة قد أفنت (الرطوبة : شا) مائية البدن وذلك دليل رديء وقدد قال أبقراط في غير هذا الفصل الامتناع من الطعام في اختلاف الدم المزمن دليل رديء.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث من كثرة الشرب إقشعرار واختلاط ذهن فذلك دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: PageVW0P119A حدوث اختلاط الذهن من كثرة شرب الشراب يدل على امتلاء بطون الدماغ، وإن الضرر قد لحق بالقوى النفسانية فأضر بها غاية الضرر وعلى أن الحار الغريزي قد قارب الانطفاء بالغمر وأنه قد أحسن بالغمر كحال السراج إذا غمرها الزيت؟ الكثير وهذا دليل يؤدي إلى الهلاك.
8
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انفجر خراج إلى داخل حدث من ذلك سقوط قوة وقيء وذبول نفس.
[commentary]
قال الشارح: انفجار الأورام إلى ظاهر خير من انفجارها إلى باطن لأن انفجارها إلى داخل لا يخلو من أن يكون ما يخرج منه إما إلى المعدة أو إلى المعاء أو إلى الصدر، فإن كان إلىالمعدة حدث القيء والغثى، وإن كان إلى الصدر حدث التقيح والسعال والنفث والغشي والعثى، وإن كان إلى المعاء تبعه الاختلاف، وهذه الاستفراغات جميعها يتبعها الغشي وسقوط القو’ وذبول النفس.
9
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن سيلان الدم اختلاط ذهن أو تشنج فذلك دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: اختلاط الذهن بعد الاستفراغ دليل رديء لأنه يدل على ضعف الدماغ ويكون أيضا من احتداد المرة وارتفاعها إلى الدماغ ونقص الرطوبة الغريزية، والفرق أن اختلاط الذهن من ضعف الدماغ يكون عند استيلاء الضعف على القوة ولا يكون PageVW0P119B شديدا والاختلاط الذي من احتداد المرة وتوقدها وارتفاعها يكون قويا شديدا ويكون قبل السقوط والتشنج ويكون من جفاف الأعضاء الأصلية والأعضاء واستيلاء اليبس عليهما، فإن كان أبقراط أراد الاجتماع منهما فهو مهلك لا برء له، وإن أراد به انفراد أحدهما دون الآخر فهو علامة رديئة.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث في القولنج المستعاذ منه قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فذلك دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: المرض الواحد يضعف البدن وينهكه فكيف إذا ترادف عليه أربعة أمراض مختلفة غير أن المرض الأصلي في هذا الباب هو القولنج المستعاذ منه وهو يسد طريق البراز عن العادة الطبيعية فيطول لبثه في المعاء فتنهض؟ الطبيعة إلى دفعه وخروجه عنها فتجد الطريق مسدودا فتدفعه إلى فوق فيعرض معه القيء والفواق بسبب خروج الرجيع من فوق وذلك يقع عند اشتداد العلة ومقاربة الهلاك. وأمأ اختلاط الذهن والتشنج فسببه المشاركة التي بين المعدة والدماغ وتهعدي الضرر إلى الدماغ.
11
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن ذات الجنب ذات الرئة فذلك دليل رديء.
[commentary]
قال الشارح: الانتقال من مرض إلى مرض يوهي القوى ويضعف البدن هذا إن كان من مرض PageVW0P120A إلى مرض مثله أو أهون منه فكيف إذا انتقل من مرض سهل إلى ما هو أشد خطرا منه، وذلك أن انتقال ذات الجنب إلى ذات الرئة يكون على كوجهين ‘ما لكثرة المادة وإما لتقيحها، فإن كان من كثرة المادة بحيث لا يسعها؟ الأضلاع فيفصل عنها ويسيل إلى الرئة وهذا الوجع لا ينعكس يعني أنه ينتقل من ذات الرئة إلى ذات الجنب لأن كذات الرئة لا يخلو من أن يكون مادتها يسيرة أو كثيرة، فإن كانت كثيرة خنقت وغمرت الحار الغريزي، وإن كانت يسيرة دفعتها الطبيعة بالنفث، وإن كان انتقال ذات الجنب إلى ذات الرئة عاى وجه النضج لا على وجه كثرة المادة فيكون ذلك على سبيل أن المدة تولد في انفجار ذات مالجنب سوء مزاج في الرئة يتبعه ورم فوجب ذات الرئة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: وعن ذات الرئة السرسام.
[commentary]
قال الشارح: حدوث السرسام عن ذات الرئة يكون من كيموس حاد مراري لذاع يتراقى إلى الدماغ فيحدث السرسام بامتلاء أوعية الدماغ من بخار الفضل الحاد المتراقى إلى الدماغ، فإن اجتمعا كليهما في زمن واحد فهو شر، وإن كان الثاني حدث بعد برء الأول فهو رديء لأن كمرض ذات الرئة أضعف وأنهك القوى واستولى عند انقضائه مرض PageVW0P120B أخر اعقبه وذلك أيضا رديء.
13
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الاحتراق الشديد التشنج والتمدد.
[commentary]
قال الشارح: حدوث التشنج والتمدد عن أي احتراق حدث كان رديئا سواء كان ذلك من التهاب حرارة الحمى وشدة توقدها أو من ملاقاة حد السمائم أو من تدبير محرق أو من حرق نار وما أشبهه لأن ذلك يدل عاة ذهاب الرطوبات وجفاف الأعصاب وقد ذكر ابن أبي صادق وليس هو بصحيح أن الاحتراق يجلب المادة الغليظة ويجذبها بما يهيج من الوجع والمادة فيحدث ورما وذلك الورم يحدث التشنج والتمدد الامتلائين ويكون خطرهما أقل من خطر الأول وهذا وجه تركه خير من ذكره.
14
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الضربة على الرأس البهتة واختلاط الذهن رديء.
[commentary]
قال الشارح: إذا حدث عن الضربة الواقعة بالرأس بهتة واختلاط ذهن فهو أردأ ما يكون لأن الضربة قد لحقت نفس الدماغ ووصلت إليه وتعدي الضرر إلى القوى النسفانية المدبرة فاختلاط العقل لما نال الدماغ من الآفة، وإن كانت الضربة لم تلحق الدماغ ووقعت بالصفاق وعروقه كان ذلك (فا مع صح) أيضا شرا؟ إلا أنه أقل خطرا من الأول والبهتة هو أن يبقى الإنسان على حاله باهتا وهو نوع من اختلاط العقل.
15
[aphorism]
قال أسبقراط: PageVW0P121A وعن نفث الدم نفث المدة.
[commentary]
قال الشارح: قد قال أبقراط فيما سلف متى انصب دم إلى فضاء على خلاف الأمر الطبيعي فلا بد أن يتقيح، وقال هنا وعن نفث الدم نفث المدة ولا شك أن الدم المنفوث لا ينفث وهو دم صحيح وإن/ا إذا احتد وتوقد وفسد إما في نفسه أو لما يخالطه من مرار أو بلغم مالح وطال لبثه في زوايا الرئة وهي جرم سخيف متخلخل وذلك الدم المتوقد الخريف يأكلها؟ ويجردها ويتقيح وينفث بعد؟ الدم المدة ويؤول الأمر بعد ذلك إلى السل.
16
[aphorism]
قال أبقراط: وعن نفث المدة السل والسيلان فإذا احتبس البصاق مات صاحب العلة.
[commentary]
قال الشارح: قد تقدم القول إن الدم الرديء الفاسد إذا انصب إلى الرئة أكلها وقرحها فأحدث بها قرحة الرئة وهو المعروف بالسل والسيلان فعنى به أحد سببين؟ وهو العرض الواقع في أواخر السل وهو إما انتشار؟ الشعر وإما إسهال يقع عند قرب الموت. وأما ما ذكره عن احتباس البصاق فهو امتلاء الرئة من الفضل الرديء وعجز الطبيعة عن دفعه وذلك واقع في أواخر العلة فيموت منه المحسفين؟ العاجزين عن إخراج الفضل.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وعن ورم الكبد الفواق.
[commentary]
قال الشارح: ورم الكبد يتبعه الفواق لسببين أحدهما PageVW0P121B أن الورم في الكبد يعظم ويضعط المعدة فيضم؟ المعدة فيصيق؟ على الأرواح مسالكها فيرتفع إلى المعدة ويهيج فواقا، والسبب الآخر أنذ بين المعدة والكبد مشاركة من جهة العصب لأن أصل مبتدأهما واحد وهذا الورم لأن ما يكون من المرار فيتراقى منه بخار لذاع يلذع المعدة فيهيج فواقا ةوهذا يتبعه شر من جهة أن الكبد عضو رئيس وأن ورمها مخطر؟ رديء.
18
[aphorism]
قال أبقراط: وعن السهر التشنج واختلاط الذهن.
[commentary]
قال الشارح: غير خاف أن إفراط السهر سبب موجب لإحداث اليبس وإذا استولى اليبس على مزاج الدماغ والبدن أذهب الرطوبات وجفف الأعصاب وهذا هو سبب حدوث التشنج وهو التشنج الاستفراغي بعينه، وإذا تحكم اليبس في الدماغ ونقصت الرطوبات حدث اختلاط الذهن وتبع ذلك خوف وحدر.
19
[aphorism]
قال أبقراط: وعن انكشاف العظم الورم الذي يدعى الحمرة.
[commentary]
قال الشارح: إذا حدث قرحة وانكسف العظم معها تبع ذلك جمى حادة بسبب شدة الوجع وهيجان حرارة لاذعة لأن شدة الوجع تهيج المرار وتوقد الدم وهذا سبب حدوث الحمرة في العضو وهو رديء.
20
[aphorism]
قال أأبقراط: وعن الورم الذي يدعى الحمرة العفونة والتقيح.
[commentary]
قال الشارح: PageVW0P122A أعقب الفصل الأول بهذا الفصل فقال انكشاف العظم تبعه ورم الحمرة وورم الحمرة تتبعه العفونة والتقيح، ولا شك أن الورم المعروف بالحمرة مواده المرار المحترق والدم المتوقد، وهذان إذا طال لبثها في العضو عفنا وإذا عفنا حصل التقيح وإذا دام التقيح في اللحم نال الضرر العظم ولحقه العفن ويؤول أمر ذلك إلى أسباب موجبة في الرداءة يخاف منها.
21
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الضربان الشديد في العروق؟ انفجار الدم.
[commentary]
قال الشارح: الضربان الشديد في القروح سبب موجب لسيلان المواد إلى العضو المأووف وىىك؟ المواد أخلاط حادة لذاعة ينكى؟ القروح وإذا سالت المواد إلى القروح وامتلأت ضاق وعاها ففجرت القرحة واسترفت؟ الموضع الرقيق منها وسال منها دم أكثر.
22
[aphorism]
قال أبقراط: وعن الوجع المزمن فيما يلي المعدة التقيح.
[commentary]
قال الشارح: الوجع المزمن القرب إلى المعدة يكون سببه أخلاط غليظة عسرة النضج ولم يرد بالوجع في هذا المكان الشربان وإنما أراد المرض الحادث المتعادم الذي قد طال مدة بقائة في العضو وهذا الوجع إذا طال لثبه أثرت الحرارة فيه الإنضاج وآل مرة إلى التقيح لأن الورم إما أن ينحل أو يصلب أو يتقيح وهذا الموضع الحرارة فيه ظاهرة فينضجه فيتقيح.
23
[aphorism]
قال أأبقراط: PageVW0P122B وعن البراز الصرف اختلاف الدم.
[commentary]
قال الشارح: البراز الصرف العديم المائية وهو من أحد المرارين والمرار إذا دام سيللانه سحج وجرد وأنكى المعاء وقرحها فأوجب سيلان الدم واختلافه.
24
[aphorism]
قال أأبقراط: وعن قطع العظم اختلاط الذهن إن نال الخالي.
[commentary]
قال الشارح: إذا حدث اختلاط الذهن عن قطع العظم المعروف بقحف الرأس وتعدى الضرر إلى الموضع الخالي وهو السطح الداخل تحت قحف الرأس فلحق الغشاء، وإذا لحق الغشاء لحق نفس الدماغ فاختلاط الذهن وذلك شر.
25
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج من شرب الدواء مميت.
[commentary]
قال الشارح: إذا شرب الإنسان دواء الاستفراغ وخرجت الأخلاط وخاف الدواء على البدن حتى أذهب برطوباته واستولى اليبس وجفت الأعصاب وحصل التشنج عقيب الاستفراغ كان ذلك سببا موجبا احدوث الموت سريعا.
26
[aphorism]
قال أبقراط: برد الأطراف عن الوجع الشديد فيما يلي المعدة رديء.
[commentary]
قال الشارح: برد الأطراف في الأمراض الحادة يكون عن أسباب كثيرة، وذلك أنه يكون عن ورم في الأحشاء وعن هرب الحار الغريزي وعن عدم انتشاره بما يغمره من المواد. وأما في هذا الموضع فهو لألم فادح ينقص؟ سببه؟ الحار الغريزي وينقص انتشاره وتبعه الدم فتخلو الأطراف PageVW0P123A منها وتبرد كاليدين والرجلين وما شاكلهما.
27
[aphorism]
قال أأبقراط: إذا حدث بالحامل زحير كان سببا لأن تسقط.
[commentary]
قال الشارح: الزحير حركة مستكرة؟ إما قرحة حاذبة؟ بالمعاء المستقيم أو مواد حادة لذاعة تنصب إليه وكلاهما مؤذيان للرحم لقربه منه والزحير حركة مستكرهة؟ متواترة ينال البدن منها أذي وخاصة للرحم فتضعف الروابط بسبب تواتر الحركة ويقع الإسقاط.
28
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انقطع شيء من العظم أو من الغضروف لم يلتحم .
[commentary]
قال الشارح: هذا الفصل قد تقدم تفسيره في الفصل الأول وهو قوله متى انقطع عظم أو غضروف أو عصبه أو الموضع الرقيق من لحم اللحي لم ينبت ولم يلتحم فلا حاجة إلى نكرار؟ ذلك وإعادته.
29
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بمن غلب عليه البلغم الأبيض اختلاف قوي انحل به عنه مرضه.
[commentary]
قال الشارح: قالوا أراد بقوله البلغم الأبيض الاستسقاء هكذى كان يعرض هذا المرض بهذا الاسم في لغة اليونان وظاهر الحال الاستسقاء إذا حدث بصاحبه اختلاف قوي يذهب المائية؟ هذا إن كان (حدث: مع صح ها) الاختلاف عن قوة من الطبيعة وقهرها المرض. وأما إن كان عن انحلال القوة فيتبعه الموت والفرق بينهما أن الاستسقاء التابع لضعف القوة وانحلالها (يتبعه سعال: تا مع صح) لقول PageVW0P123B أبقراط إذا حدث بصاحب الاستسقاء سعال فليس يرجي.
30
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف فكان ما يختلف زبديا فقد يكون سبب اختلافه شيء ينحدر من رأسه.
[commentary]
قال الشارح: الاختلاف إذا كان زبديا يكون من رطوبة تخالطها ريح كما تقدم فيما سلف ويكون أيضا من المعدة، وقالوا أيضا يكون من الرئة فلم خصص أبقراط الرأس من دون الرئة والمعدة وقالوا يفرق بينهم فإن كان مع الاختلاف وجع في الرأس كان الاختلاف منه، وإن لم يكن معه وجع فهو من أحد العضوين الآخرين، والجواب عن أبقراط في تخصيص هذا الاختلاف بالدماغ لأن الدماغ مزاجه بارد رطب ويغتذي بالبارد الرطب فتكون رطوباته كثيرة وتخالطها رياح وتكون نسافة اختلاط الريح بالرطوبات بعيدة فتشتبك؟ الرطوبة بالريح المتولدة في الدماغ بالهواء المسس؟ بهذا السبب خصص الدماغ من دون العضوين الآخرين.
31
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى وكان يرسب في بوله ثفل شبيه بالسويق الجريش فذلك يدل على أن مرضه يطول.
[commentary]
قال الشارح: الثفل الشبيه بالسويق الجويش هو عن مادة غليظة عسرة النضج فحرارة الحمى تنضجها على طول المدى؟ فبسبب بطء نضجها يطول زمان انقضائها وهذا النقل هو المعروف PageVW0P124A بالدشيشي؟، وقيل إن صاحبه يهلك سريعا إن كان عن تفتت؟ الأعضاء الأصلية ويكون لون الثفل أبيض وربما دل على انخلال اللحم ونقتته؟، ولون هذا الثفل يكون أحمر ويدل على بلغم قد أحرقته الحرارة وجففته ويكون لونه وماديا وهذه الأسباب جميعها تدل على فعل الطبيعة فيها وإنضاجها في مدة أطول.
32
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الغالب على الثفل الذي فى البول المرار وكان أعلاه رقيقا دل على أن المرض حاد.
[commentary]
قال الشارح: المرار إذا كان غالبا على الثفل في البول وكان أعلاه رقيقا جدا كان ذلك دليلا على أن المرض يكون حادا لأن المرار إذا لم تقيد تقيد آخر يراد به المرار الأصفر دون الأسود ومتى كانت المرة الصفراء غالبة في الثفل دل على حدة المرض للطفها وهيجانها وأخذها في التعفن والفساد، وقوله وكان أعلاه رقيقا جدا فرقة البول يدل على عدم النضج وجالينوس انكر رقة البول وعدم نضجه مع حدة المرض لأن المرض الحاد يكون أخلاطه ناضجة وهذا قد أخبر فيه بعدم النضج مع حدة المرض، وقال إن قويا فهموا من قوله وكان أعلاه رقيقا أراد به زمان المرض فإنه إذا كان في ابتدائه رقيقا ثم غلبت عليه المرة الصفراء أنضجته فصار المرض حادا وهذا فيه تأويلات غير صحيحة ونقل ابن أبي PageVW0P124B صادق عن حنين أنه قال أراد بالرقة في الأعلى الانخراط في الشكل لأن الثفل إذا كان نيا كان ثقيلا غليظا مسطح الأعلى وإذا كان نضيجا كان مقيب؟ الأعلى وقد يكتسب في معرفة مقدمة المعرفة بأشكال أعالي الثفل وأسافله، وقد قيل إن الثفل المتعلق إذا كان مائل الأهداب؟ إلى فوق دل على طول االمرض وإذا كان مائل الأهداب إلى أسفل كان دليلا على حصول البرء عاجلا لأن الأول يدل على تولد الرياح والثاني على انفشاشها وتحللها.
33
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بوله متشتتا دل على أن في بدنه اضطراب قوي.
[commentary]
قال الشارح: إذا كان البول متشتتا دل على اختلاف أجزائه إلى مائية وأجزاء أخر متفرقة فيه وإذا رسبت تلك الأجزاء كانت أثفالا؟ شبيهة بالنخالة وذلك دليل على انحلال السطح الظاهر من الأعضاء الأصلية والاضطراب الذي قاله أبقراط عنى به بين الطبيعة والمرض لأن الطبيعة إن كانت مستولية على المرض كانت أجزاؤه متساوية وحيث كانت متشتتة كان دليلا على أن المرض مستوليا على الطبيعة.
34
[aphorism]
قال أبقراط: من كان فوق بوله عبب دل على أن علته في الكلى فأنذر منها بطول.
[commentary]
قال الشارح: العبب هو PageVW0P125A النفاخات التي تعلو البول ويكون من تولد أرواح غليظة نية فجه وذلك دليل أنها من الكلى لأنه يمكن أن يأتي؟ خام؟ من موضع آخر عن الكلى فينحل ويهيج نفاخات في الثفل فيقول إنه إن أفرغت تلك النفاخات وكان في الكليتين وجع فهو دليل على مرض يكون في الكليتين وإن لم يكن فيها وجع فالنفاخات من خام تحللأ من كوضع آخر وهذا يدل على بطء النضج.
35
[aphorism]
قال أبقراط: ومن رأى فوق بوله دسما دل ذلك على أن في كلاه علة حادة.
[commentary]
قال الشارح: البول الذي يعلوه شيء شبيه بالدسم يدل على ذوبان شحم الكليتين أو ذوبان شحم السحين؟ من سائر الأعضاء أو ذوبان شحم سائر البدن أو الدسم الذي في جواهر الأعضاء وبعد ذلك تأخذ الأعضاء في النقت؟، وقد فرقوا بين ذوبان شحم الكليتين وبين غيرها من الأعضاء (والفرق: شا) أن الذوبان الكلوي يكون كثيرا لكثرة الشحم فيها ويخرج دفعة لقربه من المخرج وهذا هو الذي عناه أبقراط فيوجب مستمزل؟ في البول لقلة تحوجه؟ مع المائية. فأما دسم الأعضاء الأخر فيجرج قليلا ويخرج شيء بعد شيء ويخلط بالمائية وقد اعترض الرازي على جالينوس وقال كان من سبيله أن يبين؟ أن شحم الكلى وهو فوق الكلى كيف يخالط البول فإن كان يغوص فكيف PageVW0P125B ذلك والشيء الذائب إنما يسيل إلى أسهل المواضع فكيف لا يسيل إلى خارج.
36
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به علة في كلاه وعرضت له هذه الأعراض التي تقدم ذكرها وحدث به وجع في صلبه فإنه إن كان ذلك الوجع في المواضع الخارجة فتوقع خراجا يخرج به من خارج، وإن كان ذلك الوجع في المواضع الداخلة فأحرى أن تكون الدبيلة من داخل.
[commentary]
قال الشارح: إذا حدث في الكلى مرض وعرض له بعض ما ذكره من الأعراض المتقدمة ومع ذلك وجع في الصلب فلا يخلو ذلك الوجع إما أن يكون ميله إلى خارج أو إلى داخل، فإن كان ميله إلى خارج كان في العضل الخارج وإن كان ميله إلى داخل كان الوجع حاديا؟ في المني؟ وهبا؟ حدث الخراج في نفس الكلى ويفرق بين الخارج في العضل الداخل وبين الكلى أن وجع (الكلى: ها مع صح) أكثر غورا وتلزمهه في أوائله حمى ساكنة غير مخلطة غير لازمة لنوبة معلومة مع قشعريرة ويكون الإحساس عند الأسلقاء شيء ثقيل؟ كأن÷ معلق من فطنة أكثر. وأمأ وجع المىن؟ فهو أقل غورا وأشد ضربانا ولا يقدر صاحبه على الانحناء.
37
[aphorism]
قال أبقراط: الدم الذي يتقيأ من غير حمى سليم وينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة والدم الذي يتقيأ مع حمى رديء.
[commentary]
قال الشارح: قيء الدم مرض PageVW0P126A والحمى مرض واجتماع مرضين أشد خطرا من مرض واحد فقيء الدم يكون من انفتاح عرق أو قرحة فيعالج بالأشياء القابضة فيلحم القرحة ويلحم دم العرق فيسهل برؤه والقيء مع الحمى رديء لما تقدم من اجتماع مرضين على البدن وثانيه أن الحمى دليل على ورم والقرحة دليل على التقيح والورم يحتاج إلى نضج وتحليل والقرحة تحتاج إلى اندمال وهذا احتاج بين ضدين.
38
[aphorism]
قال أبقراط: النزلة التي تنحدر إلى الجوف الأعلى تنضج في عشرين يوما.
[commentary]
قال الشارح: الجوف الأعلى عنى به ما يحويه الصدر ويشتمل؟ عليه والنزلة المنحدرة من الرأس إلى قصبة الرئة إلى الرئة وقطع بعشرين يوما لكون العشرون هو يوم البحران اليوم والعشرين ولا الثاني والعشرين كما يوجد في بعض النسخ وهو خطاء.
39
[aphorism]
قال أبقراط: من بال دما عبيطا وكان به تقطير البول وأصابه وجع في نواحي الشرج والعانة دل ذلك على أن ما يلي مثانته وجع.
[commentary]
قال الشارح: قد مضى شرح هذا الفصل بعينه في المقالة الرابعة فلا حاجة إلى إعادته وتكراره.
40
[aphorism]
قال أبقراط(G: 126a, line 14-127a, line 2; W: 74b, line 8-75a, line 1): متى عدم اللسان بغتة قوته أو استرخى عضو من الأعضاء فالعلة سوداوية.
[commentary]
قال الشارح: قيل إنه عنى بعدم قوة PageVW0P126B اللسان بطلان حسه وحركته كما * يحدث (1) في الفالج. وجالينوس قال إن مبنى * الحيرة (2) في هذا الفصل لأن إذا عدم اللسان قوته يكون عن السوداء * ويمكن (3) أن يكون عن البلغم فتخصيص أبقراط هذا يطبع * السوداء (4) من دون البلغم لأي سبب هو، وإنما قال بغتة لأن الاسترخاء قد يحدث قليلا بعد * قليل (5) بسبب * الورم (6) الذي يصلب وسبب سوء المزاج الذي يستولى قليلا قليلا وغير خاف أن الروح الحساس إذا خالطه * البخار (7) الغليظ السوداوي امتنع من النفوذ في آلات * التنفس (8) فيعرض الحصر والاسترخاء بغتة. وقد حكى روفس أنه * شاهد (9) رجلا به ماليخووليا وكان لا يحس بالألم ولا بالوجع ولا بالجوع ولا بالعطش قال فأحميت حديدة في النار طال * زمانها (10) ووضعتها على ساعده وهو يقول * شيء (11) رديء ثم بعد الجهد * لما (12) أحس برائحة حريق جسمه والسوداء * لغلظها (13) والأرضية * التي (14) فيها تصلب العضو وتفعل فيه جسأة حسب ما تكون في الورم المعروف بسقروس * فتمنع (15) مسالك الروح النفساني من أن * يغيرها (16) الروح. وأما البلغم فيفعل * بلين (17) * ورخاوته (18) وفرط رطوبته حسب ما يفعله في الأورام الرخوة * من (19) سهولة الانغمار * فيه (20) فلا * يمنع (21) الجسم الروحي من النفوذ فيه. وقد حكى ابن أبي صادق عن شمعون في كتابه في باب الصرع أنه قال إذا كان مع الصرع ارتعاش واضطراب PageVW0P127A كان بلغميا لأنه لا يمكن في البلغم أن يمنع جميع مجرى الروح PageVW1P075A في العصب. * وأما (22) من صرع فاستسقط أعضاؤه كلها فإنه من السوداء.
41
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث التشنج بسبب استفراغ (أو: فا مع صح) عسى أو قيء أو فواق فليس ذلك بدليل محمود.
[commentary]
قال الشارح: كل تشنج يكون عقيب؟ استفراغ فهو مهلك بسبب استيلاء اليبس على البدن وجفاف الأعصاب وجفاف الأعضاء الأصلية.
42
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حمى ليست من مرار فصب على رأسه ماء حار كثير أنقضت بذلك حماه.
[commentary]
قال الشارح: إن عنى أبقراط جميع أنواع الحميات العفية؟ والوبائية؟ فهذا غير صحيح، وإن عنى به اليومية كالحال في ما يحدث عن الهم والغم والتعب؟ فهذا صحيح. وأما الحميات العفيية؟ فأردأ ما لها صب الماء الحار لا يحلل الأخلاط ويحلل النضيج ويجلب على البدن آفة فلهذا قال وقد؟ ليست من مرار أي لا يكون عن فادة؟ وأراد اليومية والتبعية؟ ولم يرد بصب الماء على الرأس وإن/ا أراد به الاستحمام وإن/ا العرض؟ والعادة إذا رام الإنسان الاستحمام بذلك الرأس فلهذا عنى به الرأس والواجب أن حمى الروح بوافقها؟ الاستحمام ليحلل الأبخرة الحارة وينفش؟ حرارة حمى الروح.
43
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة لا تكون ذات يمينين.
[commentary]
قال الشارح: PageVW0P127B إن أبقراط لم يرد بقوله ذات يمينين أن يكون الفعل باليسرى أقوى من الفعل باليد اليمنى وهذا هو الأعسر المعروف وهو تشوية في الخلقة، وإنما يراد به المساوية في فعلهما أن يكون فعل اليد اليسرى كفعل اليمنى وهذا لا يكون في النساء لنقص حرارتهم من أصل الخلقة ويمكن أن يكون في الرجال لتوفر الحرارة فيهم، وقد ذكر قوم أن موضع ذات يمينين ذات فرجين فإن الرجل يكون له فرج الرجل ويتبعه فرج الامرأة فيكون ذات فرجين ولا يمكن أن يكون مع فرج المرأة فرج الرجل النقصان حرارتها فإن الرجل يكون له ذكر ويميل مزاجه إلى البردم والرطوبة فيحدث له فرج امرأة وهو انحناث؟ والمرأة لا يكوا لها مع فرج ذكر لنقصان حرارتها.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من كوي من المتقيحين فخرجت منه مدة نقية بيضاء فإنه يسلم، فإن خرجت مدة حمائية منتنة؟ فإنه يهلك.
[commentary]
قال الشارح: هذا الفصل ذكر فيه علامة من يسلم من المتقيحين ومن يهلك منهم فقال علامة الذي؟ تسلم منهم أن تكون مدة المتولدة فيه نقية بيضاء لأن العفن لا يكون مستوليا عليها ولا يكون لها مع ذلك رائحة كريهة وإنما المدة الحمائية المنتنة فلما يسوقها؟ من العفن ويستولي عليها وهذا يكون في الذي يكون القرحة في صدفهم؟ ولا يتبغي أن يكوي من يكون PageVW0P128A فيحمم حمائي كريه الرائحة لأن ذلك لا يجدي؟ عليه نفعا فتركه أولى وأحرى.
45
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت في كبده مدة فكوي فخرجت منه مدة نقية بيضاء فإنه يسلم وذلك أن تلك المدة فيه في غشاء، فإن خرج منه شيء شبيه بثفل الزيت فإنه يهلك.
[commentary]
قال الشارح: وهذه العلامة التي ذكرها في هذا الفصل يختص بالكبد دون غيرها من الأعضاء والفصل الأول كان مختصا بالقيح المتولد في الصدر فقال من كان في كبده قيح فكوي يخرج قيحه أبيضا نيا؟ كان دليلا على أن قيحه في الصفات وهو الغشاء وإن كان القيح زيتيا كما ألزمون فإنه يهلك لأن ذلك القيح يكون قد وصل إلى نفس الكبد وكان ذلك شببا مؤديا إلى الهلاك لكون العضو الرئيس قد نالته الآفة.
46
[aphorism]
missing
[commentary]
missing
47
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدثت بصاحب الاستسقاء سعال فليس يرجى.
[commentary]
قال الشارح: تقدم شرح هذا الفصل في المقالة السادسة ولا حاجة إلى تكاراره.
48
[aphorism]
قال أبقراط: تقطير البول وعسره يحلهما شرب الشراب والفصد وينبغي أن يقطع (فا: ىقع: نص) العروق الداخلة.
[commentary]
قال الشارح: نقل بلاذيوس في شرح هذا الفصل أن أبقراط لم يرد بتقطير البول وعسره جميع أصناف التقطير ولا جميع عسر البول بل ما كان عن انسداد (تا مع صح: اىراد: نص) خلط فج (حينئذ؟) خام أو حصول ورم PageVW0P128B في المجاري فما كان منه عن انسداد خلط خام يعالج بالشراب الصرف سقيا وما كان عن ورم فيعالج بالفصد، وعنى بالعروق الداخلة الصافن في القدم والأكحل والإبطي من اليد لأنهما يستفرغان ما في أسافل البدن. وقال ابن أبي صادق إذا كان التقطير والعسر من حدة البول نفع فيهما الفصد ولم يعين على الدم أو الصفراء فإن كان عن الدم فقوله صحيح. وأما عن الصفراء فليس بصحيح والدم نافع لمن كان بدنه ممتلئا من الدم، فإذا فصد خرج الخلط الموجب للمرض. وأما عسر البول فمتى كان عن برد أو ريح غليظة أو سوء مزاج بارد فشرب الشراب نافع له.
49
[aphorism]
قال أبقراط: إذا ظهر الورم والحمرة في الحلقوم فيمن اعترته الذبحة كان ذلك دليلا محمودا (لأن المرض يكون قد مال إلى خارج: ناقص).
[commentary]
قال الشارح: هذا يكون لميل المادة من داخل إلى خارج لأن كل مادة يظهر من داخل البدن إلى خارجه فهو دليل على قوة الطبيعة ودفعها بالمادة من أعماق؟ البدن إلى خارجه، وهذا أسلم في جميع الأمراض لأنه دليل على نضج المادة وقو’ الطبيعة.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في دماغه العلة التي يقال لها سقالوس فإنه يهلك في ثلاثة أيام فإن جاوزها فإنه يبرأ.
[commentary]
قال الشارح: إنما خص أبقراط هذه العلة وهي سقاقيلوس PageVW0P129A برؤها بعد ثلاثة أيام إن جاورها لأنه ذكر آنفا أن المرض إذا كان في غاية الحدة يتقدم اليوم الثالث على الرابع بحدة المرض، وقال هذا العضو شريف غائة الشرف والمرض حاد غاية الحدة فلشرف العضو وسرعة الآفة النازلة به لا يلحق الرابع وهو أول البحارين؟ القمرية، وقد قال فيها مضى أن من البحران قد يصعب مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي يأتي فيها البحران ثم في الليلة التي بعدها يكون أكثر ذلك أخف وحيث كان العضو شريفا والمرض في غاية الحدة وكانت صعوبة البحران تأتي في الليلة التي قبل البحران وأول البحارين في الأمراض الحادة الرابع حكم أنه إذا لم يهلك في الثالث بنحو من مرضه، وقال متى لحق الفساد وهو العفن نفس الدماغ كان مهلكا من ابتدائه إلى اليوم الثالث منه لما تقدم ذكره فإن جاوز الثلاث أيام برئ، والله أعلم.
51
[aphorism]
قال أبقراط: العطاس يكون من الرأس إذا سخن الدماغ ورطب الموضع الخالي الذي في الرأس فانحدر الهواء الذي فيه فسمع له صوت لأن نفوذه وخروجه يكون في موضع ضيق.
[commentary]
قال الشارح: حكم أبقراط بأن العطاس الحادث من الدماغ يكون إذا سخن الدماغ ورطب الموضع الخالي منه فتوهم هذا الفصل أن لا يكون عطاس إلا من الدماغ PageVW0P129B بعد حصول سخونته ورطوبته المواضع الخالية منه، وقد يشاهد في العيان أن من أدخل في أنفه ريشة أوشا؟ يناسبه؟ حصل له عطاس، وإنما أراد أبقراط العطاس الطبيعي وهذا عطاس غير طبيعي والعطاس سببه رطوبات حادة لذاعة تلذع آلات الشم فيهيج؟ عطاس؟، ولا شك أن خروج الهواء المنحدر في المنافد الضيقة يوجب قعقعة وصويا؟ قويا فالعطاس الطبيعي يكون كما ذكر من الرأس والذي يكون غير طبيعي يكون من رطوبات حادة لذاعة تهيج عطاسا بسبب لذعها لآلات الشم فيحصل من ذلك كما يحصل من النفخ في أنبوب يستخرج ما فيه والعطاس على الاطلاق هو امتلاء الرئة من استبساق؟ الهواء والدماغ فيندفع ما في الرئة دفعة بانقباض الصدر ويندفع ما في الدماغ، فلما تقدم من قوله إذا رطب المواضع الخالية التي في الرأس وانحدر الهواء من الرأس وانحلال الرطوبات وصدورها؟ إنما يكون لنهوض؟ الحار الغريزي وتحليله الرطوبات وتلطيفها، وعنى بقوله المواضع الخالية بطون الدماغ فإذا انحدر الهواء في مجاري الأنف والحىاسىم؟ وخفلإ ثقل الرأس بصوت قوى وقعقعة ظاهرة.
52
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به وجع شديد في كبده فحدثت به حمى حلت PageVW0P130A ذلك الوجع عنه.
[commentary]
قال الشارح: أوجاع الكبد (الذي: ها مع صح) عناها أبقراط في هذا الموضع يمكن أن يكون من ريح غليظة ويمكن أن يكون من بلغم غليظ فج؟ وكلاهما تحلهما حرارة الحمى لأن حرارة الحمى تنضج البلغم الغليظ ويحلل الريح، ولم يعن به الوجع الذي يكون من ورم (لأن الورم: ها مع صح) تتبعه الحمى، وقد ذكر الوجع الذي تكون معه حمى فيعين؟ أن يكون من السمين المذكورين.
53
[aphorism]
missing
[commentary]
missing
54
[aphorism]
قال أبقراط: من تحيز فيه بلغم فيما بين المعدة والحجاب فأحدث به وجعا إذ كان لا منفذ له ولا إلى واحد من الفضائين فإن ذلك البلغم إذا جرى في العروق إلى المثانة انحلت عنه علته.
[commentary]
قال الشارح: ينبغي أن يفهم من * لفظ (23) هذا الفصل ما بين المعدة والحجاب الفضاء الذي هو دون الحجاب في جوف الغشاء وأن البلغم إذا كان في هذا الموضع تدفعه الطبيعة إلى العروق وأنها إذا كانت قوية لم يعجزها طريق تسلك فيه، وقال * بلاذيوس (24) إن اجتمع بين الصفاق والمراق بلغم غليظ هيج وجعا لأنه لا يستطيع أن يصل إلى الأمعاء * فيبرد (25) ومن شدة الوجع لا بد وأن يتبع صاحبه حرارة والحرارة تذيب البلغم وترققه وترسله إلى الكليتين والمثانة فيخرج بالبول. هذا لفظ * بلاذيوس (26) والصحيح من هذين PageVW0P130B ما يذكر بعد هذا، وقد * نقل (27) عن * مالينوس (28) أنه قال لو كان بلغم بين المعدة والحجاب لم يمكن أن يدخل إلى العروق كما تدخل المائية الرقيقة في أصحاب الاستسقاء. قال ومراد أبقراط في هذا القول أن يكون البلغم فيما بين * جرم (29) الحجاب الخالص الذي هو لحم وبين أعلى الغشاء الممدود على البطن، وجالينوس يقول الأولى أن يفهم من قوله عما بين المعدة والحجاب الفضاء الذي هو دون الحجاب في جوف الغشاء المسمى * قارطين (30) وأن البلغم في هذا الموضع تدفعه الطبيعة إلى العروق، ومتى كانت قوية لم يعجزها دفعه إلى طريق تنفذه فيه للشيء الذي تريد دفعه ونفيه عن البدن، ولو كان غليظا والطريق ضيق فإنها تدفعه في الوصول التي بين الأعضاء، ولو كانت المنافذ صلبة كالعظام لم يعسر عليها تنفيذه * ولذلك (31) تدفع المادة عن فضاء الصدر بالسعال وتدفع الدم من الجلد وهو * صحيح (32) في المواضع التي انكسر فيها * عظم (33) ، وذلك بأن تلطفه قليلا قليلا وتدفعه، وقد قال الرازي أن جالينوس لم يطلب في الموضع منفذا برنجيا أي واسعا بل يرى أن البلغم ينفذ * إلى (34) العروق على طريق الرشح، وقد صرح أبقراط في قوله * إذا (35) كان لا منفذ له إلى أحد الفضائين وهما فضاء الصدر وفضاء البطن وإذا وقف البلغم في PageVW0P131A ذلك الموضع أحدث وجعا بالتمديد فإن دخل منه في الأجوف الصاعد إلى الحجاب صار منه إلى المثانة وكان مصيره إليه بطريق الرشح على ما رآه جالينوس، وقال ابن أبي صادق * اللائق (36) بفص أبقراط أن يندفع البلغم إلى جوف الصفاق ويصير منه إلى المثانة على ما قيل في ذلك PageVW1P076B من قبل وقوله لا منفذ له ولا إلى أحد الفضائين فإنه عنى بالمنفذ منفذا لم يكن معهودا والمنفذ من الصفاق إلى الكبد ليس بمعهود إلا في الأجنة؟ كما قيل.
55
[aphorism]
قال أبقراط: من امتلأت؟ كبده ماء ثم انفجر ذلك الماء إلى الغشاء الباطن امتلأ بطنه ماء ومات.
[commentary]
قال الشارح : قد ذكر أن أكباد؟ الحيوانات إذا شففت؟ توجد في أغشيتها نفاخات كثيرة من الماء، وذلك دليل على أن الكبد يسرع إليها أكثر من سائر الأعضاء نفاخات وتلك النفاخات تتولد في أغشية الكبد فيحدث من ذلك ما ذكر من اجتماع المائية وإذا انفجر إلى خارج بالمنفذ الذي يدخله العرق الصائر انصب إلى الفضاء الذي تحت؟ الحجاب وحدث الاستسقاء لأن في هذا الفضاء بعينه يجتمع الماء في المستسقئين، وقد قيل إن هذا الفضاء هو الذي فوق الثرب وتحت قارطين، وينبغي أن يفهم من قوله الغشاء الباطن أي موضع الغشاء الباطن وهو الذي يليه والغشاء PageVW0P131B الباطن على الحقيقة هو الثرب، وقد قيل إن÷ لا ينبغي أن يحزم؟ في صاحب هذه العلة بالموت فإن بعض أحاد؟ المستسقين قد يسلم ولا يكون الحكم يجزم الموت واجبا.
56
[aphorism]
قال أبقراط: القلق والتثاوب والقشعريرة يبرئها شرب الشراب إذا مزج واحد سواء بواحد سواء.
[commentary]
قال الشارح: هذه الأعراض المعدود الموصوفة التي ذكرها ينبغي أن يختص بالأصحاء لا المرضى فإن (من :تا) كان مريضا أو به عرض ينذر؟ بمرض كحدوث العفن قبل الحمى أكثر ما يهيج عن عفن البلغم وحرارة الشراب تحل العفن الكائن من البلغم. وأما قول أبقراط سواء:؟ بواحد سواء فليكن نصف من الشراب ونصف من الماء لتكون حرارة الشراب مستولية على حل الخلط البلغمي العفن، ومتى كان الماء أكثر من الشراب فجج؟ وفقص النضج وبرد الحرارة ولنرجع إلى الكلام الأول لم ينبغي أن يختص الأصحاء بهذه دون المرضى فإن هذه تحدث في الأصحاء لسببين أحدهما بدني والآخر نفساني. أما البدني فمتى وجد في فم المعدة رطوبة مؤذية غير؟ كسره؟ في فضائها بل مداخله بجرمها عرض لصاحبها القلق؟ وهو أن يحل؟ الحال التي هو عليها وشتهي؟ الانتقال منها إلى جهة أخرى. وأما التثاوب؟ فلمأ يعرض في عضل الفكين من فضلة؟ يكون من جنس الريح لذلك إذا كانت المادة في عضل الفكين واليدين والرجلين عرض لصاحبها المطي والقشعريرة PageVW0P132A من رطوبة يسيرة تنصب إلى تحت الجلد وهذه جميعها يسفيها؟ القوى ؟ من شرب الشراب لأنه ينضج ويهضم ويعدل ويزيد الحرارة الغريزية، وقد قال الرازي إن القيء في هذه العوارض أولى من سقي الشراب وخطأ جالينوس في ذلك، وقد أخذ على الرازي فيما قاله وخطئ فيه لأن القيء يخرج ما هو مصبوب في تجاويف المعدة ولا يخرج ما هو في جرمها وبين طبقاتها. وأما ما يتعلق بالأمور النفسانية كالوحدة وسوء الفكر فإن الإنسان إذا كثر فكره وطل بهاره؟ أجمع فيه يعرض القلق والتكسل والتمطي؟ والتثاوب ولا يزول ذلك عنه إلا بإزالة الوحدة وموانسه؟ من يانس؟ به أو يركن؟ إليه ويعتمد عليه أو يتناول أقداح من شراب ريحاني فيرتل؟ ذلك من الأمور البدنية والنفسانية وهذا يكون في الأصحاء دون المرضى.
57
[aphorism]
missing
[commentary]
missing
58
[aphorism]
قال أبقراط: من تزعزع دماغه فإنه يصيبه؟ من؟ وقته سكتة.
[commentary]
قال الشارح: تزعزع الدماغ حركة شديدة خارجة عن المجرى الطبيعي يعرض للدماغ من سقطة يسقطها الإنسان من موضع عال على رأسه أو من ضربة تقطع في الرأس، وربما يعرض للنحاع؟ حتى تضطرب مواضع بالىف؟ الفقارات؟ ويكاد يعرض للعصب الذي يلبث؟ منه ينهتك؟ إلا أن الذي ينال الدماغ (من الوهي والتحرك أكثر مما يناله: ها مع صح) بحسب ما له من الفضاء الذي ليس يوجد ميله؟ للتخاع؟ ويعرض PageVW0P132B للقوى النفسانية أن ينفض؟ بتأديها؟ بتلك الحركة والأشراف على الخطر ويعرض لبعض الأعصاب أن تتمد> تمددا شديدا وللبعض أن ينهتك؟ ويبعرض لكمون؟ القوى الدماغية وسكونها عن التصرفات أن يبقى الإنسان عادم للحس والحركة والصوت فإن لم ينهتك شيء من الأعصاب رحي لصاحبه السلامة هذا ما ذكره ابن أبي صادق والوجه الصحيح في ذلك أن الدماغ هو من أشرف الأعضاء الرئيسة وهو سراج الجسد، فإذا حل به آفة نالت جميع البدن كما قال حنين هو أصل ومبدأ لجميع الأعصاب وأن الحس والحركة إلى جميع البدن منه وأصله، فإذا حلت به الآفة العظيمة كان منها السكتة أو الفالج. وأما كون تزعزه يوجب السكتة فلأن البخارات؟ المتصاعدة من الكيموس الغليظ اللزج الذي يملئ بطون الدماغ ويضطرب ولا تجد متنفسا فتحول في الدماغ ومزاجه بارد رطب كما يقرر ليس به من الحرارة ما نفش البخارات المتصاعدة ولا يحلها؟ فيتزعزع الدماغ فيبطل؟ الكلام والحس والحركة.
59
[aphorism]
قال أبقراط: من كان لحمه رطبا فينبغي أن يجوع فإن الجوع يجفف الأبدان.
[commentary]
هذا القول قول عام كلي وهو أصل الطب فلأجل هذا ختم به الكتاب. وهذا الفصل يمكن أن PageVW0P133A يكون للأصحاء ويمكن للمرضى. أما الأصحاء فإن المزاج الأصلي إذا مال إلى ناحية الرطوبة بحيث يعود إلى مزاجه الأصلي، وإن كان في المرضى فهو أصل للطب يقابل الضد بالضد يداوي الرطب باليابس، وقد عورض؟ هذا بأن قيل كان ينبغي للحيوانات المتجحرة العادمة للغذاء في الشتاء الجفاف والذبول قلنا هذه إن/ا لا يعرض لها هذا لأن المحللأ من البدن هو الحرارة الداخلة. وأمأ الحرارة الخارجة وهذه الحيوانات المتجحرة عادمة الحرارتين المحللأة فلذلك صار لا ىعون؟ لها التحلل إلا المقدار النزر الذي لا يعتد به وذلك القدر المتحللأ لا يؤثر فيها أكثر من الضعف الذيب ينالها في فصل الشتاء إلى تعود إلى عدادها؟ في فصل الربيع فيعود إلى حالها وهذا يشاهد بالعيان.
Bilinmeyen sayfa