111

Mucteber Tarih

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Araştırmacı

لجنة مختصة من المحققين

Yayıncı

دار النوادر

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

سوريا

Türler

فأعتقه، فهاجر، وشهد المشاهد كلَّها مع رسول الله ﷺ. ومنهم: عمار بن ياسر أبو اليقظان العنسي - بالنون -: أسلم عمار هو وأبوه ياسر، وأمه سمية، فكانوا يُخرِجون عمارًا وأباه وأمه إلى الأبطح إذا حميت الشمس، يعذبونهم بحرِّ الرمضاء، فمات ياسرٌ في العذاب، وأغلظَتْ سميةُ القولَ لأبي جهل، فطعنها في فرجها بحربة، فماتت، فهي أول شهيدة في الإسلام، وشدّدوا العذاب على عمار حتى فعل ما أمروه به، فتركوه، فأتى النبيَّ ﷺ، فأخبره بما كان. قال: "فكيفَ تَجِدُ قلبَكَ؟ "، قال: أجده مطمئنًّا بالإيمان، فقال: "يا عَمَّارُ! فإنْ عَادُوا، فَعُدْ" (١)، فأنزل الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: ١٠٦]. وشهد عمارٌ المشاهدَ كلَّها مع رسول الله ﷺ، وقُتِل بِصِفِّين مع عليٍّ ﵁، وعمره نَيِّفٌ وتسعون سنة. ومنهم: خَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ: وكان أبوه سواديًا من كسكر، وكان إسلامه قديمًا، قيل: سادس ستة، فأخذه الكفار وعذبوه عذابًا شديدًا، فكانوا يُعرونه، ويُلصقون ظهره بالرمضاء بالرَّضْف، وهي الحجارة المحمَّاة بالنار، ثم كووا رأسه، فلم يُجبهم إلى شيء مما أرادوا. ومنهم: صُهَيْب بنُ سنانٍ الروميُّ: كان ممن يُعَذَّب في الله، فلم يرجع عن دينه.

(١) رواه الحاكم في "المستدرك (٣٣٦٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٢٠٨).

1 / 86