İbn Yunus es-Sadafi Tarihi

İbn Yunus es-Sedafî d. 347 AH
124

İbn Yunus es-Sadafi Tarihi

تاريخ ابن يونس الصدفي

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١ هـ

Yayın Yeri

بيروت

هات، كم قوّمته؟ فقلت: ألفا دينار، فقال: انظر لا تغلط، فقلت: هو قيمته عندى، فقال لى: فخذه أنت بألفى دينار، فقلت: أنا فقير، لا أملك دينارا واحدا، فكيف لى بقيمته؟! قال: ألست تحسن تدبيره، وتبيعه؟! فقلت: بلى. قال: فدبّره، وبعه، ونحن نصبر عليك بالثمن إلى أن تبيع شيئا شيئا، وتؤدى ثمنه. فقلت: أفعل. فأمر بكتاب، يكتب علىّ فى الديوان بالمال، فكتب علىّ. ورجعت إلى الشط، أعرف عدد الخشب، وأوصى به الحرّاس. فوافيت جماعة أهل سوقنا وشيوخهم، قد أتوا إلى موضع الخشب، فقالوا لى: أيش صنعت؟ قوّمت الخشب؟ قلت: نعم. قالوا: بكم قوّمته؟ فقلت: بألفى دينار، فقالوا لى: وأنت تحسن تقوّم؟! لا يساوى هذا هذه القيمة. فقلت لهم: قد كتب علىّ كتاب فى الديوان، وهو عندى يساوى أضعاف هذا. فقالوا لى: اسكت، لا يسمعك أحد، وكانوا قوّموه قبلى لأبى زنبور بألف دينار. فقال بعضهم لبعض: أعطوا هذا ربحه وتسلّموه أنتم. فقال قائل: أعطوه ربحه خمسمائة دينار، فقلت: لا والله، لا آخذ. فقالوا: قد رأى رؤيا، فزيدوه، فقلت: لا والله، لا آخذ أقلّ من ألف دينار. قالوا: فلك ألف دينار. فحوّل اسمك من الديوان، نعطك- إذا بعنا- ألف دينار. فقلت: لا والله، لا أفعل حتى آخذ الألف دينار فى وقتى هذا. فمضوا إلى حوانيتهم، وإلى منازلهم، حتى جاءونى بألف دينار. فقلت: لا آخذها إلا بنقد الصّيرفىّ «١» وميزانه، فمضيت معهم إلى (صيرفىّ الناحية)، حتى وزنوا عنده الألف دينار، ونقدتها، وأخذتها، فشددتها فى طرف ردائى «٢»، ومضيت معهم إلى الديوان، وحوّلت أسماءهم مكان اسمى، ووفّوا حق الديوان من عندهم، ورجعت- وقت الظهر- إلى أستاذى، فقال لى. قبضت ألف دينار منهم، فقلت: نعم، ببركتك. وتركت الدنانير بين يديه، وقلت له: يا أستاذ، خذ ثمن العود الخشب، فقال: لا والله، لا آخذ منك شيئا؛ أنت عندى مقام ابنى. وجاء- فى الوقت- ابن العسّال، فدفع إليه أستاذى العود الخشب، فمضى. فهذا خبر رؤياى، وتفسيرها «٣» .

1 / 125