450

Yıldızsal Yorumlar: Tasavvufi İşaretlerle Tefsir

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Türler

وفي قوله تعالى: { الذين آمنوا يقتلون في سبيل الله } [النساء: 76]، يشير إلى: إنه إنما أمر بجهاد النفس؛ لأن إمارة الذين آمنوا إيمانا حقيقيا لا اسميا ومجازيا، أن يقاتلوا أو يجاهدوا أنفسهم في سلوك السبيل إلى تعالى، وإمارة { والذين كفروا } [النساء: 76]، كفران النعمة { يقتلون } [النساء: 76] القلوب { في سبيل الطغوت } [النساء: 76] طاغوت الهوى، { فقتلوا } [النساء: 76]، فجاهدوا { أولياء الشيطن } [النساء: 76]؛ وهم النفس والدنيا والهوى، { إن كيد الشيطن } [النساء: 76]، ومكره ومكر أوليائه { كان ضعيفا } [النساء: 76] في جنب مكر الله تعالى معهم، كقوله تعالى:

ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين

[آل عمران: 54]؛ أي: غالب عليهم.

[4.77]

ثم أخبر عمن رغب في القتال كالرجال والأبطال، ثم رغب عنه في أثناء الحال من الملامة بقوله تعالى: { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } [النساء: 77]، والإشارة فيها: إن الذين قيل لهم من أصحاب السلامة: { كفوا أيديكم } [النساء: 77] عن الاعتصام بحبل أهل الملامة، ولا تقدموا أقدام الأبطال في معركة الرجال، { وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة } [النساء: 77]، فإنكم لستم في بذل الروح من الغزاة ولا يجول في هذا الميدان إلا أهل الغرام، فاقنعوا أنتم بدار السلام فتمسكوا بأذيال الرجال واشرعوا مع النفس في الجهاد واسلكوا سبل الرشاد، فلما لم يكون دليلهم العظام قطع الطريق عليهم لؤم اللئام، [ونومة] النيام، { فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية } [النساء : 77]، ويخافون لوم الإنسان، وكان من شرطهم ألا يخافون لومة لائم ولا ينامون نومة نائم، فبقوا عن فريقهم كالحالم، { وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب } [النساء: 77]، فنموت بالآجال، فإن لنا كل لحظة موتة في ترك حظه، { قل متاع الدنيا قليل } [النساء: 77] والتمتع بها، { والآخرة خير لمن اتقى } [النساء: 77]، عن كل شيء بالمولى، ومن كان في الله فتيلا يحيى به { ولا تظلمون فتيلا } [النساء: 77].

[4.78-79]

ثم أخبر أن آجالهم تدرك آمالهم بقوله تعالى: { أينما تكونوا يدرككم الموت } [النساء: 78]، إشارة في الآيتين: إن يا أهل البطالة في زي الطلبة والبطلة الذين غلب عليكم الهوى وحب الدنيا فأقعدكم عن طلب المولى، ثم

أرضيتم بالحياة الدنيا

[التوبة: 38] واطمأننتم بها، { أينما تكونوا يدرككم الموت } [النساء: 78] اضطرارا إن لم تموتوا قبل أن تموتوا اختيارا، { ولو كنتم في بروج مشيدة } [النساء: 78] أجساد مجسمة قوية أمزجتها، { وإن تصبهم } [النساء: 78]؛ يعني: أهل البطالة من مدعي الطلب، { حسنة } [النساء: 78]، من شواهد الغيب وفتوحاته، { يقولوا هذه } [النساء: 78] الفتوحات { من عند الله } [النساء: 78]، لا يرون للشيخ فيها عليهم حقا، { وإن تصبهم سيئة } [النساء: 78] من الرياضة والمجاهدات، { يقولوا } [النساء: 78] للشيخ، { هذه من عندك } [النساء: 78]؛ أي: بسببك وسعيك، { قل كل من عند الله } [النساء: 78]، القبض والبسط، والفرح والشرح، والفتوح والجروح، { فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا } [النساء: 78]، خاصته هذا الحديث وما يقاسي أهله من الشدائد والمحن حتى أورثتهم الفوائد والمنح.

{ مآ أصابك من حسنة } [النساء: 79] فتوح وموهبة { فمن الله } [النساء: 79]؛ أي: فمن مواهبه فضلا وكرما، وإن كان يتصرف الشيخ وقوة ولايته وتأثير همته فيك، { ومآ أصابك من سيئة } [النساء: 79] شدة وبلاء وهم وعناء { فمن نفسك } [النساء: 79]؛ أي: من صفات نفسك وخاصية أمارتها بالسوء وشوب معاملاتها بالهوى، وسعيها واكتسابها في طلب شهوات الدنيا ولذاتها، كقوله تعالى:

Bilinmeyen sayfa