Müsibetlilere Teselli
تسلية أهل المصائب
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Yayın Yeri
بيروت - لبنان
والمقصود من التعزية: تسلية أهل المصيبة، وقضاء حقوقهم، والتقرب إليهم بقضائها، قبيل الدفن وبعده، لشغلهم بمصابهم.
فصل - في استحباب تعزية أهل الميت ووقتها
ويستحب تعزية أهل الميت، وهي مسألة متفق عليها، ولم أعلم أن أحدًا خالف فيها إلا سفيان الثوري ﵀ قال: لا تستحب التعزية بعد الدفن، لأنها خاتمة أمره، والمعروف المستقر عند أهل العلم استحباب التعزية، قبل الدفن وبعده، لما تقدم من الأحاديث قريبًا، مثل «عموم قوله ﵇: من عزى مصابًا فله مثل أجره، من عزى ثكلى كسي بردًا في الجنة» .
فكل هذه عمومات تدل على الاستحباب مطلقًا.
فصل: فيمن يكره تعزيتهم من أهل الميت وخاصة من النساء
ويستحب تعزية جميع أهل المصيبة، كبارهم وصغارهم، ويخص خيارهم والمنظور إليه من بينهم، ليستن به غيره، وذا الضعف منهم عن تحمل المصيبة، لحاجته إليها، ولا يعزي الرجل الأجنبي شواب النساء، مخافة الفتنة، ويجوز للمرأة البرزة ونحوها.
وثبت أن عائشة ﵂ نهت على الضحك في المصيبة، لأن فيه إشماتًا بالمسلم، وكسرًا لقلبه.
ولهذا رأى الإمام أحمد رجلًا يضحك في جنازة، فهجره وقال: أي موعظة اتعظ هذا؟ ! أو نحوه..
فصل: فيما يفعله بعض الناس من الجلوس عند القبر يوم الدفن وبعده
وما يفعله غالب أهل زماننا من الجلوس عند القبر يوم الدفن للتعزية وكذلك في اليوم الثاني والثالث.
قال أبو الخطاب: يكره الجلوس للتعزية.
وقال: ابن عقيل: يكره الإجتماع بعد خروج الروح، لأن فيها تهييجًا للحزن.
وقال الإمام أحمد: ﵀: يكره التعزية عند القبر، إلا لمن لم يعز، فيعزي إذا دفن الميت، أو قبل أن يدفن.
وقال أحمد: إن شئت أخذت بيد الرجل في التعزية، وإن شئت لم تأخذ.
وإذا رأى الرجل قد شق ثوبه على المصيبة، عزاه، ولم يترك حقًا لباطل، وإن نهاه فحسن.
قلت: إن كان الإجتماع، فيه موعظة للمعزى بالصبر والرضى، وحصل له من الهيئة الإجتماعية
1 / 120