كل مصيبة يصاب بها المسلم، لأن بموته ﷺ انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة، وانقطعة النبوات، وكان موته أول ظهور الشر والفساد، بارتداد العرب عن الدين، فهو أول انقطاع عرى الدين ونقصانه، وفيها غاية التسلية عن كل مصيبة تصيب العبد، وغير ذلك من الأمور التي لا أحصيها.
قال أنس بن مالك ﵁: ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر رسول الله ﷺ، حتى أنكرنا قلوبنا.
رواه ابن ماجه.
وإذا أردت أن تعلم أن المصيبة به ﷺ أعظم من كل مصيبة حدثت في الدين، فانظر إلى ما روي «عن عائشة ﵂: أن رسول الله ﷺ قال: أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعزى بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحدًا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي» .
وهذا من رواية موسى بن عبيده، وقد أضعفه غير واحد من الأئمة.
لكن روى أبو عمر بن عبد البر بإسناده، «من حديث عطاء بن أبي رباح مرسلًا، أن رسول الله ﷺ قال: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي، فإنها من أعظم المصائب»، رواه الحافظ أبو نعيم من هذه الطريق أيضًا، ومن طريق أخرى، عن مكحول مرسلًا، نحوه.
ولقد أحسن أبو العتاهيه في نظمه موافقًا لهذا الحديث، حيث يقول:
اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جمة ... وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ... هذا سبيل لست عنه بأوحد
فإذا ذكرت محمدًا ومصابه ... فاجعل مصابك بالنبي محمد
وفي رواية:
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد
وإذا أردت أن تعلم تغير الأحوال بموت النبي ﷺ، فاذكر قوله تعالى: ﴿وما
1 / 18