وهذا الكلام من تطاول الأقزام على العمالقة. فالباقلاني له كتب في نقض المنطق الارسطوطاليسي، وليس هو الوحيد في ذلك، فقد سلك هذا المسلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وألف في ذلك كتابين هما: «نقض المنطق» طبع بعناية الشيخ محمد حامد الفقي. وكتابه «الرد على المنطقيين» طبع برعاية إدارة ترجمان السنة في باكستان. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول» «أن أبا بكر بن العربي وضع قانونًا مبنيًا على طريقة القاضي أبي بكر الباقلاني» وذكر ابن القيم في كتابه «مفتاح دار السعادة» في معرض نقض المنطق: «ووقفت على رد متكلمي الإسلام عليه، وتبين فساده وتناقصه من أهل الكلام والعربية كالقاضي أبي بكر بن الطيب، والقاضي عبدا لجبار والجنائي وابنه وأبي المعالي، وخلق لا يحصون كثرة».
فشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر أن له طريقة تنسب إليه. وابن القيم نقل أنه نقض المنطق الارسطوطاليسي، وكيف يمكنه نقضه بدون علمه بدقائقه؟ هذا ما وجدته مما قيل في الباقلاني مدحًا وثناء، وطعنا وذمًا. فما ورد مفصلًا مبررًا وظهر لنا غيره أجبنا عنه بما وجدناه في كتبه أو كتب أصحابه، وحكمت على ما قيل بالرد مع ذكر الدليل على فساد ما نسب إليه، لأنه يجب على المسلم أن يذب عن أعراض المسلمين ما استطاع لذلك سبيلًا.
والذي ظهر لي أن طعن ابن حزم، وأبو حيان التوحيدي، وأبو علي ألأهوازي، والدكتور عبد الرحمن بدوي كله باطل بل فيه افتراء متعمد من بعضهم لعدم الأمانة في النقل عنه. ويلتمس العذر لبعضهم بالجهل في حقيقة ما عليه الباقلاني.
1 / 68