============================================================
السهي شح معالمر العدل والتوحيل حصول غرضنا من كون الموجد لا بد وأن يكون عالما، فظهر بما ذكرنا أنه لا يجوز عليه الظن وأنه لمكان علمه أحكم العالم.
المسألة الثالثة في مفهوم العالمية اختلف المسلمون في مفهوم العالمية في حقه تعالى مع اتفاقهم على أنها أمر زائد على ذاته، ثم إما أن يكون مجرد إضافة أو صفة مع إضافة، فالأول مذهب أي الحسين، والثاني مذهب أبي هاشم وأصحابه.
واعتمد الشيخ أبو الحسين في بطلان هذه الحالة على زعمهم على أنه لا طريق إلى أمر زائد على نفس هذه الإضافة وأن معنى كونه عالما هو حصول هذا التعلق بين العالم والمعلوم شاهدا وغائبا، إلا أن هذا التعلق معلل بالذات في الغائب وهو في الشاهد معلل ببنية القلب المخصوصة.
ومعتمد أصحاب أبي هاشم في إثبات هذه الحالة له تعالى الرد إلى الشاهد، وقد مضى الكلام عليهم فلا نعيده.
وأما الفلاسفة فقد أنكروا أن يكون علمه تعالى أمرا زائدا على ذاته ورجعوا به إلى مجرد الذات فقط، ويدل على بطلان مقالتهم أمران: أحدهما أنه تعالى إذا علم أمرا فعلمه بذلك الأمر إما أن يكون هو عين ذاته أو لا يكون، وباطل أن يكون عين ذاته، وإلا لكان إثبات ذاته مع نفي كونه عالما جاريا مجرى إثبات ذاته مع نفي ذاته ولكان الدليل على إثبات ذاته هو بعينه دليل على إثبات عالميته، وذلك باطل.
Sayfa 175