وكفنه، وصلى عليه، وبعث به إلى أهل ابن الزبير بالمدينة، وأطعم الرسول الكتاب .
~~وقيل: بل قطع يديه ورجليه وضرب عنقه 211.
~~وتوفى في هذه السنة من الأعيان : عبيدة السلمانى، وهو من أصحاب على بن أبى طالب، رضى الله عنه .
~~م دخلت سنة ثلاث وسبعين وفيها قتل عبد الله بن الزبير بعد أن حصره الحجاج بن يرسف ثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة، وكانوا يضربونه بالمنجنيق .
~~قال يوسف بن ماهك : رأيت المنجنيق يرمى به ، فرعدت السماء وبرقت، وعلا صوت كالرعد؛ فأعظم ذلك أهل الشام، فأمسكوا أيديهم، فرفع الحجاج حجر المنجنيق فوضعه ثم قال: ارموا، ثم رمى معهم، ثم جاءت صاعقة تتبعها أخرى، فقتلت من أصحابه اثنى عشر رجلا؛ فانكسر أهل الشام، فقال الحجاج : لا تنكروا هذا، فإنى ابن تهامة ، هذه صواعق تهامة، هذا الفتح قد حضر؛ فصعقت من الغد صاعقة، فأصيب من أصحاب ابن الزبير عشرة ؛ فقال الحجاج : ألا ترون أنهم يصابون؟!
~~قال علماء السير: فلم تزل الحرب إلى قبيل مقتل ابن الزبير ، فتفرق عامة أصحابه وخذلوه، وخرج عامة أهل مكة إلى الحجاج فى الأمان، حتى ذكر أن ولديه حمزة وحبيبا اخذوا لأنفسهما أمانا؛ فدخل عبد الله بن الزبير على أمه أسماء حين رأى من الناس ما رأى من الخذلان؛ فقال لها: خذلتنى الناس حتى ولدى وأهلى، فلم يبق معى إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من ساعة، والقوم يعطونغى ما أردت من الدنيا، فما رأيك؟ فقالت : أنت والله يا بنى أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو - فامض له ، وقد قتل عليك أصحابك، ولا تمكن من رقبتك؛ فينقلب بها غلمان بنى أمية، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت؛ أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك، وإن قلت : كنت على الحق، فلما وهن أصحابك ضعفت، فليس هذا فعل الأحرار ولا أهل الدين ، وكم خلودك في الدنيا؟ القتل القتل أحسن !! فدنا ابن الزبير ، فقبل رأسها، وقال : هذا والله أى، والذى قمت به، ما ركنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها، وما دعانى إلى الخروج إلا الغضب لله - عز وجل - أن تستحل حرمته ، ولكننى أحببت أن أعلم رأيك فى مثل ذلك، فانظرى يا أمى فإنى مقتول فى يومى هذا، فلا يشتد حزنك وسلمى الأمر ----
Sayfa 128