Araplarda Bilim Tarihi Üzerine Araştırmalar
بحوث في تاريخ العلوم عند العرب
Türler
إننا إذن بإزاء الإرهاص التاريخي للصياغة المعاصرة للمنهج التجريبي العلمي فيما يعرف بالمنهج الفرضي الاستنباطي الذي يقوم على وضع الفرض العلمي، ثم استنباط القضايا الجزئية منه لمواجهتها بوقائع التجريب؛ أي لاختبار الفرض إمبيريقيا، حوار الفرض والإمبيريقيات هما صلب المنهج العلمي التجريبي.
وتتبدى أمامنا إمبيريقية البيروني، وهو يحدد الثقل النوعي - أي الكثافة - لثمانية عشر عنصرا ومركبا، بعضها من الأحجار الكريمة، وقد أورد ألدو ميلي
Aldo Mielle
في كتابه الشهير - المترجم إلى العربية - «العلم عند العرب وأثره في تطور العلم العالمي» قائمة وضعها
E. Wiedemann
تقارن قيم الكثافة التي وصل إليها البيروني بالتقديرات الحديثة، لتوضح كيف كانت الفوارق طفيفة للغاية،
54
أجرى البيروني تجاربه تبعا لقاعدة «أرخميدس»، بتعبيره، واصطنع وعاء مخروطيا مصبه متجه إلى أسفل في اتجاه قنينة لتجمع الماء الساقط من الوعاء المخروطي، ثم يزن البيروني الجسم بعناية، ويضعه في الوعاء، ثم يزن الماء الذي أزاحه الجسم وتساقط في القنينة، وبالعلاقة بين الوزنين يخرج بالثقل النوعي أو الكثافة المطلوبة، وهذه الفكرة على بساطتها يراها كاجوري في كتابه «تاريخ علم الطبيعة» من خطى التقدم في التجريب المعملي.
55
وفي هذا الصدد نذكر أيضا محاولات البيروني الإمبريقية لوضع توصيفات وتفسيرات علمية لكيفية صعود مياه النافورات والفورات والعيون إلى أعلى، وبحث أثر الخلاء والظواهر التي تتعلق بحركة السوائل وتوازنها مهيبا بمن: «يزاولون العلوم الطبيعية» أن يأخذوا «بالأسباب الطبيعية».
Bilinmeyen sayfa