ابن١ جراد، ويشهد له قوله تعالى٢ ﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ ٣.
_________
١ روى هذا الحديث عن عبد الله بن جراد، يعلى بن الأشدق، وقد قال ابن أبى حاتم: عبد الله بن جراد: لا يعرف، ولا يصح هذا الإسناد، ويعلى بن الأشدق ضعيف الحديث، وقال الذهبي: مجهول لا يصح خبره، لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب عنه، وقال ابن عدي: يروي عن عمه عبد الله بن جراد عن النبي ﷺ أحاديث كثيرة منكرة، وهو وعمه غير معروفين.
وانظر: الجرح والتعديل ٥/٢١، الكامل لأبن عدي ٧/٢٧٤٢، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٠٠.
٢ جامع البيان للطري ٩/١٧١، معالم التنزيل ٥/٣٩١، زاد المسير ٥/٤٣٩، الدر المنثور ٤/٦٥٨، فتح القدير ٣/٤٦٠.
٣ الآية ٤٦ من سورة الحج. قال الماوردي في تفسيره (النكت والعيون) ٤/٣٢: يحتمل عندي وجهين:
أحدهما: أنها لا تعمى الأبصار عن الهدى، ولكن تعمى القلوب عن الاهتداء. الثاني: أنها لا تعمى الأبصار عن الاعتبار، ولكن تعمى القلوب عن الإدِّكار.
وقال: قال مجاهد: لكل إنسان أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وعينان في قلبه لآخرته، فإن عميت عينا رأسه، وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئا وإن أبصرت عينا رأسه، وعميت عينا قلبه، لم ينفعه نظره شيئا. انتهى.
ومن أجمل ما قرأته في هذا المعنى، قول ابن صارة الأندلسي الشاعر المشهور المتوفى سنة ٥١٧ هـ:
يا من يصيخ إلى داعي الشقاء وقد ... نادى به الناعيان: الشيب والكبر
إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ثوى ... في رأسك الواعيان: السمع والبصر
ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل ... لم يهده الهاديان: العين والأثر
لا الدهر يبقى، ولا الدنيا، ولا الفلك الـ ... أعلى، ولا النيران: الشمس والقمر
ليرحلن عن الدنيا وإن كرها ... فراقها الثاويان: البدو والحضر
1 / 31