Tanbihat
التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة
Araştırmacı
مرزوق بن هياس آل مرزوق الوهراني
Yayıncı
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Baskı Numarası
العددان ٧٩ و٨٠
Yayın Yılı
السنة ٢٠ - رجب-ذوالحجة ١٤٠٨هـ
الصنابحي، عن عبادة ﵁ أنه قال: "إني لمن البعث الذين بايعوا رسول الله ﷺ بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ... " ١، وذكر نحوه. وأخرجه مسلم - أيضا - من حديث أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة ﵁ وفيه: "أخذ علينا النبي ﷺ كما أخذ على النساء، أن لا نشرك بالله شيئا ... " ٢، وذكر بقيته. فهذه البيعة الأولى ٣، كانت قبل الثانية، وفي ليلة العقبة الثانية، شرط عليهم أن يمنعوه مما منعوا منه أزرهم، يعني نساءهم، ثم فرض القتال بعد ذلك، لما نزل قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ﴾ ٤ الآية. فإذا عرف ذلك فآية بيعة النساء التي في الممتحنة مدنية بالاتفاق ٥، إنما نزلت بعد قصة الحديبية في سنة ست، فكيف يتصور أن تتلى في بيعة العقبة الأولى قبل الهجرة، بأزيد من عامين؟! وقد يمكن تأويل الرواية المتقدمة، على أن الذي اشترطه النبي ﷺ تلك الليلة، يشبه ما في آية بيعة النساء، لكن قول الراوي: "تلا الآية"، يبعد هذا التأويل. والله أعلم.
٢١- ومنها ما روى البخاري - أيضا - في باب التقنع، من كتاب اللباس ٦ (حدثنا) ٧ إبراهيم بن موسى، (أخبرنا) ٨ هشام ٩، عن معمر ١٠ (عن الزهري، عن عروة) عن عائشة ١١- ﵂ قالت: "هاجر ناس من المسلمين ١٢ إلى الحبشة، وتجهز أبو بكر - رضي الله عنة - مهاجرا، (فقال النبي ﷺ: "على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي" ١٣. فقال أبو بكر- ﵁: "أو ترجوه، بأبي أنت؟ " قال: "نعم"، فحبس أبو بكر ﵁ نفسه على النبي ﷺ ليصحبه، وعلف راحلتين" كانتا عنده، ورق السمر أربعة أشهر..." الحديث.
فقوله في هذه الرواية: "إلى الحبشة" وهم من بعض الرواة، أو سبق قلم ١٤،
_________
١ صف ٧/٢١٩.
٢ م ٣/١٣٣٣، ١٣٣٤.
٣ انظر: فتح الباري ٧/٢٢٠.
٤ الآية ٣٩ من سورة الحج.
٥ ذكر ابن كثير أن سورة الممتحنة مدنية، وتعرض لحديث عبادة، وقراءة آية النساء، ولم يتنبه لهذه الملاحظة. انظر تفسير ابن كثير (٤/٣٤٤، ٣٥٣) .
٦ صف ١٠/٢٧٣.
٧ في الأصل: (إلى) .
٨ في الأصل: (إلى) .
٩ الدستوائي.
١٠ ابن راشد.
١١ ١٩/ب.
١٢ في الأصل: (هاجر إلى الحبشة رجال من المسلمين) .
١٣ ما بين القوسين. سقط من الأصل.
١٤ الذي أرجحه. أن ذلك سبق قلم، لأن الرواة أئمة كبار، والأمر من البديهيات.
1 / 88