Yıldızsal Yorumlar: Tasavvufi İşaretlerle Tefsir
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Türler
[الفتح: 4] فجعل إسماعيل النفس المطمئنة المارة تجيء بأحجار أعمال الشريعة من جبال أركان الإسلام، وتناولها بيد الصدق إبراهيم الروح وهو بيتي إلى أن يبلغ موضع الحجر فنودي من أبي قبيس الهوى: وإن لك عندي وديعة فخذها مخلص حجر الذرة من أستار صفات النفس والهوى فوضعه مكانه وكان أبيض فلما لمسه حضيض اللذات الدنياوية ومشركوا الشهوات النفسانية في جاهلية الطفولية اسود، فلما أتما رفع قواعد بيت القلب رجعا إلى الحضرة بصدق النية وما سألا ربهما من الأجرة إلا تقبل العبودية: { ربنا تقبل منآ إنك أنت السميع العليم } [البقرة: 127]، بما يحتاج إليه مما نعلم ومما لا نعلم.
ثم أخبر تعالى عن صدق التجائهما وخلوص دعائهما بقوله تعالى: { ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنآ } ، والإشارة فيها أن إبراهيم الروح وإسماعيل النفس المطمئنة سألا ربهما بعد فراغهما من عمارة القلب أن يجعل سعيهما مشكورا، ويجعلهما مسلمين منقادين للأحكام الظاهرة والباطنة، فأما الظاهرة: فهي أحكام الشريعة وأما الباطنة: فهي الأحكام الأزلية الحقيقية التي جف القلم بها قالا: { ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنآ } أي: المتولدات منا من الصفات الروحانية والصفات النفسانية { أمة مسلمة لك } ، حتى لا يتحرك عرق منا إلا بانقياد أوامرك ونواهيك، ولا يخطر ببالنا خاطر إلا بإلهاماتك ودواعيك ولا يكون لنا خلق إلا تخلقنا به من أخلاقك { وأرنا مناسكنا }؛ إذ لا سبيل إلى معرفة [مقتدراتك] إلا بإعلام [أوقاتك]، { وتب علينآ } ، بتوفيق ترك حظوظنا والقيام بأداء حقوقك بعد القيام بجميع ما أمترنا حتى لا تلاحظ حركاتنا وسكناتنا، ونرجع إليك عن شهود أفعالنا واستجلاء أحوالنا لئلا يكون يخطر الشرك الخفي بوهم منا { إنك أنت } ، وأنا بك لا بنا فلا يكون رجوعنا إلا إليك لأنك { التواب } ، فارجع بنا إليك بك فارحمنا فإنك { الرحيم }.
ثم أخبر تعالى عن إلحاحهما في الدعاء بقوله تعالى: { ربنا وابعث فيهم رسولا منهم } ، والإشارة فيها أن الرسول الخارجي لا يسمع من لم يكن له في القلب رسول قلبي بوارد من الحق سبحانه ويكون القلب به حيا كما قال تعالى:
إنك لا تسمع الموتى
[النمل: 80]، وقال تعالى:
لينذر من كان حيا
[يس: 70]، فالقلب الحي بنور ورد الحق ليسمع بذلك النور كلام الرسول الخارجي ويفهمه ويقبله فسر القلب الذي هو قابل فيض نور وارد الحق يكون الرسول بين الحق والعبد، فيأخذ الأسرار والمعاني والحكم والمواعظ من نور وارد الحق ويبلغها إلى القلب والنفس وسائر الأمة المسلمة من الأوصاف والأخلاق.
كما قال صلى الله عليه وسلم:
" واعظ الله في قلب كل مؤمن "
فمعنى الآية أفض على سر القلب أنوار وارد فضلك ليكون رسولا في الآمة المسلمة من الأوصاف الإنسانية وأخلاقها وأعمالها منهم، فيأخذ رسالات أنوار وارداتك ويبلغ إليهم { يتلوا عليهم } ، بلسان الأنوار { آيتك } ، وارداتك { ويعلمهم } أسرار { الكتب } ، ومعانيه وحقائقه ولطائفه { والحكمة } ، وهي كل خبر معنوي يؤتيهم الله بوارد فضله سرا فيخصه بذلك دليله قوله تعالى:
Bilinmeyen sayfa