============================================================
قال الشيخ أبو جعفر الطبري رحمه الله تعالى بويع له بالخلافة بالكوفة يوم توفي والده.
وفي سنة إحدى وأريبعين سار معاوية بن أبي سفيان إلى الكوفة فالتقى هو والحسن عليه السلام بمسكن من الكوفة فاصطلحا وسلم السن الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان: وذلك أنه لما بابيع أهل العراق الحسن ابن علي رضي الله عنه على الخلافة طفق يشرط عليهم إنكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاريون من حاريت فارتاب أهل العراق الحسن ابن علي رضي الله عته وقالوا ما هذا لكم بصاحب فلم بلبث الحسن إلا قليلا حتى طعن طعنة اسوتة فازداد بغضا لهم وذعر منهم فكاتب معويه وأرسل اليه بشروط وقال إن أعطيتتي هذا فأنا سامع مطيع وعليك أن تفي لي به ورقعت صحيفة الحسن في يد معويه وقد أرسل معويه قبل ذلك إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختومة على آسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما أحببت وشئت فهو لك فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التي كان كتب بها الى معويه قبل ذلك وأمسكها عنده وأمسك معويه صحيفة الحسن التي كان أرسلها إليه وسأله ما فيها وخرج الحسن بالناس حتى نزل العداين وبعث قيس بن سعيد على مقدمته في اثتي عشر ألفأ وأقبل معويه من أهل الشام فبينما الحسن في المداين إذ نادى منادي في العسكر إلا أن قيس بن سعبد قد قتل فانفر وافتقروا بسرادق الحسن حتى نازعوه بساطأ كان تحته.
فلما التقى الحسن ومعويه (45) سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي شرطها في السجل التي ختم في أسفله فأبى معويه أن يعطيه ذلك وقال لك ما كتبت إلي تسألني فيه فإني أعطيتكه حين جاءني كتابك فاتفقا على ذلك وكان عمرو بن العاص حين اجتمعوا بالكوفة قد كلم معويه أن يأمر الحسن أن يقوم فيخطب التاس فكره معويه ذلك فلم بزل عمرو بمعويه حتى آطاعه.
قال وخرج معويه فخطب التاس ثم قال للحسن قم يا حسن فكلم التاس فقام الحسن فحمد الله وأشتى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس إن الله عز وجل هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول وان الله تعالى قال لنبيه وان أدري لعله فنتة لكم ومتاع إلى حين.
فلما قالها قال معويه اجلس ولم يزل ضربا على عمرو وقال هذا من رأيك.
ولحق الحسن رضي الله عنه بالمدينة وكان سلم الكوفة لمعويه ودخول معاوية إليها لخمس بقين من شهر ربيع الأول ويقال جمادى الأولى سنة إحدى وأريعين.
وفي هذه السنة دخل الحسن والحسين منصرفين إلى المداين وذلك أته لما وقع الصلح بين الحسن ومعويه قام خطيبأ قال يا أهل العراق إنه سجي بنفسي عنكم ثلث قتلكم أبي وطعنكم إياي وأنها بكم متاعي،
Sayfa 28