(وَقد رضيت بِأَن الفار يفْسد فِي ... دَاري وَيسْعَى لضري سعي مُجْتَهد)
(فخلنا غير مأسوف عَلَيْك وَلَا ... بَرحت مَا عِشْت فِي هم وَفِي نكد)
(فَمَا أَقُول لنَفْسي فِيك مبتئسا ... إِحْدَى يَدي أصابتني وَلم تزد)
(كلا كَمَا خلف من بعد صَاحبه ... هَذَا أخي حِين أَدْعُوهُ وَذَا ولد)
(بل سَوف أنْشد تسكيتا لخاطرها ... لله يبقي على الْأَيَّام ذُو حيد)
وَلما اطلع السَّيِّد الإِمَام الْحسن بن أَحْمد الْجلَال على هَذَا العتاب نَاب عَن الهر فِي لطيف الْجَواب فَقَالَ
(سَمِعت عتبك والتأنيب يَا سندي ... فهاج لي حسرة أَوْهَى بهَا جلدي)
(وصرت أعجب من دعواك أَنَّك لم ... تبخل على بِمَا تحويه ذَات يَد)
(إِذْ تِلْكَ دَعْوَى وَلَا برهَان يصحبها ... وَمثل ذَاك لأهل الْحق لم يفد)
(فَمَا أَقُول كَمَا قُلْتُمْ إِلَيّ جَفا ... يَا هر فِي غير حفظ الْوَاحِد الصَّمد)
(لكنني مظهر مَا كنت أستره ... كَيْلا لخلي كَمَا قد كال لم أَزْد)
(خدمتكم غير وان فِي منافعكم ... وَلَا لأعدائكم أبقيت من سبد)
(وبالخصاصة أرضي فِي محبتكم ... مَالِي سوى قِطْعَة فِي الْوَعْد من كبد)
(دَلِيله قَوْلكُم مَا جِئْت قطّ سوى ... فِي الْأَرْبَعَاء لأجل اللَّحْم والأحد)
(على م تهضم قدري بَين أظْهركُم ... وصغح رَأْسِي من شيخ وَمن ولد)
(أَقُول للنَّفس أَن الرب سطوته ... كالدهر لَا عَارِف رضيها وَلَا تحد)
(حَتَّى غَدا دابكم كفران منفعتي ... لنظمك الزُّور قولا غير مُعْتَقد)
1 / 110