Çılgınlık Tarihi: Eski Çağlardan Bugüne
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Türler
وهكذا يتخطى بينيل الحاجز الذي يصعب فيما وراءه - سواء من الناحية الفلسفية أو الطبية - النظر إلى المجنون على أنه شخص آخر تماما، كما لو أنه منغلق على ذاته. استبدل بينيل بالخطاب الخارجي ذي النزعة الإنسانية، معرفة إنسانية المجنون: «إنه كائن لا ينعزل عن الآخرين بقدر ما يحصن نفسه ضد ما يأتيه من الخارج. إن الأمر لا يتعلق بالانطواء على النفس، ولا باغتراب المريض عقليا عن ذاته، وإنما بحضور مفجع يتجسد في الخلل الذي يعاني منه والقلق المتواصل من الآخر. وهنا تتجلى إمكانية خلق صلة علاجية مع هذا الشخص الذي يعرف باستلابه ويدافع عن نفسه ضده. ومن هنا نشأت فكرة اتباع طريقة معالجة ترتكز بشكل تام على عنصر العلاقة بالكلام.»
7
وهكذا بإمكاننا أن نقيس من جديد إلى أي مدى نحن على طرفي نقيض من أطروحة ميشيل فوكو.
وضع هذا الانقسام النظري أسس الطب النفسي. بيد أن هيجل (1770-1831) لم ينخدع بذلك، وهو الذي كتب قائلا: «ولذا يتبنى العلاج النفسي الحقيقي بحزم وجهة النظر القائلة بأن الجنون ليس فقدانا مجردا للعقل، سواء على صعيد الذكاء أو على صعيد الإرادة والمسئولية، وإنما هو خلل بسيط، تناقض بسيط ضمن حدود العقل الذي يظل حاضرا تماما، كما أن المرض الجسدي لا يعني فقدانا مجردا؛ أي كاملا، للصحة (فقدان مماثل هنا سيعني الموت)، ولكنه تعارض ضمن حدود هذه الصحة. هذا العلاج الإنساني؛ أي الرحيم والمعقول - يستحق أن نعترف بفضل بينيل العظيم لما قدمه من خدمات في هذا الصدد - يفترض مسبقا أن المريض كائن عاقل، ويشكل هذا الاعتقاد نقطة ارتكاز أساسية للمضي قدما، كما يعتمد - من وجهة نظر النشاط الجسدي - على الحيوية، التي تتضمن داخلها الصحة» («موسوعة العلوم الفلسفية»، فلسفة العقل، 1817).
بينما يرى هيجل أن الجنون عبارة عن تناقض داخل العقل، يرى كانط (1724-1804) أنه الغياب المجرد للعقل، الذي يعزل المريض عقليا عن سائر البشر ضمن إطار جنون كامل («أنثروبولوجيا»، 1798). «لقد أعاد هيجل الجنون إلى داخل العقل، بعد أن كان كانط قد وضعه خارجه. إن «الوعي الرشيد» و«عالمه الموضوعي» حاضران في الجنون: إن نقطة البداية التي انطلق منها هيجل هي بالضبط النقطة نفسها التي انبثق منها نهج بينيل أو إسكيرول.»
8
ومن الجدير بالملاحظة أنه، في تلك السنوات، أحرز كل من شياروجي في إيطاليا، وكريشتون في إنجلترا (وهو المؤلف الوحيد الذي أثنى عليه بينيل)،
9
وراي في ألمانيا؛ تقدما مماثلا إلى حد كبير. وهذا لا ينفي حقيقة أن بينيل، كما شهد بذلك هيجل، هو «اسم صار علامة» (جي لانتري لورا). ويمكننا الرد على ذلك بأن بينيل لم يقل قط أمرا مماثلا. ولكن هذا لا يهم! «فما ظن بينيل أنه قد وضعه في كتابه، ظن عصره أيضا أنه قد عثر عليه» (جلاديس سواين).
بينيل والعلاج المعنوي
Bilinmeyen sayfa