بكتاب ابن الكتاني نجد شبهًا كبيرًا في عناوين الأبواب، مما قد يشير في هذه الناحية إلى تأثير المؤلف الأندلسي بالمشرقي، وقد كان كثير من مؤلفي الأندلس؟ وبخاصة ابتداءً من عهد الحكم المستنصر؟ يضعون نصب أعينهم عند التأليف في أحد الموضوعات مؤلفًا مشرقيًا؛ فنحن نعلم أن كتاب الحدائق لابن فرج إنما كان محاكاة لكتاب " الزهرة " لابن داود الأصفهاني، وأن كتاب ربيعة وعقيل من تأليف حسان ابن أبي عبدة إنما ألف على مثال كتاب لأبي السري سهل بن أبي غالب ألفه لهارون الرشيد (١) وأن كتاب العقد لابن عبد ربه يترسم خطى كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة، بل لا نبعد في الظن إذا قدرنا أن كتاب " محمد وسعدى " (٢) لابن الكتاني نفسه إنما نسج على منوال كتب الأسمار المشرقية. وقد جاء في آخر نسخة التيمورية ونسخة المدينة تشبيهات ابن أبي عون " وهذه التشبيهات قد عورضت بتشبيهات [مغربية] أندلسية " ويبدو أن الإشارة هنا إنما تعني كتاب ابن الكتاني هذا، فهو كتاب أندلسي، حفظت مخطوطته بالمشرق، بخط مشرقي، فكأنه كان محط اهتمام من المشراقة فظل معروفًا لديهم، ولم نعثر له حتى اليوم على نسخة بخط مغربي أو أندلسي] .
[ومن بين الأبواب التي تبلغ ستة وستين لدى ابن الكتاني نجد خمسين منها مشتركة في عناوينها مع كتاب ابن أبي عون، على أن نتذكر أن أبي الكتاني يدرج بابين أحيانًا من تقسيمات ابن أبي عون في باب واحد من تقسيماته، وهذا واضح في الباب رقم: ٢١ الذي يتناول التشبيهات في أصداغ القيان وعذر الغلمان فإنه قد ضم البابين ٥٥، ٥٦ لدى ابن أبي عون؛ والباب ٣٥ عند الأول يمثل البابين ٣٢، ٣٣ عند الثاني، والباب: ٥٨ وهو في هجو النساء والمغنيات يضم البابين ٢٣، ٢٤ عند ابن أبي عون، والباب: ٦٠ في اللحى هو جماع البابين ٨١، ٨٨ عند المؤلف المشرقي، وهذا جدول غير استقصائي للمقارنة بين عنوانات الكتابين:
_________
(١) الجذوة: ١٨٤.
(٢) الجذوة: ٤٦.
1 / 16