والصرفية، ويكمل فِيهِ ما فعله حين عرض لطرح آرائه النحوية فِي كتاب الإِيضاح. وليس هذا الأمر جديدًا بالنسبة لعصر أبي علي فقد تقدمه بأكثر من قرن من الزمان من وضع فِي الصرف كتابًا مستقلًا وهوأَبُو عثمان المازني المتوفى سنة ٢٤٩ هـ، ولا بد أن يكون بين الرجلين كثير غيرهم فعل ذلك.
لكن أبا علي رغب فِي أن يعيد إِلَى ذهن عضد الدولة فكرة أَنَّهُ سبق أن قدم له فِي النحو كتابًا، لهذا أطلق على الكتاب الصرفي اسم "التكملة" ليتمم به ما بدأه من التأليف لخزانة عضد الدولة امتنانًا لحدب هذا الملك عليه، وعرفانًا بجميله له. وبالفعل فقد أشار فِي كتاب التكملة إِلَى كتاب الإِيضاح (^١)، وأشار أيضًا إِلَى أَنَّهُ سبق أن قدم لخزانة عضد الدولة كتاب المقصور والممدود (^٢)، والمعروف أن كتاب الحجة قد قدم لعضد الدولة كذلك (^٣).
وسوف يظهر لنا عند الحديث عن زمن التأليف أن الكتابين لم يؤلفا فِي وقت واحد، ولا مدينة واحدة، ويبدو أن وضعهما فِي كتاب واحد هو الإِيضاح قد تم فيما بعد على أيدي طلبة الفارسي نظرًا لكونهما قد ألفًا لحاكم واحد، وارتباط الحديث عنهما بقولين أبداهما عضد الدولة عند قراءة كلّ منهما وسنعرض لمناقشة هذين القولين قريبًا -مِمَّا عزز الاعتقاد بأنهما كتاب واحد يكمل الثاني منهما الأول.
ومهما يكن من أمر، فقد استنسخ الكتابان فِي أغلب الأحيان معًا، وتداولهما النّاس معًا، كما أن ما حفظته لنا مكتبات المخطوطات من نسخهما
_________
(^١) التكملة ص ١٨٢.
(^٢) التكملة ٢٨٥.
(^٣) الحجة ج ١/ ص ٣.
1 / 27