============================================================
التاريخ الصال التاريخ الصالحي من غير المعروف متى بدا "ابن واصل" بتأليفه، ولكتنا نعرف أنه أنهاه في أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب بن محمد بن أيوب بن شاذي وذلك بعد دخول دمشق في سنة 136ه والمرجح لدينا أنه مختصر من "التاريخ الكبير" الذي يعتبر ضائما حتى الآن.
فهو بححمه وموضوعه لا يمكن تدبيجه وتأليفه في بضعة أشهر بل إن المؤلف كان أنجز ما أنجز من كتابه، وعندما دخل الملك الصالح دمثق قام باهداء الكتاب له، وسماء "التاريخ الصالحي" تقربا إليه، وأفاض في مدحه بشكل لافت، مغرقا الفاظ المديح والثناء عليه، بوصفه في المقدمة بهالمالم، العادل، المجاهد، المرابط، المثاغر، المؤيد، المظفر، المنصور، نجم الدنيا والدين، سلطان الإسلام، ملك المسلمين، قامع الخوارج والمارقين، مبيد الطغاة والمتمردين، ناصر آمير المؤمنين خلد الله في السعادة فلكه، وأباح لعدوه هلك، بما اشتهر في آفاق الأرض أمره، وعم سائر البسيطة ذكره، من الأوصاف المنيفة، والأخلاق الشريفة والمآثر المتكاثرة، والمحاسن المتضافرة، والأفكار الثاقبة، والآراء الصائية، والعلم الباهر، والعقل الوافر، والمجد الباذخ، والشرف الشامخ، والحسب الزكي، والمحل العلي، مع ما تقرب به من إقدام يجريه على زيد الفوارس ثوب الفخار، وجود يلزم حاتم الطائي وضمة العار.90 واستمر * ابن واصل" يدتج المديح عدة أسطر أخرى، إلى أن فاضت قريحته ببيتين من الشعر: على العبد حق فهو لابد فاعل وإن عظم المولى وجلت فضائل ألم ترنا نهدي إلى الله ماله واذ كان عتا في غنى فهو قابل وبعد ذلك يشير إلى اختصاره للكتاب بقوله: "وقد خدم المملوك بتاريخ قد أوجز إلى الغاية لفظه، لتشفل مطالعته ولا يتعذر حفظه، مع استيعابه لأكثر الحوادث المشهورة، وتأوله لمعظم الوفائع المذكورة" .
وفي آخر الكتاب يعود المؤلف إلى كئل الشناء على الملك الصالح من جديد، ويضيف أته مالك رقه، آي آنه من أرقاء الملك الصالح
Sayfa 41