وقال علي بن محمد الحنائي على ما في ترتيب المدارك وتاريخ بغداد "كان القاضي أبو بكر يهم أن يختصر ما يصنفه، فلا يقدر لسعة علمه وحفظه. وما صنف أحد كلامًا إلا احتاج أن يطالع كتب المخالفين غير أبي بكر، فإن جميع ما يذكره من حفظه".
٣ - فصاحته وبلاغته:
نقل صاحب ترتيب المدارك أن أبا محمد البابي الشافعي قال: "لو أوصى رجل بثلث ماله لأفصح الناس لوجب دفعه إلى أبي بكر الأشعري".
٤ - ذكاؤه وسرعة بديهته:
ذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك نقلًا عن الخطيب البغدادي أنه قال: "حضر ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها بعض مجالس النظر مع أصحاب له، إذ أقبل القاضي أبو بكر الباقلاني. فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه، وقال لهم: قد جاءكم الشيطان. فسمع القاضي الكلام، وكان على بعدٍ من القوم. فلما جس أقبل على ابن المعلم وأصحابه، وقال لهم: قال الله - تعالى -: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًا﴾.
ومما يدل على ذكائه وفطنته - أيضًا - ما ذكره ابن عساكر في تبيين كذب المفتري أن الباقلاني دخل على ملكن الروم يومًا فقال له الملك قاصدًا توبيخه: أخبرني عن قصة عائشة زوج نبيكم، وما قيل فيها. فقال له
1 / 47