﵃ وطائفة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم١.
ومنهم: جماعة من العلماء العظماء والمشايخ الكرام، يطول بذكرهم الكلام٢، وفي هذا تسلية عظيمة لمن فاته هذا المرام.
وقد ورد عنه ﵇ أحاديث تدل على عظمة هذا المقام.
منها:
حديث: "إن الله تعالى أوحى أن من سلبت كريمتيه، أثبته عليهما الجنة". رواه البيهقي٣ عن عائشة ﵂.
ومنها: حديث، قال الله تعالى: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ٤ - يريد عينيه٥ - ثم صبر٦، غوضته منهما الجنة٧ ". رواه
_________
١ أورد الصفدي في كتابه "نكت الهميان في نكت العميان"، أسماء مائتين وسبعة وستين علما من الأعلام الذين أصيبوا بالعمى، فراجعه إن شئت
٢ أورد الصفدي في كتابه "نكت الهميان في نكت العميان"، أسماء مائتين وسبعة وستين علما من الأعلام الذين أصيبوا بالعمى، فراجعه إن شئت
٣ انظر شعب الإيمان/ باب الصبر على المصائب ٧/١٩١-١٩٣.
٤ المراد بالحبيبتين: المحبوبتان، لأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه، لما يحصل له بفقدهما من الأسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته من خير فيسر به، أو شر فيجتنبه. فتح الباري ١٠/١١٦.
٥ جاء هذا التفسير عند البخاري في آخر الحديث، ولم يذكر من فسرهما.
٦ قوله في الحديث (ثم صبر) المراد: أنه يصبر مستحضرا ما وعد الله به الصابر من الثواب، لا أن يصبر مجردا عن ذلك، لأن الأعمال بالنيات، وابتلاء الله عبده في الدنيا ليس من سخطه عليه، بل إما لدفع مكروه، أو لكفارة ذنوب، أو لرفع منزلة، فإذا تلقى ذلك بالرضا، تم له المراد، وإلا يصير، كما جاء في حديث سلمان ﵁ "إن مرض المؤمن يجعله الله له كفارة ومستعتبا، وإن مرض الفاجر كالبعير عقله أهله، ثم أرسلوه فلا يدرى لم عقل ولم أرسل". أخرجه البخاري موقوفا في الأدب المفرد ١/٥٨٣، رقم (٤٩٣)، وانظر: فتح الباري ١٠/١١٦.
٧ قال الحافظ في فتح الباري ١٠/١١٦: وهذا أعظم العوض، لأن الالتذاذ بالبصر يفنى بفناء الدنيا، والالتذاذ بالجنة باق ببقائها، وهو شامل لكل من وقع له ذلك بالشرط المذكور. انتهى
1 / 28