أو نسخ شروحهما أو شروح شواهدهما يشمل جميع موضوعات الكتابين، وإن كَانَ هذا الأمر غير مطرد تمامًا (^١).
وأخيرًا فإن النظرة الموضوعية تحتم علينا أن نقرر أَنَّهُ طالما لم نعثر على شروح الذين ذكرت كتب التراجم أو الفهارس أنهم شرحوا الإِيضاح، فإننا لا نستطيع أن نجزم أن هؤلاء قد شرحوا فِي كتبهم هذه الإِيضاح أو التكملة أو كِلَيْهِما. ولكننا سنثبت أسماءهم عند ذكر شراح الكتاب على الرغم من أنْ موضوعنا هو كتاب التكملة، من باب الحكم على ما بين أيدينا من هذه الشروح.
وقد ربط أكثر الذين ترجموا لابي علي بين عضد الدولة وتأليف كلّ من "الإِيضاح" و"التكملة"، وانفرد الزبيدي بالقول: "إن عضد الدولة استقدم أبا علي من حلب إِلَى بغداد ليعلم أبناء أخيه "خسره" (^٢).
وذكر هؤلاء المؤرخون أن أبا علي قدم لعضد الدولة كتاب "الإِيضاح"، وهنا تبرز روايتان بينهما اختلاف بيَّن.
الأولى: أن عضد الدولة استحسن الكتاب وكان ضنينًا به ومحبًا للاختصار بقراءته دون أحد، ويذكر أَبُو طالب العبدي - تلميذ الفارسي - أن رجلًا توصل إِلَى كتبه بخطه بحيلة، فأمر عضد الدولة بقطع يده لنفاسة الكتاب فِي نفسه وحلاوته فِي قلبه حَتَّى سئل فِي أمره، فعفا عنه (^٣).
الثانية: أن أبا علي عندما صنف كتاب الإِيضاح لعضد الدولة، وأتاه به
_________
(^١) على سبيل المثال: فِي مخطوطة كتاب المقتصد فِي الاسكوريال شرح التكملة فقط، ورقصت التكملة مستقلة في مخطوطة لاللي كما هو موضح فِي جدول فهارس النسخ.
(^٢) طبقات الزبيدي ١٣٠.
(^٣) ذيل تجارب الأمم ٣/ ٦٨.
1 / 28