Modern Nejd Tarihi ve Ekleri
تاريخ نجد الحديث وملحقاته
Türler
25
اصطدم هناك بأهلها وهم ألف ومائتان، فكانوا عليه مثل أهل الرس. نصب الباشا مدافعه وضرب البلدة فهدم سورها وأباحها لجنوده، فدخلوها فاتكين مكتسحين. لم ينج حتى الحريم من سورة بل من شهوة الجيوش الهائجة، وقد ذبح ثمانمائة في البيوت والأسواق حربا وخدعة. قال ابن بشر: «كان الروم
26
يأتون أهل البيت أو العصابة المجتمعة فيقولون: الأمان، فيأخذون سلاحهم ويقتلونهم.»
بعد أن نهب الروم ضرمة وهتكوا عرض حريمها، وذبحوا ثلثي أهلها ففر الباقون هاربين، دمروها تدميرا وساروا إلى وادي حنيفة، فمروا بالجبيلة ثم بالعيينة ثم أشرفوا في أواخر جمادى الأولى على الدرعية، وكان عبد الله بن سعود وأخوه فيصل وغيرهما من آل سعود قد خرجوا بجموع من أهل المدينة للدفاع، فتوزعوا في الوادي وأقاموا فيه وفي منعطفاته المتاريس.
كانت الدرعية قائمة على الآكام إلى جانبي الوادي
27
ولا يتمكن منها الجيش القادم من الوشم أو من سدير إلا إذا اجتاز واديها وصعد إلى الربوة الشرقية فنصب مدافعه هناك؛ لذلك خرج أهل المدينة يصدمون المصريين ويناجزونهم ليمنعوهم من إحراز ذاك المركز الخطير.
كان جيش إبراهيم باشا عندما وصل إلى الدرعية وباشر حصارها في 29 جمادى الأولى 1233 / 6 أبريل 1818، مؤلفا من أربعة آلاف من المصريين والألبانيين، وخمسمائة من المغاربة، وبضعة آلاف من عربان مطير وحرب وعتيبة وبني خالد، ونحو ألفين من العمال والخدم، وعشرة آلاف من الجمال حاملة المؤن والذخيرة.
استمر الحصار خمسة أشهر وبضعة أيام فتعددت فيه الوقعات واشتدت الحملات، وكانت الغلبة غالبا لآل سعود، ولكن النجدات كانت ترد متوالية على إبراهيم، فتجيئه الجنود والذخيرة من مصر، والأرزاق من البصرة والمدينة، والغنم والسمن من القصيم. ومع ذلك فقد نكب في (16 شعبان / 21 يونيو) نكبة كادت تقضي عليه، فبعد أن انهزم يومئذ في وقعة قتل فيها مائة وستون من رجاله هبت ريح السموم فحملت شرارة من نار إحدى الخيم إلى مستودع الذخيرة، فاشتعل البارود، وتفجرت القنابل وأتلف كل ما كان هناك، بل امتدت النيران إلى مستودع القمح أيضا فاستحال في ذاك اليوم رمادا. قال إبراهيم لطبيبه الإفرنسي: خسرنا كل شيء ما عدا شجاعتنا وسيوفنا. والحق يقال: إن لولا الشجاعة والعزم والثبات، تلك السجايا الكبيرة فيه، لعاد من الدرعية بعد تلك الفاجعة مدحورا.
Bilinmeyen sayfa