وبلدةٍ ليستْ بذاتِ نيقِ ... قصرتها بقارحٍ صدوقِ
نعم رفيقُ السفرِ منْ رفيقِي ... يقذفُ بالرجلِ حصى الطريقِ
كأنهُ رامٍ بلا تحقيقِ
وله أيضًا
قدْ أغتدِي بقارِحٍ ... مسومٍ يعبوبِ
ينفي الحصى بحافرٍ ... كالقدحِ المكبوبِ
وضحتْ غرتهُ ... في موضعِ التقطيبِ
وقال البحتري يستهدي ابن حميد فرسًا
فأعنْ على غزوِ العدوِّ بمنطوٍ ... أحشاؤهُ طيَّ الكتابِ المدرجِ
إمَّا بأشقرَ ساطعٍ أغشَى الوغا ... منهُ بمثلِ الكوكبِ المتأججِ
متسربلٍ شيةً طلتْ أعطافهُ ... بدمٍ فما يلقاكَ غيرَ مضرجِ
أوْ أدهمٍ صافِي الأديمِ كأنهُ ... تحتَ الكميِّ مظهرٌ بيرندجِ
ضرمٍ يهيجُ السوطُ منْ شؤبوبهِ ... هيجَ الجنائبِ من حريقِ العرفجِ
خفتْ مواقعُ وطئهِ فلو أنهُ ... يجري برملةِ عالجٍ لمْ يرهجِ
أو أشهبٍ يققٍ يضيءُ وراءهُ ... متنٌ كمتنِ اللجةِ المترجرجِ
تخفَى الحجولُ ولوْ بلغنَ لبانهُ ... في أبيضٍ متألقٍ كالدملجِ
أوفى بعرفٍ أسودٍ متفردٍ ... فيما يليه وحافرٌ فيروزجي
أو أبلقٍ يأتي العيونَ إذا بدا ... من كلِّ لونٍ معجبٍ بنموذجِ
أرمي بهِ شوكَ القنا وأردهُ ... كالسمعِ أثر فيهِ شوك العوسجِ
وأهدى العباس بن جرير إلى المتوكل برذونًا فقي يوم سعانين وكتب إليه بقصيدة فيها الهزج
وعندي لكَ برذونٌ ... كضوء النجمِ في النورِ
له سالفتا ظبيٍ ... من القناصِ مذعور
إذا ضاحبهُ أوفى ... بمتنٍ منهُ مضبورِ
وجاشتْ نفسهُ خلتَ ... بهِ لسعةَ زنبورِ
عليهِ نقطٌ سودٌ ... كمسكٍ فوقَ كافورِ
وقال ابن المعتز يصف حمارًا وأتنًا الهزج
رعى شهرينِ بالديرينِ قبًا كالطواميرِ
يقلبنَ إلى الذعرِ ... عيونًا كالقواريرِ
وآذانًا سميعاتٍ ... كأنصافِ الكوافيرِ
كأنَّ الأرضَ تلقاها ... باذنابِ الزنابيرِ
وقال آخر في فرسٍ
جاء كلمعِ البرقِ جاشَ ماطره ... تسبحُ أولاهُ ويطغو آخره
فما يمسُّ الأرضَ منهُ حافره
وقال خلف الأحمر في ثور
وكأنما جهدتْ أليتهُ ... ألا تمسَّ الأرضَ أربعهُ
وقال آخر في الكلاب
كأنما يرفعنَ ما لا يوضعُ
وقال ابنُ المعتز
ولقد أغتدي على طرفِ اللي ... لِ بذي ميعةٍ كميتٍ مطارِ
بللَ الركضُ جانبيهِ كما فا ... ضتْ بكفِّ النديمِ كأسُ العقارِ
وقال آخر في فرسٍ عرقٍ
كأنهُ والطرفُ منهُ سامِ ... مشتملٌ جاء من الحمامِ
وأهدى البحتري إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان فرسًا وكتب إليه
ماذا ترى في مدمجٍ عبلِ الشوى ... منْ نسلِ أعوجَ كالشهابِ اللائحِ
لا تربهُ الجذعُ الذي يعتاقهُ ... وهنُ الكلالِ وليسَ كلَّ القارحِ
يختالُ في شيةٍ يموجُ ضياءها ... موجَ القتير على الكميِّ الرامحِ
لوْ يكرعُ الظمآنُ فيها لمْ يمل ... طرفًا إلى عذبِ الزلالِ السائحِ
أهديتهُ لتروحَ أبيضَ واضحًا ... منهُ على جذلانَ أبيضَ واضحِ
فتكونُ أولَ سنةٍ مأثورةٍ ... أو يقبلُ الممدوحُ رفدَ المادِحِ
وقال ابن المعتز
ولقدْ وطئتُ الغيثَ يحملني ... طرفٌ كلونِ الصبحِ حينَ وفدْ
يمشي ويعرضُ في العنانِ كما ... صدَفَ المعشقُ ذو الدلالِ وصدْ
جماعُ أطرافِ الصوارِ فما ال ... إجرا عليهِ إذا جرى بأشدْ
بلَّ المها بدمائهنَّ ولمْ ... يبتلَّ منهُ بالحميمِ جسدْ
وكأنهُ موجٌ يذوبُ إذا ... أطلقتهُ وإذا حبستَ جمدْ
وله أيضًا
وقدْ أجارِي عنانَ الصبحِ مبتكرًا ... والليلُ مفتضحُ الأكنافِ منصرفُ
والنجمُ تصقلهُ ريحٌ شآميةٌ ... والصبحُ كالعرفِ تحت الليلِ منكشفُ
بسابحٍ هيكلٍ نهدٍ مراكلهُ ... يبوعُ في الخطوِ بوعًا وهو مشترفُ
تمتْ له غرةٌ كالصبحِ مشرقةٌ ... يكادُ سابلها عنْ وجههِ يكفُ
إذا تقرطَ يومًا بالعذارِ بدا ... كأنهُ غادةٌ في أذنها شنفُ
باب) ٧ (في
الطرد والظفر
1 / 9