واتفقوا على تعطيل تلك المسلحة (1)، وغفلوا عما كان فيها من المصلحة.
فإنهم لما هدموها تعذر/ 31/ عليهم الخروج، وأحاط بهم العلوج (2)، وخلا لهم ذلك السبيل فسلكوه، وأخذوا البناء الذي كان بطرف القنطرة فملكوه.
ولما رأوا أن ضرب المجانيق وإن هتم
إن الأراقم لن ينال قديمها
كلب عوى متهتم الأسنان
(3) وهتك (4)، وفت وفتك ، وأنهب أكثر مما ترك، لا يوصل صلالهم (5) إلى الوخز، ولا يمكن لصوصهم من فك الحرز، دلفوا إلى البلد بركب الكرب، وتركوا ظاهر السور للمرسى وطلبوا باطنه بالنقب، فحفزوا وحفروا، وتوافوا على الجد وتوفروا، وأجنت منهم أطياف الثرى أشباه الجنة، وسكنوا بطون التراب أمثال الأجنة، من كل ضب كضب في مغارته، وشانئ شان تحت الأرض لغارته، منجحر كالصل في الصر، مستكن في صدر الثرى كالسر، سار في تلك الظلمات، ساكن وهو من الأحياء منازل الأموات.
وكان خندق البلد قد أحكم خرقه، وعظمت سعته وعمقه، فقدروا
إن الأراقم لن ينال قديمها
كلب عوى متهتم الأسنان
Sayfa 110