Raşidun Halifeleri Çağı: Arap Ümmeti Tarihi (Üçüncü Cilt)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Türler
وقد رأينا أن نواة ذلك كانت موجودة في عهد الرسول وخليفته الأول، فلما جاء عمر وسع ذلك، واستعان بالنظم الفارسية، وجعل لها الدفاتر العظام، سجل فيها أسماء المجاهدين، وأصحاب السابقة في الإسلام، وآل بيت الرسول، وكل صاحب حق في بيت المال، ونظم الجداول بالنفقات الشهرية من المال المتجمع لديه في الفتوحات من أموال الفيء والعشر والخراج والأخماس.
ومما عني به تنظيم دواوين البريد؛ لشدة حاجته إلى الاتصال بعماله وتعرف أخبارهم وأحوالهم، والاطلاع على أحوال الجند الإسلامي وإيصال أخبارهم إلى أهلهم، وجعل في البلاد المفتوحة دواوين للقضاء والإحصاء والمحاسبة والبريد، وجعل ذلك بلغات أهل البلاد، وأقام عليها أناسا من أمنائهم وثقاتهم؛ لأنهم أعرف بإدارة ذلك من العرب، ووضع الأنظمة في جمع الجزية والخراج والعشور.
وهذا ما جعل مؤرخي الإسلام يجعلون عمر هو واضع هذه الدواوين في الإسلام، مع أنها كانت موجودة قبله، ولكنه هو الذي أسبغ عليها الصفة الرسمية حتى اعتبر أنه واضعها. يقول الماوردي: «والديوان موضوع لحفظ ما يتعلق بحقوق السلطة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال»، ويقول أيضا: «كان عمر أول من دون الدواوين من العرب في الإسلام، وكان السبب في ذلك أن أبا هريرة قدم عليه من البحرين ومعه مال، فقال له عمر: ماذا جئت به؟ قال: خمسمائة ألف درهم، فقال عمر: أتدري ما تقول؟ قال: نعم، مائة ألف درهم، ومائة ألف درهم، ومائة ألف درهم، ومائة ألف درهم، ومائة ألف درهم، فقال عمر: أطيب هو؟ قال: لا أدري، فصعد عمر المنبر، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، قد جاءنا مال كثير، فإن شئتم كلناه كيلا، وإن شئتم نعد عدا.» فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قد رأيت هؤلاء الأعاجم يدونون ديوانا لهم. فقال عمر: دونوا الدواوين.»
1 (2) التنظيمات الإدارية للدولة في عهده
كانت رقعة الدولة في العهد العمري تشتمل على جزيرة العرب وبلاد الشام ومصر والعراق وإيران، وقد رأى عمر أن تقسم هذه الدولة إلى عدة ولايات أو عمالات، وقد كانت الجزيرة العربية مقسمة في عهد الصديق إلى: (1) ولاية مكة. (2) ولاية المدينة: وهي مقر الدولة. (3) ولاية الطائف. (4) ولاية صنعاء. (5) ولاية حضرموت. (6) ولاية خولان. (7) ولاية زبيد. (8) ولاية زمع. (9) ولاية الجند. (10) ولاية نجران. (11) ولاية جرش. (12) ولاية البحرين.
ولما وسعت الدولة في عهد عمر قسم بلاد إيران إلى ثلاث ولايات: (1) ولاية الأهواز والبحرين. (2) ولاية سجستان ومكران وكرمان. (3) ولاية طبرستان وولاية خراسان .
وقسم بلاد العراق إلى قسمين: (1) ولاية الكوفة. (2) ولاية البصرة.
وقسم بلاد الشام إلى ثلاث ولايات: (1) ولاية حمص. (2) ولاية دمشق. (3) ولاية فلسطين.
وقسم مصر إلى ثلاثة أقسام: (1) مصر العليا. (2) مصر السفلى. (3) غرب مصر مع ليبيا.
وكانت لعمر سياسة واحدة يأمر بتطبيقها في كافة ولايات الدولة الإسلامية، وغرضه إيجاد أمة واحدة موحدة الأنظمة، موحدة الأهداف والمقاصد، وكان حريصا على أن يمتزج العرب امتزاجا بالأمم المفتوحة، يحافظون معه على تقاليدهم وعاداتهم، وألا تفسد نفوسهم؛ ولهذا أمر بتخطيط مدينتي البصرة والكوفة في العراق، والفسطاط في مصر، وكان عمر حريصا كل الحرص على تقوية الأواصر بين العرب حيثما كانوا. يقول السيد أمير علي: «لو أن عمر عاش أطول مما عاش لاستطاع بما وهبه الله من قوة الشكيمة والشخصية البارزة القوية أن يقوي من شأن الوحدة العربية ويحول دون وقوع الحروب الأهلية الطاحنة التي وقعت فيما بعد وهدمت كيان الوحدة الإسلامية.»
Bilinmeyen sayfa