Çılgınlık Tarihi: Eski Çağlardan Bugüne
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
Türler
لم يكن فرويد مخطئا عندما قال: «إن الطبيب النفسي، وليس الطب النفسي، هو من يعارض التحليل النفسي. فالتحليل النفسي بالنسبة إلى الطب النفسي، كعلم الأنسجة (جزء من علم التشريح يهتم بدراسة الأنسجة العضوية) لعلم التشريح؛ فواحدة تدرس الأشكال الخارجية للأعضاء، والأخرى الأنسجة والخلايا التي تتكون منها الأعضاء نفسها. ولا يمكن تصور وجود أي نوع من التعارض بين هاتين الدراستين؛ لأن الواحدة تكمل الأخرى.»
19
إذن، فالتحليل النفسي «يعطي الطب النفسي الأساس النفسي الذي ينقصه؛ سعيا وراء اكتشاف أرض مشتركة تجعل اللقاء بين الخلل البدني والخلل النفسي مفهوما.»
20
فهي في حد ذاتها ليست أكثر من فعل علاجي: «فالتحليل النفسي ليس بحثا علميا محايدا، وإنما فعل علاجي، فهي في جوهرها لا تسعى لإثبات أي شيء وإنما إلى تعديله.»
21
إلا أن هذه الطريقة العلاجية لها حدودها. فيكتب فرويد: «إن مجال عمل التحليل النفسي محدود بشكل المرض نفسه. ويوصف العلاج التحليلي في عصاب النقل والخوف المرضي والهستيريا والعصاب الوسواسي، وأيضا في خلل الشخصية الذي يظهر أحيانا بدلا من هذه الإصابات. بينما في الحالات النرجسية والذهانية ... إلخ، لا ينصح بتطبيق التحليل النفسي. ومن ثم يكون من المنطقي تماما تجنب فشل محقق باستبعاد تلك الحالات.»
22
وإلى هذا التحفظ يضيف فرويد أنه «عادة لا يمكن أن نقوم بتشخيصاتنا إلا بعد التحليل.» ويسوق فرويد مثلا، وهو ملك اسكتلندا الذي كان يمتلك طريقة لا تخطئ لمعرفة الساحرات. فكان يغرق المشتبه فيها في الماء المغلي، ويتذوقه بعد ذلك: «نعم، كانت بالفعل ساحرة!» أو «لا، لم تكن منهن!» ويقول فرويد: «إن الأمر كذلك في حالتنا، ولكننا نحن من يحرق. [...] فنحن نشخص دون أن نرى [...] وينتقم المريض، عندما يزيد من قائمتنا الطويلة للفشل، أو عندما يتخيل نفسه طبيبا نفسيا أحيانا - خاصة لو كان مصابا بجنون العظمة - ويمضي يؤلف كتبا في التحليل النفسي.»
وأشار بول بيرشيري
Bilinmeyen sayfa