في الجيل الرابع عشر، كان من بين أشراف موسكو أندريه إيفانوفيتش كابيلا الذي تسلسلت منه عدة عائلات شريفة، وأسلافه كانوا مقربين من ملوك موسكو، ولبثوا مقربين مع مزاحمة الأمراء الوافدين لهم.
الإمبراطورة كاترينا الأولى.
ومن أجداد أسرة رومانوف المشهورين، زخاري إيفانوفيتش، جد الملكة أناستاسيا، التي اختارها الملك يوحنا الرابع زوجة له.
ثم قال الكاتب: ولقد تتبعت تاريخ عائلة رومانوف، فرأيتهم في خلال قرنين ونصف، خدموا بالأمانة والصدق ملوك موسكو، وكانوا واقفين على أفكارهم ونواياهم، ثم أخيرا اتصلوا بالقربى مع عائلة الملوك، التي كانت في دور الانحلال، وكانت الملكة أنستاسيا المتواضعة ملاكا حارسا لزوجها يوحنا الرابع، الملقب بالرهيب، وأما شقيقها ذو القلب الطاهر والعقل الثاقب الشريف نيكيتا رومانوف، فكان صديقا ومستشارا للملك يوحنا الرهيب الذي له في التاريخ الروسي ذكر مؤلم، وكان الشعب يحبه محبة شديدة، ولا عجب بعد هذا إذا آل الملك لأسرة رومانوف بعد أن خدموه الأعوام الطوال، واتصلوا مع العائلة المالكة بصلة القربى.
ثم إنه لما جلس على عرش الملك بوريس غودونوف، لم يظهر عداءه لآل رومانوف، ولكن في بدء عام 1601 غضب عليهم جميعا، وعلى أقاربهم أيضا، وأبعدهم عن البلاط، ونفى زوجته وحماته إلى أحد الأديرة، وحكم عليهما بالانتظام في سلك الرهبنة، ولكن هذا الحادث خدم آل رومانوف خدمة جليلة، وأشهر أمرهم في البلاد، وقد أفضى ذلك إلى أنه في 21 فبراير من عام 1913 انتخبت الأمة بإجماع الأصوات الشاب ميخائيل ثيودورفتش رومانوف ملكا على مدينة موسكو.
بطرس الأكبر
واضع أساس روسيا الجديدة
وجدت من الضرورة أن أخصص فصلا في كتابي هذا، أذكر فيه شيئا عن أعمال بطرس الأكبر، واضع أساس روسيا الجديدة، مقتطفا ذلك من عدة تواريخ روسية، فأقول:
في عام 1682 توفي الملك ثيودور أليكسييفيتش، ولم يترك له خلفا من أولاده يرث الملك بعده، ولكنه كان له أخوان، أحدهما يوحنا، من أم واحدة، وهي ماريا ميلوسلافسكايا، زوجة الملك أليكسني الأولى، والثاني بطرس من ناتاليا زوجة الملك الثانية، ولما مات الملك ثيودور المذكور، لم يوص بالملك لأحد، وفي خلال دفن الملك تساءل الناس عمن يجلس بعده على عرش المملكة، وكان عمر شقيقه يوحنا 16 عاما، ولكنه كان ضعيف النفس والإرادة، ومريضا في جسمه؛ لذلك لم يكن يصلح للملك، وأما الأمير بطرس فكانت بنيته قوية، ومشهورا بالذكاء وسرعة الخاطر؛ ولذلك فإن الأفكار اتجهت إليه، ولما صعد البطريرك إلى الساحة «الحمراء»، سأل الشعب أيهما من الشقيقين يريدونه ملكا عليهم، فأجاب بصوت واحد نريد الأمير بطرس، وبعد ذلك قدمت موسكو روسيا جميعها يمين الطاعة له.
بطرس الأكبر
Bilinmeyen sayfa