90

Tanwir

التنوير شرح الجامع الصغير

Araştırmacı

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

Yayıncı

مكتبة دار السلام

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Yayın Yeri

الرياض

Türler

تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: ١٠] وقد قيل: وأوِّل التشاجر الذي ورد ... إن خصت فيه واجتنب داء الحسد والعمل بما قرره هو نفسه في مواضع من تحريم سب الأموات أو لعنهم أو النيل منهم حيث قال في الحديث رقم (٩٧٦٣) الذي روته عائشة ﵂: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (١). قال: ظاهره العموم للمسلم والكافر. ٧ - موقفه من يزيد بن معاوية: نقل الصنعاني (٢) عن العلماء لعن يزيد أكثر من مرة. فقد سئل حجة الإِسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم لا؟ وهل كان راضيا بقتل الحسين بن علي أم لا؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا؟ فلينعم بالجواب مثابًا. فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلًا، ومن لعن مسلما فهو الملعون، وقد قال رسول الله ﷺ: "المسلم ليس بلعان" (٣). فإذا كان لعن البهائم منهيًا عنه فهل يجوز لعن المسلم؟ فقد جاء عنه ﷺ فيما رواه عمران بن حصين قال: بَيْنَمَا رَسُولُ الله ﷺ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ الله ﷺ فَقَالَ: "خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإنَّهَا مَلْعُونَةٌ". قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي في النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ (٤).

(١) أخرجه البخاري (١٣٢٩) وانظر: فتح الباري (٣/ ٢٦٠). (٢) كما سيأتي. (٣) المسند (١/ ٤٠٥) والصحيحة (١/ ٦٣٤) وصحيح سنن الترمذي (٢/ ١٨٩). (٤) أخرجه مسلم برقم (٦٧٦٩)، وأبو داود (٢٥٦١) والدارمي (٢/ ٢٨٨) والبيهقي (٥/ ٢٥٤) =

1 / 95