ترشح فِي وَقت وَالِده وَلم يعلم بمضمر مقاصده فَلَمَّا قوي زنده وخفق بنده جنح إِلَى المروق وَمَال إِلَى العقوق وَكسر خاطر وَالِده بِالرَّفْع وخب فِي ميدان جَهله بِالرَّفْع والوضع فَاغْتَمَّ وَالِده لهَذِهِ الْقَضِيَّة ٥٥ المكيفة ولجأ إِلَى الْمَدِينَة المقدسة والحجرة المشرفة وَاسْتقر بِهِ الْمقَام حَتَّى وَفد عَلَيْهِ الْحمام وَكَانَ من خَبره وَلَده أَن لاطف جناب السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد مُرَاد وتوسل برشيق الْوَسَائِل إِلَيْهِ فِيمَا أَرَادَ فوصله التشريف والخلعة إِلَى الحسا وترشف كؤوس الباشوية بعد أَبِيه واحتسا فَمَا كَانَ من الَّذين أَحْسنُوا فَلهم الْحسنى ولاحظ قَوْله عز وعَلى ﴿وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ﴾ ﴿إحسانا﴾
وفيهَا مَاتَ الْأَمِير رَجَب الرُّومِي بِصَنْعَاء الْيمن وَهُوَ الَّذِي بَعثه السُّلْطَان زِيَادَة لحيدر باشا فرجح لَهُ مُوالَاة الْمُؤَيد بِاللَّه وأقطعه المخادر فشيد بهَا العماير واخترع فِيهَا عَجِيب المآثر وَمن عَجِيب مَا صنع لَهُ فِي دَاره دولاب من المطبخ إِلَى أَعلَى المناظر فَإِذا حضر وَقت الطَّعَام رفعت فِيهِ نفائسه العجيبة وأنواعه الغريبة فيصل إِلَى أعلا الدَّار بِلَا كلفة وَلَا إنتظار وَلما عرض لَهُ غَرَض إِلَى عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن وصل إِلَيْهِ صنعاء فَقضى الْغَرَض الثَّانِي وَقطع عريق الْأَمَانِي وَدفن بحوطة قبَّة البكيرية
وفيهَا توفّي حَاكم صنعاء وعالمها القَاضِي صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن يحيى السحولي رَحمهَا لله وَأعَاد من بركاته كَانَ عَالما بالفقة مقررا الْقَوَاعِد الْمَذْهَب وَله فِي أصُول الدّين نمط الْأَصْحَاب وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد قَرَأَ على وَالِده الإِمَام الْمُفْتِي
1 / 123