إهداء الكتاب
مقدمة
الجزء الأول: الترنسفال
الإقليم
الزراعة والمعادن
السكان
أشهر المدن
التجارة
إيرادات الحكومة
عوايد البوير وصفاتهم
Bilinmeyen sayfa
الجيش وقانون العسكرية
اكتشاف الذهب
الزنوج
الجزء الثاني: تاريخ الترنسفال
أصل البوير1
احتلال إنكلترا الأول
الرحيل إلى الناتال
الملك شاكا
حادثة دنجان
المهاجرة من الناتال
Bilinmeyen sayfa
الأورنج
الرحيل إلى الترنسفال
الرئيس برجر
فظائع البوير
سكسوني ومقتل يوحنا
تداخل إنكلترا
الانضمام
طلب الاستقلال
أسباب الثورة
طلب الصلح
Bilinmeyen sayfa
شركة أفريقيا الجنوبية الإنكليزية (الشار ترد)
مشروع المستر سسل رودس
أسباب حرب سنة 1899
إهداء الكتاب
مقدمة
الجزء الأول: الترنسفال
الإقليم
الزراعة والمعادن
السكان
أشهر المدن
Bilinmeyen sayfa
التجارة
إيرادات الحكومة
عوايد البوير وصفاتهم
الجيش وقانون العسكرية
اكتشاف الذهب
الزنوج
الجزء الثاني: تاريخ الترنسفال
أصل البوير1
احتلال إنكلترا الأول
الرحيل إلى الناتال
Bilinmeyen sayfa
الملك شاكا
حادثة دنجان
المهاجرة من الناتال
الأورنج
الرحيل إلى الترنسفال
الرئيس برجر
فظائع البوير
سكسوني ومقتل يوحنا
تداخل إنكلترا
الانضمام
Bilinmeyen sayfa
طلب الاستقلال
أسباب الثورة
طلب الصلح
شركة أفريقيا الجنوبية الإنكليزية (الشار ترد)
مشروع المستر سسل رودس
أسباب حرب سنة 1899
تاريخ الترنسفال
تاريخ الترنسفال
تأليف
ميشيل أغيا
Bilinmeyen sayfa
سعادة يوسف بك متوره.
إهداء الكتاب
سيدي
هذا باكورة أعمالي وبكر أفكاري، دفعني إلى تأليفه نزوع إلى التشبه برجال الأدب وأصحاب الأقلام؛ تطفلا على موائدهم، مع علمي الأكيد بفتور القريحة وقلة البضاعة، لكن لي في حسن القصد والغاية ما يضمن لي العذر في تقصيري عن بلوغهما. وقد لاقيت من تنشيطك إياي أثناء الاشتغال به ما شدد عزيمتي الواهنة وأثار همتي الوانية، فرأيت من الواجب علي أن أقابل الفضل بالشكر، فأهديت هذه الباكورة إليك، مصدرة برسمك الكريم عوذة لها، فاقبلها غير مأمور؛ إن في قبولها تنشيطا لهذا العاجز، لا زلت له زخرا.
ابن أختك
ميشيل أغيا
خريطة الترنسفال
مقدمة
لما نشبت الحرب الأخيرة بين الترنسفال وبريطانيا العظمى، اتجهت أنظار العالم المتمدن وجهة الأولى منهما، وتشوق قراء الجرائد ومحبو الأخبار إلى الوقوف على أحوالها، وودوا لو يكون لديهم من الكتب ما يستعيضون به على معرفة البلاد وسكانها، وشيء من تاريخها وجغرافيتها، ويرجعون إليه في تعيين مواقع مدنها المشهورة ومضايقها وحصونها، التي كثر ورود أسمائها في الرسائل البرقية التي نقلت أخبار الحرب.
وشعرت بهذه الحاجة في من شعر بها، فرأيت أن أقدم لجمهور القراء كتابا جمعت فيه زبدة أخبار تلك البلاد بمشتملاتها، مبينا فيه عادات أهلها وعقائدهم، وأحوالهم الاجتماعية، وما هم عليه من الحضارة والمدنية، وأتيت على طرف من تاريخها وكيفية استعمارها، وما فيها من مصادر الثروة، إلى آخر ما يهم الوقوف على معرفته، ملتزما في جميعه الإيجاز مبتعدا عن التطويل الممل.
Bilinmeyen sayfa
وجل ما أتمناه أن يقع هذا الكتاب موقع القبول والاستحسان من المطلعين عليه، وأن يتجاوزوا ما فيه من الخطأ والهفوات؛ ففوق كل ذي علم عليم.
الجزء
الترنسفال
موقعها الجغرافي، حدودها ومساحتها
الترنسفال بلاد واقعة في جنوب القارة الأفريقية ما بين درجة 28 من العرض الجنوبي ودرجة 38 من الطول الشرقي، يحدها جنوبا نهر الفال وبلاد أورنج وبلاد الناتال وجريكالان الغربية، وشمالا نهر ليمبوبواي (نهر التمساح)، وشرقا جبال ليمبوبو وصحراء كالأري وبلاد الزولس، وغربا مستعمرة الرأس والباشوانالند، ويبلغ محيطها ألفا وستمائة ميل، ومساحتها ثلاثمائة وخمسة عشر ألفا وخمسمائة وتسعون كيلومترا مربعا.
جبالها
فيها سلسلة جبال عظيمة تخترقها من الشرق إلى الغرب، وتتألف هذه السلسلة من جبال دراكنستين، وجبال ليمبوبو، وجبال دراكنسبرج، وجبال بلوبرج، وجبال زوتنسبرج، وجبال ليدنبرج، وفيها أيضا جملة جبال صغيرة وتلال لا موضع لذكرها هنا.
أنهارها وبحيراتها
أما أنهارها فهي: «نهر ليمبوبو»: ومنبعه من جبال بالقرب من برتوريا ومصبه في المحيط الهندي، ويبلغ عرضه عند مصبه ثلاثمائة متر تقريبا، وماؤه يهدأ في فصل الشتاء ويهيج في فصل الصيف، وبعد أن يصب في نهر الأفيال يأخذ ماؤه بالنضوب لكثرة التبخر ويغور في أرضه الرملية. ويروي هذا النهر أراضي واتربرج ويمر بجبال مورال وزوتنسبرج، وفيه اثنا عشر شلالا؛ ولذلك لا يصلح للملاحة، وكانت التماسيح تكثر فيه، وعلى ضفتيه كثير من جاموس البحر، والسباع، والقردة، والزرافات، والأفيال. «نهر الأفيال»: ومنبعه من جبال كليستابيل وتافلكوب، ويروي أراضي ميدلبرج، ويمر ببلاد تكثر فيها المعادن، وضفافه خصبة بأنواع المزروعات والمراعي ، وكانت الفيلة تكثر فيها، على أنها آخذة بالانقراض. وهو لا يصلح للملاحة أيضا. ويقطن في الجهات التي يمر فيها هذا النهر كثير من الزنوج غير مبالين برداءة الإقليم، وكثرة الأمراض التي تردي بكثير منهم في زمن الصيف. «نهر الفال»: ومنبعه من جبال هوج فيلد، ويجري في أراضي أزملو، ويروي القسم الجنوبي من الترنسفال، وبه كثير من الجزر، وتزرع على جوانبه الذرة، ويصب في نهر أورنج، عند جريكلان، وهو كالذي تقدم ذكره من الأنهار لا يصلح للملاحة. «نهر أم كوماس»: يجري في أراضي الترنسفال، ويصب في خليج دلاجوي البرتغالي، وفيه كثير من التماسيح، وثعابين البحر، والسمك الأصفر، وتكثر على ضفتيه الغزلان، والتيوس البرية، والأرانب، والبط، والإوز البري، وغير ذلك؛ مما يجعلها مطمحا لأبصار الصيادين الذين يأتونها طلبا للصيد والارتزاق. «نهر الكاب»: ومنبعه من الجهة الجنوبية من الجبال القريبة من باربرتون، وله فروع كثيرة، أشهرها نهر الملكة، والبلاد التي يمر بها رديئة الإقليم، أما الزراعة على ضفتيه فقليلة في فصل الشتاء؛ لقلة مياهه، وتكثر في فصل الصيف حين فيضانه.
بحيراتها
Bilinmeyen sayfa
أما بحيراتها فقليلة جدا، لا تستحق الذكر، ما عدا بحيرة كريستي في إسكوتلندا الجديدة، ويبلغ محيطها ستة وثلاثين ميلا، وهي عميقة جدا.
حيواناتها
أما حيواناتها فهي أجمل حيوانات أفريقيا، لا سيما السباع الصفراء التي تكثر في جهة زوتنسبرج. وحمير الوحش في الجهات الشمالية من الترنسفال. وجاموس البحر، ويبلغ طوله ثلاثة أمتار وستين سنتيمترا، ويتواجد في نهر ليبومبو، وفي الأنهار القريبة من المحيط الهندي، وقد منعت الحكومة صيده بالأسلحة النارية. والزرافة ويبلغ طولها ستة أمتار، وأكثر ما يوجد منها في الجهات الشمالية. والجاموس ويمتاز عن الجاموس المصري باتصال قرنيه من الوسط وانفصالهما من الطرفين، ويبلغ طول الجاموس الواحد نحو مترين ونصف، وارتفاعه مترا وسبعين سنتيمترا. وكان في البلاد كثير من الضباع وابن آوى، ولكنها أخذت بالانقراض لانتشار الأسلحة النارية المفرقعة. ومن حيوانات هذه البلاد أيضا الفيران والقطط البرية، والنموس الحمر، والفهود والقردة، ومنها نوع يسمى قرد شاسينا، وهو نبيه شديد القوة ، قابل للتعليم ، ولكن البري منه خبيث يسطو على الحدائق، ويقتلع الأشجار الصغيرة، ويفترس الحملان، فيشق بطنها ويشرب ما فيها من اللبن الذي ترتضعه من أمهاتها، وهذا النوع يمتاز بقوة حاسة الشم؛ ولذلك له فائدة مشكورة عند أهل البلاد هناك؛ حتى إذا ما اشتبه أحد في شيء وظن به سما وضعه أمام هذا القرد، فإن أكل منه كان خاليا من السم وإلا فلا، وبعض الناس يأخذ صغار هذا النوع ويربيه في الورش ويعلمه النفخ على كير الحداد، وسحب المنشار مقابل النجار، ويستعين به في كثير من الأعمال، وبعضهم يربيه في المنازل، ويعلمه إحضار الأشياء من موضعها، وتوصيل البقر إلى الحقول، وحراثة المواشي، وسوقها في المساء إلى الزرائب. ومن أنواعها أيضا نوع يسمى «الماهي» يأتلف جماعات، وهو في حجم الفأر، ومن خصاله أنه ينام في النهار ويستيقظ عند غروب الشمس، ويظل يقفز من مكان إلى مكان، بدون انقطاع حتى يطلع الفجر، ثم يصعد إلى مرتفع وينام. ومن أنواعها أيضا نوع يسمى «الميركاتس» يخرج في المساء من أوجرته ويقف على قدميه، ويحدق بالناس كالمندهش منهم، ويذهب من حيث أتى. وهو شجاع، قوي، يفترس الكلاب، فهي تخشاه وتهرب منه. وتكثر في تلك البلاد الخفافيش
1
على اختلاف أجناسها، ومنها نوع برتقالي اللون.
أما الطيور فأهمها النعام، ويكثر على شواطئ نهر الفال، والصقور، والنسور ذوات المخالب القوية، ترفع صغار الغنم وتطير بها، وهناك أيضا طير يسمى «السكرتير» له ريشة وراء أذنه تشبه القلم إذا وضع وراء أذن الكاتب، وهو السبب في تسميته بهذا الاسم. وهناك أنواع البوم والكركي وأبو قردان، والديوك البرية، والحجل الرمادي والأحمر، ودجاج فرعون على اختلاف أجناسه. ويوجد أيضا طير قبيح المنظر، يسمى «الكالو»، تنبعث منه رائحة كريهة، وله منقار طويل، وهو أشبه شيء بالديك الهندي، يعيش جماعات، ويأكل الجيف، وتعتقد قبائل الكفرة أنه إذا ذبح ورمي في نهر جاف قريبا من أحد الجبال تنفجر المياه من الجبل لتبعده عنه، ويكون ذلك سببا في إفعام النهر حسب زعمهم.
ومن الطيور أيضا طير يسمى «الفيسكال»، يصنع عشه من الشوك، ويصطاد العصافير الصغيرة والسحالي والضفادع، ويرشقها فيه ليأكل منها متى شاء. ويوجد أيضا البط والإوز، والبلبل الذي يغرد على أغصان الشجر من غروب الشمس إلى شروقها بدون انقطاع، ويوجد أيضا كثير من الطيور المختلفة الأشكال التي لا يوجد مثلها في البلاد المصرية.
ومن أنواع الثعابين ثلاثة؛ واحد يسمى «الموسكاتر»، خال من السم، يعيش في المغازل، فيألفها، ويستخدمونه في طرد القطط وصيد الفيران، ونوع يسمى «التفاف» وهو محب للأذى، يبصق بصاقا ساما، ونوع يسمى «البرجادر» وهو من الثعابين السامة أيضا، ويعيش في الجبال والأماكن الحارة. وفيها من أنواع الأفعوان ثلاثة، واحد يسمى البيتون، ويختلف طوله من سبعة أمتار إلى ثمانية، وهو سام، لكنه ليس شديد الخطر كالنوع الثاني المسمى «الناجاهاج»؛ فإنه مخيف جدا يرهبه كل من يراه لجرأته وخبثه وميله للأذى، ويختلف طوله من متر ونصف إلى مترين، ويركض وراء الخيال ساعات متوالية ويقذف السم من فمه إلى بعد 40 قدما، والنوع الثالث هو أفعى سامة لها أربعة أرجل، ولكنها لا تستطيع القفز إلى الأمام بل إلى الوراء.
أما التماسيح فهي كثيرة جدا في بعض الأنهر، ويبلغ طول الواحد خمسة أمتار، ومنها نوع بدون أعين ولا آذان، له في رأسه فتحة تشبه الفم، وفتحتان يشبهان الأنف. وهناك أيضا سلاحف صغار تأوي إلى الأنهار، وضفادع يبلغ طول الواحد منها خمسة عشر سنتيمترا فعشرين، وكثير من أشكال الحرباء.
وتهب ريح من الغرب في بعض الأحيان، فتحمل كثيرا من الجراد، فتأكل منه الخيول، والبقر، والغنم، والكلاب، والدجاج، والسمك، والحيوانات المفترسة، وتأكله الزنوج أيضا مشويا، ويحوم عليه نوع من العصافير يسمى «الراعي» فيأكل الميت منه، وما فضل عن الحيوانات المذكورة، وتسطو الكراكي على هذه العصافير فتفترسها. أما العنكبوت فنوعان: الأول يبلغ طوله ثلاثة سنتيمترات، ويأوي إلى البيوت، أما الثاني فإنه مثل الأول في الحجم يكثر في زمن المطر، فينسج بيته من شجرة إلى أخرى. وفي تلك البلاد أيضا النمل الأبيض، وهو يلحق بعض الخسائر بالمنازل والحدائق، وهناك أيضا كثير من العقارب والخنافس، ونوع من الذباب يلتصق بالناس والبهائم، فيمتص من دمائهم، ولشدة أذاه يستعمله بعض القبائل عقابا للمجرمين، فيؤتى بهم، ويربطون إلى شجرة بعد أن يعروا من ثيابهم، ويتركون عرضة للذباب، فيتهافت عليهم، ويمتص دماءهم، فيذهبون فريسة له. وهناك أيضا نحل بري يستخرج منه العسل الأبيض، وفي بعض الأحيان ينقلب عسله سما؛ وذلك إذا أكل عشبا ساما يسمى «الإيفورب»، وإذا أكل الإنسان منه يشعر في الحال بالتهاب في الحنجرة، فإن لم يسرع لاتخاذ الترياق اللازم مات في الحال. ويوجد كثير من أنواع الفراش الملون بألوان مختلفة، ومنه نوع جميل جدا، إذا طار امتدت وراءه سحابة نيرة أشبه شيء بالخيط الأبيض.
Bilinmeyen sayfa
الإقليم
يتصف سكان الترنسفال بقوة البنية وجودة الصحة والنشاط؛ وتعزى هذه إلى جودة الهواء واعتدال الطقس؛ لأن البلاد مرتفعة عن سطح البحر ألفا ومئتي متر. والإقليم على أجوده في الجهات الشمالية منها وفي بعض الأواسط، وتقل جودته بالقرب من نهر ليمبوبو، وفي الجهات المحاذية لبرج الجدي؛ فالهواء هناك حار والماء آسن؛ ولذلك تكثر فيها الحميات الخبيثة، وسائر الأمراض العضالة، وكثيرا ما تفتك بأهل تلك الأنحاء، وأما في الأخرى فإن الهواء نقي جاف والجو صحو صاف. وبالجملة فإن الطقس يماثل طقس أوروبا الجنوبية وبعض أقسام من مستعمرة الكاب. ويبتدئ الشتاء فيها من شهر أبريل وينتهي في شهر أغسطس، وتكون درجة الحرارة في هذا الفصل من 15 إلى 18 بميزان سنتي جراد، ويكون معتدلا نهارا ويشتد البرد ليلا، ويبتدئ الليل هناك من الساعة السادسة بعد الظهر، وينبثق الفجر الساعة السادسة صباحا. وأما فصل الصيف فابتداؤه غرة شهر سبتمبر وانتهاؤه في أواخر شهر مارس، ويكون الطقس حارا نهارا، ورطبا ليلا، ودرجة الحرارة من 18 إلى 23 بميزان سنتي جراد، ويبتدئ الليل من الساعة السابعة بعد الظهر وينتهي في الساعة الخامسة صباحا، وتهب فيه الزوابع العظيمة ويتساقط البرد، وتبتدئ الأمطار وتكثر في شهر يناير وفبراير ومارس. وكان معدل ارتفاع مياه الأمطار عن سطح الأرض بمدينتي بريتوريا وجوهانسبرج في السنين الثلاث كما هو في الجدول الآتي:
جدول ارتفاع المياه.
سنة 1894
سنة 1895
سنة 1896
مليمتر
مليمتر
مليمتر
جوهانسبرج
Bilinmeyen sayfa
885
720
657
برتوريا
910
518
475
جدول فصول السنة.
الشتاء
يونيو
Bilinmeyen sayfa
يوليو
أغسطس
الربيع
سبتمبر
أكتوبر
نوفبر
الصيف
ديسمبر
يناير
فبراير
Bilinmeyen sayfa
الخريف
مارس
أبريل
مايو
تقسيم بلاد الترنسفال
تنقسم هذه البلاد إلى ثلاثة أقسام: قسم أعلى وقسم متوسط وقسم أسفل.
أما القسم الأعلى، فهو مشهور بكثرة المعادن، خصوصا الفحم الحجري والحديد، وتبلغ مساحته 90650 كيلومترا مربعا، يحده جنوبا جبال دراكنسبرج، وشرقا جبال ليبومبو، وغربا مقاطعة ويتواتر سرند، ويحيط به من الجهات الثلاث جبال شاهقة، يختلف ارتفاعها من ألف إلى ألفي متر، وذلك مما يكسب سكان تلك الأنحاء صحة ونشاطا؛ لجودة الهواء واعتدال الإقليم.
أما القسم الثاني فهو مشهور بجودة الأرض، وفيه أحسن أراضي الترنسفال الزراعية، ففيه الرياض النضرة، تجري فيها الأنهار الكثيرة، وتبلغ مساحته 69940 كيلومترا مربعا، وهو ما بين جهة بشوانلند ومقاطعة ويتواتر سرند، ويحده جنوبا مملكة أورنج وشمالا نهر ليبومبو.
والقسم الأسفل يضاهي القسم الأعلى في الزراعة، وتبلغ مساحته 155000 كيلومتر مربع، ومع انخفاض أراضيه فإن الحرارة فيه أشد منها في القسمين السالف ذكرهما.
الزراعة والمعادن
Bilinmeyen sayfa
أما أراضي هذه البلاد فشديدة الخصب، تعطي إثمارها في حينه، ويمكن لزارعها أن يزرعها مرتين في السنة، وهي أحسن أرض في جنوب أفريقيا وأخصبها؛ وأكثرها يزرع حبوبا، وهي سريعة النمو، وفيها صنف من الحبوب أشبه شيء بالكزبرة، يزرع في شهر سبتمبر أو أكتوبر، ويحصد في شهر مارس، ويطحن ويصير كالبرغل. والجزء الشمالي منه مشهور بزراعة العنب، والدخان، وقصب السكر، والقطن. يوجد صنف من العشب يزرع في الحدائق، فيكسوها خضرة، ويختلف طوله من متر إلى مترين وعشرة سنتيمترات، ويستعملونه في تسقيف المنازل، فيضعونه فوق الأخشاب. وأما مقاطعة برتوريا فمشهورة بالفواكه، حتى إذا غرست الأشجار في شهر مارس، وتطعمت في شهر أكتوبر، تثمر في السنة الثانية من زمان غرسها.
وقد اشتهرت الترنسفال بكثرة معادنها، فإنها تلد المعدنين النفيسين؛ وهما الذهب والفضة، على ضفاف نهر الكاب وبالقرب من نهر التمساح، وفيها مناجم النحاس في ناحيتي واتربرج وزوتنسبرج. وكانت قبائل الكفرة القاطنة على شواطئ نهر لمبوبو تعرف النحاس من زمن بعيد، وكانوا يستنبطونه من مناجمه. وفي جهات ليدنبرج، وأوتربرج، وسوتنزبرج يكثر الحديد، وهو ظاهر على وجه الأرض. وفي مقاطعة ميدلبرج يوجد النيكل والكوبلت، وكثير من حجر الجرانيت. وفي مقاطعة إسكوتلندا الجديدة يوجد الفحم الحجري. وفي أقسام ميدلبرج وجبال دراكنسبرج، وبالقرب من بريتوريا توجد الأحجار التي يصنع منها الجير. وفي ليشتنبرج وسوتنسبرج توجد البرك والمستنقعات التي يستخرج منها الملح. وفي مقاطعات واكرستروم واترتش وزوتنسبرج غابات عظيمة، فيها أخشاب صفراء. وفي مقاطعة سوتنسبرج خشب الأبانوس والمهوجني، وباقي الأخشاب الثمينة، وأخشاب البناء، وأشجار يستخرج منها زيت القطران.
السكان
ينقسم سكان الترنسفال إلى أربعة أقسام؛ زنوج، ووتلندر وبوير، وأفريكندر.
أما الزنوج فهم أصحاب البلاد الأصليون، وهم عبارة عن قبائل من الجنس الأسود.
أما الويتلندر فهم الغرباء الذين استوطنوا تلك البلاد، والأفريكندر هم الهولنديون المولودون في أفريقيا. وأما البوير فإنهم أتوا بعد الأفريكندر وافتتحوا البلاد، وأخذوها من أصحابها، ونظموا إدارتها، وجعلوها لنفسهم وطنا عزيزا.
وقاطن في الجهة الشمالية من الترنسفال ثلاث قبائل عظيمة، وهي المكالاك والمتابيل والمتانيا، ويتصف رجال هذه القبائل بالقوة والشجاعة، فلا يهابون القتال، ولا يخافون الموت الزؤام، وفي الجهة الغربية أربع قبائل، وهي قبيلة الشيلي، وقبيلة البنجوكسي، وقبيلة البارالنج، وقبيلة الكورانا. وقد بلغ عدد سكان الترنسفال «1089156 نفسا» حسب إحصاء سنة 1898.
أشهر المدن
بريتوريا
وهي عاصمة الجمهورية ومركز إدارة الحكومة، وقد سميت بهذا الاسم نسبة لبرتوريوس قائد البوير الأول. ويبلغ طول بعض شوارع تلك المدينة ميلين، يظللها شجر اللبخ المزروع على الجانبين، أما منازلها ففي غاية العظم والفخامة؛ يفصل بينها مسافات طويلة، ويحيط بها البساتين الغناء، ويجري فيها الماء، وعلى ضفاف تلك المجاري أشجار السفرجل، والتفاح، وسائر أنواع الفواكه؛ مما يزيد في جمالها. وحين يرخي الليل سدوله عليها تلبس حلة الأنوار الكهربائية، فتتألق فيها، فتكون كعروس حسناء لبست حلاها، فازدادت بهجتها وتسامت قيمتها. وهواؤها في الشتاء منعش للأبدان، والرطوبة قليلة، وتشتد الحرارة في الصيف. ويبلغ عدد البيض فيها خمسة عشر ألف نفس، والسود عشرة آلاف نفس، والمدينة كافية لسكنى نصف مليون من البشر على الرحب والسعة. وفيها سوق كبير يسع جميع السكان القاطنين فيها. وفي كل صباح يغص بالعربات المغطاة بالقماش الأبيض تجرها الثيران، والراكبون عليها من الطبقة السفلى من السكان، يقصدون هذا السوق لقضاء حوائجهم. وفي وسطه بناء مرتفع مربع، تدل هيئته على قدمه مع حفظ رونقه الذي لم يقو طول الزمن عليه، وهو كنيسة هولندية بنيت يوم تأسست المدينة، ولها في عيون البوير منزلة رفيعة؛ لأنها من كنائسهم القديمة. وحول دائرة السوق المصالح العمومية والبنوكة، وسراي الحكومة، وهو بناء مرتفع مربع، يحتوي على ثلاث طبقات، وفي أعلاه قبة كبيرة نصب عليها تمثال الحرية قابضا بيده على راية الجمهورية، وهي بشكل الراية الهولندية تتميز عنها بلون أخضر.
Bilinmeyen sayfa
جوهانسبرج
كانت هذه المدينة قطعة أرض فسيحة، يمتلكها رجل من البوير اسمه يوحنا، وذلك سنة 1868. وفي سنة 1885 اكتشفت فيها مناجم الذهب، فأخذتها الحكومة منه.
وفي غرة سبتمبر سنة 1886 بلغ عدد العمال في مناجمها ستة آلاف رجل، فأسسوا هذه المدينة، وشيدوا فيها المنازل وأنشئت فيها المعامل، وسميت باسم صاحبها الأول جوهانسبرج (مدينة يوحنا). وفي سنة 1887 قسمت الحكومة أراضي تلك المدينة إلى 900 قطعة، مساحة كل قطعة منها خمسون قدما مربعا، وكانت تبيع القطعة بمائة وخمسة وسبعين فرنكا، ولم يزل ثمنها في صعود إلى أن بلغ ثمن القطعة الواحدة عشرين ألف فرنك. وطول المدينة ثمانية كيلومترات من الشرق إلى الغرب، وعرضها كيلومتران من الشمال إلى الجنوب. وعدد سكانها حسب إحصاء سنة 1896 «100723 نسمة»، ينقسمون هكذا:
أوروبايون
51225
زنوج
42533
هنود وصينيون
40187
أخلاط
Bilinmeyen sayfa
2878
100723
وهاك بيان كل جنس على حدته من الأوروبيين:
إنكليز
34338
بوير الترنسفال
6205
بوير أورنج
1745
روسيون
Bilinmeyen sayfa
3333
ألمانيون
2262
هولنديون
819
فرنساويون
402
سويديون
302
إيطاليون
Bilinmeyen sayfa
206
أمريكيون
616
أخلاط
997
51225
مدينة جوهانسبرج سنة 1882.
أحد شوارع مدينة جوهانسبرج سنة 1896.
ومن هذا الإحصاء يعلم أن العنصر الإنكليزي أكثر من سائر العناصر الموجودة فيها، وللإنكليز أكثر الأملاك وأكبر موارد الثروة. وقد بلغ تعداد السكان لغاية 1899 «150000 نفس». والداخل إلى جوهانسبرج يرى بأجلى بيان أنها مدينة صناعية محض، لا تختلف في هيئتها عن المدن الأوروبية. ومداخن الفوريقات مرتفعة في الجو، تقذف الدخان من أفواهها، فيتصاعد في الهواء ويذوب فيه، ويطير في الهواء تراب ناعم فيلتصق بالوجه والشفتين والحدق، وهذه الأتربة هي التي تتصاعد من خمسة آلاف طاحونة معدة لسحق الأحجار المتحد بها الذهب. وفي شوارع المدينة أعمدة ثخينة يحمل بعضها الأسلاك البرقية، والبعض يحمل أسلاك الكهربائية، التي يسير بها التراموي، وفي المدينة جملة كنائس للمسيحيين على اختلاف مذاهبهم، وشركتان إحداهما لتوزيع الماء والثانية للغاز. ويصدر فيها يوميا ثلاث جرائد تطبع فيها. وفيها تياترو وقهوة كبيرة عمومية، يؤمها الصناع زمرا حينما تسمح لهم الفرص بعد الفراغ من أشغالهم. وفيها ما عدا ذلك من القهاوي الصغيرة والكلوبات والملاهي شيء كثير. ومما يقضي بالعجب والدهشة أن المدينة بلغت هذه الدرجة في نحو خمسة عشر عاما مضت من تاريخ تأسيسها. ومع كثرة قاصديها من كل فج للانتفاع بكنوزها، فهي لا تضيق بهم ذرعا؛ لكثرة الأشغال العظيمة فيها وأرباحها الجسيمة التي لم يؤثر فيها غلاء الأثمان وارتفاع أجور المنازل؛ فأقل منزل فيها لا يمكن استئجاره بأقل من ثلاثين جنيها في الشهر الواحد، وثمن أي مشروب في القهاوي لا يقل عن خمسة غروش، ولو كان فنجانا من القهوة. وبالجملة فإن مكاسبها عظيمة جدا، تكفي لهذه النفقات، ويتوفر منها مبلغ جسيم. والدليل على ذلك ما نراه من عظم ثروة الإنكليز وغيرهم، الذين ذهبوا إلى هذه البلاد النائية فقراء لا يملكون شروى نقير، وعادوا إلى بلادهم وثروتهم تقدر بالملايين.
ومما يروى من هذا القبيل أن إيطاليا أتى هذه المدينة في سنة 1889 واستخدم في إحدى القهاوي، ولما رأى رواج أشغال الذهب شمر عن ساعد الجد، وصار يسعى في جمع الثروة من هذه المهنة، تاركا القهوة لأصحابها، وبعد ثمان سنوات رجع إلى بلاده ومعه من الثروة ما ينوف عن خمسة ملايين من الفرنكات. وأمثاله كثير ممن يهاجرون إلى هذه البلاد ذات المناجم الذهبية، وقد قدر الذهب المستخرج منها في تسع سنوات ابتداؤها سنة 1887 «322518 كيلوجراما». وقد اتفق الجيولوجيون أنه إذا حفر في الأرض منجم على عمق ثمانمائة متر يستخرج منه من الذهب ما لا تقل قيمته عن عشرة مليارات من الفرنكات، وإذا حفر على عمق ألف ومائتي متر يستخرج منه ما يساوي سبعة عشر مليارا من الفرنكات، وقس على ذلك.
Bilinmeyen sayfa
بوتشستروم
كانت هذه المدينة عاصمة الجمهورية قبل برتوريا إلى سنة 1863، واسمها هذا مركب من أسماء ثلاثة أشخاص من نخبة البوير الذين خدموا بلادهم خدمات جليلة، فسميت هذه المدينة بأسمائهم تخليدا لذكرهم، وهم بوتجتر وشرف واستوكنستروم، فأخذوا الثلاثة حروف الأولى من الاسم الأول وحرفا واحدا من اسم الثاني وأربعة أحرف من الاسم الثالث، فصارت بوتشستروم، وهذه المدينة واقعة على نهر الموي، وبها محطة سكة حديد على خط جوهانسبرج الذي ينتهي في كلير كسدورب، وشوارعها منتظمة طويلة، تظللها أشجار الصفصاف المتراخية الأغصان على المنازل المحاطة بالحدائق الغناء، ذات الرياض الفيحاء.
ميدلبرج
هي عاصمة مقاطعة ميدلبرج، أخذها البوير من البازوتس في سنة 1839. وفي سنة 1848 أسسوا فيها حكومة جمهورية مستقلة. وفي سنة 1858 انضمت لجمهوريتهم مقاطعة إيترتش، وما زالوا كذلك إلى سنة 1860، ثم ألغيت حكومتهم وانضموا إلى جمهورية الترنسفال.
زيروست
هي عاصمة مقاطعة ماريكو، وموقعها على نهر ليمبوبو، وهي مشهورة بجودة أرضها وحسن زراعتها، وبها كثير من البساتين؛ ولذلك لقبت بحديقة الترنسفال.
كروجر سدورب
لهذه المدينة شهرة واسعة على صغرها وحقارتها، والبوير يزورونها سنويا؛ لأن فيها مقابر أبطالهم العظام الذين ذهبوا شهداء الوطن، وهي محطة على فرع سكة حديد جوهانسبرج.
كليركسدورب
هي بلدة صغيرة ينتهي إليها سكة حديد جوهانسبرج، ويخترقها نهر شون سبروت، ويبلغ عدد سكانها 2300 نفس.
Bilinmeyen sayfa