وقد تركت ذكر كثير من صيغ الكلمات حين تكون معروفة، فجمع المؤنث السالم للأسماء المؤنثة التي تنتهي بتاء التأنيث، وأسماء التصغير، وأسماء الوحدة، والصفات المنتهية ب «أن»، وكثيرا من أسماء الحرف المأخوذة من الجموع (مثل براميلي صانع البراميل أو بائعها من براميل جمع برميل) وصيغة فعل بالتشديد المستعمل بمعنى أفعل، وصيغة انفعل المستعملة بمعنى فعل المبني للمجهول، لأن هذه تكاد تكون قاعدة مطردة في لغة المحدثين.
ولم أنقل، بصورة عامة، عبارات المعاجم القديمة ولا كلماتها التي وجدتها في تعليقات المستشرقين ومعاجمهم التي أشرت إليها.
وقد كنت أصحح أخطاء فريتاج حينا بعد حين، غير أني سئمت ذلك فلم استمر عليه دائما، فقد قال أحد المستشرقين الألمان وهو ينعى قريتاج: «تكريما لطبعته لكتاب الحماسة يجب أن نغفر له ونغض النظر عن معجمه العربي وطبعته لكتاب الميداني». وعلى كل حال فان طبع معجم لين قد جعل مثل هذا التصحيح لا جدوى منه.
وكثيرا ما يجد المرء في الكتب المطبوعة كلمات قد يبحث عنها المرء في معجمي هذا فلا يجدها، إنني لم أذكر مثل هذه الكلمات لأنها لم توجد في اللغة قط، وقد وجدتني أحيانًا أميل إلى ذكر هذه الأخطاء لتصحيحها ثم عدلت عن ذلك لكثرتها، فلم أذكر منها إلا ما ندر.
وقد أشرت للإيجاز إلى صيغ الأفعال بالرموز المعروفة في المعاجم العربية - اللاتينية.
ويجب أن يبحث عن الكلمات المركبة في مادة الكلمة الأولى منها. وعن بعضها، وهو قليل جدا، في مادة الكلمة الثانية.
إنني أحمد الله وأشكره إذ أتممت هذا العمل، فقد تطلب مني زمنًا طويلا، لقد كان عليّ أن أراجع كل النصوص المنقولة فيه تقريبا وأحققها ثانية، وقد مضى على نقل بعضها أربعون سنة، ولو أنني قدرت أن كتابته وتحريره وحدهما ستقتضيني ثماني سنوات من العمل الدائب المتصل فلربما تردت في القيام به، وقد مرت بي فترة، وأنا وجع مريض، خشيت فيها أنني لن أستطيع إنجازه، غير إنه لم يكن ما يبرر هذه الخشية، والحمد لله، فلم تتخل عني الحياة ولم تعوزني القوة، وفي مقدوري الآن أن أدعي أن عملي هذا، على ما فيه من عيوب ونقص، قد وجه فن صناعة المعاجم العربية وجهة جديدة.
لقد كان حلم شبابي، يشهد على ذلك أول كتاب أصدرته، وأنا أشعر بالرضا والسرور حين أرى أن هذا الحلم قد تحقق.
1 / 28