وفي 25 سبتمبر سنة 1899 اجتمع البرلمان، وكان المستر شامبرلن هو الصوت الصارخ فيه، يطلب حقوق الوتلندر وتنفيذها رغما عن المستر كروجر، وبعد المفاوضة أقر الأعضاء على تسيير حملة مؤلفة من خمسين ألف مقاتل إلى بلاد الترنسفال، وفي الحال تعين المال الكافي لنفقاتها. ولما علم الرئيس ستين أن الحرب أصبحت من المقرر، أعلن بأن جمهوريته ستتحد مع جمهورية الترنسفال في محاربة إنكلترا، فأرسلت إليه تحذره من الاتحاد وتضمن له استقلاله إذا لزم الحياد، فأبى الرئيس ستين ذلك.
وبينما كانت الاستعدادات سائرة على قدم السرعة في بلاد الجمهوريتين، كان الحزب المعارض للحرب يشدد النكير على المستر شامبرلن وينشر المقالات الطوال في الجرائد ضد سياسته، وكان الرئيس كروجر يستند إلى هذا الحزب ويظن أنه سينتصر على سياسة المستر شامبرلن ويوقفها أو تتداخل الدول بينهما، وخصوصا ألمانيا، لما كانت تظهره من الانعطاف والوداد، ولكن خاب ظنه وذهبت مساعي هذا الحزب أدراج الرياح، ولم تتداخل أي دولة من الدول في هذا الأمر، بل تركتهم وشأنهم.
وفي 28 سبتمبر سنة 1899 كانت الجنود الإنكليزية المقيمة في مستعمرة الكاب محتشدة بالقرب من جلانكوي، وفي 29 منه اجتمع البرلمان في لندرا تحت رئاسة اللورد سالسبوري وأقر على إرسال الجنود إلى جنوب أفريقيا، ولكن لا يبدءون بالقتال إلا متى كمل الجيش، وقد كان سير التأهب بطيئا جدا، وقد اتهمتها بعض الدول المبغضة لها أنها تروم الحرب من زمن بعيد. وفي 9 أكتوبر أصدرت الجمهورية أمرا بإقفال جميع المناجم وحجزت مقدارا عظيما من الذهب كان مرسلا إلى إنكلترا وجمعت جنودها، وكان عددهم سبعة وثلاثين ألفا، وانضم إليها جيش الأورنج وعدده عشرون ألفا، ثم أرسلت إلى السير ألفريد ملنر بلاغا رسميا في نفس هذا اليوم تقول فيه هكذا: «أرجو تبليغ حكومتكم هذه الطلبات الآتية، وأومل قبولها منعا لما لا تحمد عقباه:
أولا:
الفصل في المسائل الحادث فيها الخلاف بيننا بواسطة التحكيم، أو بأي واسطة أخرى يصير الاتفاق عليها.
ثانيا:
الأمر بسحب الجنود الإنكليزية الواقفة على الحدود حالا.
ثالثا:
استرجاع ما زاد من الجنود التي أضيفت على جيش مستعمرة الكاب من ابتداء شهر يونيو.
رابعا:
Bilinmeyen sayfa