============================================================
دراسة المؤلف ونفض كمه على سجادة الخطيب وطرح الدنانير عليها وقال: هذه ثلاثمائة دينار فقام الخطيب محمرا وجهه وأخذ السجادة وصب الدنانير على الأرض وخرج من المسجد.
قال الفضل: ما أنسى عز خروج الخطيب وذل ذلك العلوي وهو قاعد على الأرض يلتقط الدنانير من شقوق الحصير ويجمعها(1).
سر قيول دعائه: ويذكر آثه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات: الأولى أن يحدث بتأريخ بغداد، والثاني أن يملي بجامع المنصور، والثالثة أن يدفن إذا مات عند بشر الحافي فحصلت الثلاث (1).
فطتته وذكاؤه: حكي أن بعض اليهود أظهر كتابا وادعى أنه كتاب رسول الله بإسقاط الجزية عن أهل خيبر وفيه شهادات الصحابة رضي الله عنهم وذكر آنه خط علي رضي الله عنه فيه فعرض على الخطيب فتأمله وقال: هذا مزؤر لأن فيه شهادة معاوية وهو أسلم عام الفتح وخيبر فتحت قبل ذلك، ولم يكن مسلما في ذلك الوقت ولا حضر ما جرى، وفيه شهادة سعد بن عبادة ومات في بني قريظة بسهم أصابه في اكحله يوم الخندق، وذلك قبل فتح خيبر بسنتين(1) .
نته ببنداد: شهدت بغداد انقلابا في السياسة خطيرا وكادت تصيبه سهامه، لولا أن آثر الهزيمة على شرف الاضطهاد، لئلا يحال بينه وبين العمل الذي خلق له.
وقصة ذلك أن رنيس الرؤساء أبا القاسم بن المسلمة كان عقد عهذا بين الخليفة وطغرلبك لينجي العراق من خطر الفاطميين أعداثهم وأعطى هذا العهد ثمرة، من الهدوء، حتى كانت سنة (450 ه) وفيها اضطر طغرلبك إلى الخروج إلى مقاتلة الموصلي، أحد العاصين، وفرغت بغداد من حاميتها وكان آبو الحارث أرسلان البساسيري مقدم الأتراك ببغدان قد غادرها.
وجمع حوله من المخالفين ودعا للمستنصر الفاطمي، فلما سمع بخروج طغرليك، اتجه إلى بغداد ولنستمع الآن إلى الخطيب يقص علينا مشاهداته في ذلك. قال: فلما كان يوم الجمعة السادس من ذي القعدة تحقق الناس كون البساسيري بالأنبار، ونهضنا إلى (1) السبكي، طبقات 14/3.
Sayfa 14