75

أصبح الدهر مسيئا كله...ماله إلا ابن يحيى حسنه القصيدة التي أولها (من الكامل - والقافية متدارك):

باد هواك صبرت أم لم تصبرا...وبكاك أن لم يجر دمعك أو جرى

يقول: يظهر حبك للناس صبرت عليه أم لم تصبر؛ لأنه لا يطبق أحد كتمان الحب. ويظهر بكاك،

جرى دمعك، أم لم يجر ...

فإن قيل: كيف يظهر البكاء، إذا لم يجر الدمع؟ قيل: أراد ما يبدو في صوته مما يدل عليه من صفة

الحزين.

وقيل لأبي الطيب: انك خالفت بين مصراعي هذا البيت، فوضعت في المصراع الأول إيجابا بعده

نفي، (وفي) الثاني نفيا بعده إيجاب! فقال: لئن كنت خالفت بينهما من حيث اللفظ، فقد وافقت بينهما

من حيث المعنى، وذلك أن من صبر لم يجر دمعه ومن لم يصبر جرى دمعه، يعني: أنه أراد:

صبرت فلم يجر دمعك أو لم تصبر فجرى دمعك.

عيوبها

ومن عيوبها في وصف الناقة:

وتكرمت ركباتها عن مبرك...تقعان فيه وليس مسكا أذفرا

فيه تعسف من جهة اللغة والإعراب، فأنه أتى بلفظ: (ركبات) بصفة الجمع، وليس لها إلا:

(ركبتان). وكان الأولى بقوله: (ركبات) أن يقول: (يقعن) للمطابقة، فحالف اللغة والإعراب.

Sayfa 75