Tasavvuf: İslam'da Ruhani Bir Devrim
التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
Türler
ذهب جمهور المؤلفين في التصوف إلى أن هاتين الكلمتين من الكلمات المستحدثة في الملة الإسلامية وأن البغداديين هم الذين استحدثوهما، ولم يشذ عن هذا الاجتماع - فيما نعلم - إلا أبو نصر السراج صاحب كتاب اللمع
1
الذي يذهب إلى أن اسم الصوفي أقدم من البغداديين.
وقد استدل القائلون بأن اسم «الصوفي» مستحدث بأنه لم يكن من الألقاب التي أطلقت على الصحابة في عهد الرسول؛ فإنهم لم يميزهم عن غيرهم سوى صحبة الرسول، وكذلك لم يتسم أهل الجيل الثاني باسم سوى «التابعين»؛ وذلك لأن الإقبال على الدين والزهد في الدنيا في هذين الجيلين كانا عامين بين المسلمين، فلم تكن هناك حاجة إلى اسم خاص يمتاز به الرجل التقي.
ولكن لما فشا الإقبال على الدنيا - كما يقول ابن خلدون - وجنح الناس إلى متاع هذه الحياة، دعت الحاجة إلى وجود صفة يمتاز بها بعض الخواص الذين كانت لهم عناية بأمر الدين، وكذلك اشتدت هذه الحاجة لما ظهرت الفرق الإسلامية وادعى أصحاب كل فرقة أنهم على حق وأن فيهم العباد والزهاد. هنالك ظهرت هذه التسمية وانفرد بها المقبلون على العبادة واشتهر هذا الاسم قبل المائتين.
يقول ابن تيمية في رسالة «الصوفية والفقراء»: «أما لفظ الصوفي فإنه لم يكن مشهورا في القرون الثلاثة الأولى، وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك، وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام ابن حنبل (المتوفى سنة 241) وأبي سليمان الداراني (المتوفى سنة 235) وغيرهما. فقد روي أن ابن حنبل كان يسأل الحارث المحاسبي (المتوفى سنة 242) في بعض المسائل ويقول: ما تقول فيها يا صوفي؟»
وظاهر من عبارة ابن تيمية أنه يشير إلى انتشار اسم الصوفية لا إلى أول زمن استعماله.
ويقول الأستاذ ماسنيون في المقال الذي كتبه في دائرة المعارف الإسلامية عن مادة «تصوف» ما خلاصته: أن التلقيب بالصوفي مفردا ظهر في التاريخ في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وسمي به جابر بن حيان الكوفي صاحب الكيمياء الذي كان يدعو إلى مذهب خاص في الزهد، وأبو هاشم الكوفي (الصوفي). أما كلمة الصوفية بالجمع فظهرت حوالي سنة 199 هجرية، وكانت تدل في ذلك الوقت على أصحاب مذهب يكاد يكون شيعيا من مذاهب التصوف ظهر في الكوفة، وكان عبدك الصوفي آخر أئمته. توفي عبدك في بغداد سنة 210.
ونستنتج من عبارة ماسنيون أن كلمة «الصوفي» كانت قاصرة في أول الأمر على الكوفة، ومما يؤيد هذا أن الكلمة لم تكن مستعملة استعمالا عاما لكل مسلم سلك طريق التصوف: فإنها لم تطلق على فرقة من الصوفية ظهرت في أواخر القرن الثالث في نيسابور وتسمت باسم «الملامتية» تمييزا لها عن الصوفية من أهل العراق والشام.
وقد كان من الطبيعي أن يظهر اسم «الصوفي» أول ما ظهر في الكوفة سواء أكان أول من تسمى به جابر بن حيان أو أبا هاشم الصوفي؛ لأن أول مدرسة عرفت في التصوف الإسلامي ظهرت في مدينتي البصرة والكوفة، وقد كانت الكوفة آرامية الثقافة متأثرة بالثقافة المانوية التي ظهرت في تصوف الكوفيين في مسألة الحب الإلهي، بينما كانت البصرة هندية الثقافة وقد ظهر أثر هذه الثقافة في تصوفها في ناحيته العملية.
Bilinmeyen sayfa