وأما ما بين ابتداء ملك بختنصر وبين الهجرة، فهو ألف، وثلاث مئة وتسع وستون سنة، ومئة وسبعة عشر يوما.
فيكون من هبوط آدم إلى الهجرة الشريفة الإسلامية ستة آلاف سنة، ومئتان وست عشرة سنة، وهذه التوراة هي المعتمدة عند المحققين من المؤرخين.
وأما التوراة السامرية، فتنبئ أنَّ من هبوط آدم إلى الهجرة خمسةَ آلاف، ومئة وسبعًا وثلاثين سنة، وهذه التوراة مفسودة.
وأما التوراة العبرانية، فهي - أيضًا - مفسودة، وهي التي بأيدي اليهود، وهي تنبئ أن بين آدم وبين الهجرة أربعة آلاف، وسبع مئة وإحدى وأربعين سنة.
وجملة سِني هذه التوراة تنقص عن التوراة اليونانية - وهي التي عليها العلماء - ألفًا وأربع مئة وخمسًا وسبعين سنة، وهذه الجملة هي القدر الذي نقصه اليهود من الماضي من سني العالم، والذي دعا اليهود إلى ذلك: أن التوراة وغيرها من كتب بني إسرائيل بشَّرت بالمسيح، وأنه يجيء في أواخر الزمان، وكان مجيء المسيح في الألف السادس، فلما فعلوا ذلك، صار المسيح في أول الألف الخامس، فيكون مجيء المسيح في وسط الزمان، لا في أواخره؛ بناء على أن عمر الزمان جميعه سبعة آلاف سنة، فنقص اليهود ما نقصوه؛ دفعًا لنبوة عيسى ﵇، وقالوا: لم يأت الوقت الذي وُقِّت له.
1 / 5