وقد روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ١، عن القاسم بن محمد، عن أم سلمة ﵂ قالت: "لما دفنت أم رومان، قال النبي ﷺ: "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى هذه " ٢. ورواه ابن أبي عدي، عن حماد بن سلمة، فجعله من مسند عائشة ﵂.
ومنهم من أرّخ وفاتها سنة خمس، والأول أصح ٣ إذا ٤ ثبت أنها توفيت في حياة النبي ﷺ فلا يصح ٥ أن يسمع منها مسروق، ولو سمع منها بالمدينة - كان يكون ٦- صحابيا، ولا خلاف في أنه لم يقدم المدينة إلا بعد ٧ وفاة النبي ﷺ وصلى خلف أبي بكر ﵁، وسمع ممن بعده ٨، فيتعين أن تكون روايته هذه مرسلة ٩.
وقد رواه ١٠ أحمد بن حنبل في المسند من طريق علي بن عاصم، وابن جعفر الرازي، كلاهما عن حصين، عن أبي وائل، عن مسروق عن أم رومان بلفظ: (عن) ١١. قال الخطيب: "وهذا هو الصحيح ١٢ وتصريح (حصين فيه) ١٣ بالحديث، والسؤال فيما رواه البخاري، لعله كان في حال اختلاطه في آخر عمره.
_________
١ ضعيف. انظر: سؤالات البرقاني للدارقطني ص ٥٢. وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني ص ٥٧. والتقريب.
٢ أخرجه ابن سعد بسنده من طريق علي بن زيد. (الطبقات ٨/٢٦٧) . وفيه زيادة.
٣ تقدم قول البخاري: "فيه نظر"، وثبت بالأدلة أنه ليس بأصح ولا صحيح وأن الصحيح تأخر وفاتها عن هذا التاريخ. انظر ص ٥٣، ٥٤ ت١٠.
٤ ٣/أ.
٥ هذا حق، لكنه لم يثبت، بل ثبت خلافه.
٦ "كان يكون صحابيا": في الكلام ركة، وليس بلازم أن يكون صحابيا إذا سمع منها بالمدينة، والذي أوقع المؤلف في هذا الظن جزمه بأن أم رومان توفيت في حياة النبي ﷺ.
٧ هذا حق لا مرية فيه.
٨ وذكره الذهبي أيضا (تذكرة الحفاظ ١/٤٩-٥٠) .
٩ استنتاج غير سليم، بل المتعين أن تكون الرواية موصولة، وهنا تبرز نباهة الإمام البخاري وفطنته.
١٠ يعني حديث الإفك.
١١ المسند ٦/٣٦٧.
١٢ليس بصحيح. وما ذهب إليه الإمام البخاري عين الصواب فقد سمع مسروق من أم رومان على ما سبق تقريره، وصرح بالتحديث عنها، وبالسؤال، ولا مانع أن يتصرف الراوي، أو يروى مسروق نفسه مرة عنها بـ (عن) . قال الحافظ - بعد أن ساق أدلة خطأ الخطيب -: "وفي بعض هذا كفاية في التعقيب ومن تبعه فيما تعقبوه على هذا الجامع الصحيح، والله المستعان". (الفتح ٧/٤٣٨) . ولم يكن المؤلف مغترا بقول الخطيب وحده، بل ذكره الحافظ، وذكر معه صاحب المشارق والمطالع والسهيلي، وابن سيد الناس، والمزي، والذهبي، وقد أورد المزي- ﵀ كلام الخطيب في أكثر من عشرة أسطر. (تحفة الأشراف ١٣/٧٩) .
١٣ في الأصل: "حسين".
1 / 56