(وَمن كَانَ غير السَّيْف كافل رزقه ... فللذل مِنْهُ لَا محَالة جَانب)
ثمَّ توجه إِلَى جدة بخاطر مكلوم وقلب مَسْمُوم وَكَانَ بهَا يَوْمئِذٍ من قبل الشريف والأتراك بعض القواد العبيد فحاول الولوج عَلَيْهِ والوصول لَدَيْهِ ثمَّ رَجَعَ بصفقة حِين وخفي حنين وَاتفقَ أَن الباشا الموجه إِلَى بعض بِلَاد السُّلْطَان وصل إِلَى جدة وَلَقي مصرعه وَنزل مضجعه فاتصل الشريف أَحْمد بأعيان الباشا كالآغا والبيرق دَار والخازن والدفتر دَار وعرفهم نسبه ومجادته وحسبه وشكى من الشريف مَا أصدره إِلَيْهِ واستنجد بهم فِي النُّصْرَة عَلَيْهِ وبذل لَهُم الْعَهْد الأكيد فِي عدم الإستبداد بالفائدة وَأَن يَده وأيديهم بعد الظفر وَاحِدَة فَأَجَابُوا عَلَيْهِ بِالتَّلْبِيَةِ والإسعاد وأنشدوه قَول بعض الشُّعَرَاء الأمجاد
(لَا تحسبن ذهَاب نَفسك مَوتهَا ... مَا الْمَوْت إِلَّا أَن تعيش مذللا)
(فَارق ترق كالسيف سل فَبَاتَ فِي ... متنيه مَا أخْفى القراب وأخملا)
ثمَّ أَنه واعدهم على وَقت فِي اللَّيْل يدْخل فِيهِ على الْقَائِد ويكونوا فِيهِ على أهبة المراصد فَدخل إِلَيْهِ لذَلِك الْوَقْت وَقد ألوت جمَاعَة من أَصْحَاب الباشا بداره آخذين أسلحتهم فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ وَوَقعت عينه عَلَيْهِ طلب مِنْهُ خلْوَة ليذكر فِيهَا بعض حاجاته فصرف الْقَائِد بِوَجْه طلق وَلم يكن بَينه وَبَين الأول فرق ثمَّ قرب مِنْهُ ليوهمه الْخطاب ويمت إِلَيْهِ من الشكوى بِأَسْبَاب ثمَّ أَخذ سيف الْقَائِد من وتده وأطار بِهِ عُنُقه عَن جسده وَفتح إِحْدَى طاقات الْمَكَان ورما بِرَأْسِهِ إِلَى الباشا والأعوان وَأمرهمْ بِالدُّخُولِ على سَبِيل البدار والفتك بِمن وجدوه فِي صحن الدَّار فَدَخَلُوا إِلَيْهِ مبادرين وفتكوا بِمن وجدوه فِي الدَّار فِي الْحُسَيْن وألقوا مقاليد الْأَمر إِلَيْهِ ونادوه باسم الْملك وبركوا عَلَيْهِ ثمَّ بَادر إِلَى مخازين الدَّار ففك أقفالها وَأخرج أموالها وفيهَا ذخائر الْقَائِد وخزنته ونادى
1 / 95