ولقد أحسن التّهاميّ (١) حيث قال:
٤ - إنّي لأرحم حاسديّ لفرط ما ... ضمّت صدورهمو من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنّة وقلوبهم في نار
لا ذنب لي قد رمت كتم فضائلي ... فكأنّما برقعتها بنهار (٢)
وفي قول المصنف: يسد ويصد، الجناس المضارع. وهو كالجناس اللاحق إلا في شيء واحد وهو تقارب الحرفين المختلفين في المخرجين، كما رأيت من تقارب السين والصاد.
(وألهمنا شكرا يقتضي توالي الآلاء ويقضي بانقضاء اللّأواء).
والإلهام: الإلقاء في الروع، يقال: ألهمه الله كذا أي: ألقى في روعه.
والشكر: الثناء على المحسن بما أولى من المعروف، وليس هذا موضع بسط الكلام فيه. وتوالي: ترادف وتتابع، والآلاء: النعم، واحدها ألي بالفتح وقد يكسر كمعي وأمعاء.
ولقضى معان منها: حكم: قال الله تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ (٣).
فالمعنى: ويحكم بانقضاء اللأواء وهي الشدة. وفي الحديث: «من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهنّ كنّ له حجابا من النّار» (٤).