الآية العاشرة
قوله تعالى: * قل ياأهل الكتاب هل تنقمون منا
لا أن آمنا بالله} الآية.(1) روي أنها نزلت في أبى ياسر بن أخطب، ونافع بن أبي نافع وعازر بن أبي عازر، وخالد وزيد، وأزار بن أبي أزار، وأشيع أتوا رسول الله فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ؟ فقال رسول الله : {نؤمن بالله وما أنزل إلينا وماأنزل إلي إبراهيم وإسماعيل}، وتلك الآية إلى آخرها، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته، وقالوا لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به فنزلت الآية. والله أعلم.
الآية الحادية عشرة
قوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة
غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} (2)
قائلها منهم فنحاص بن عزوراء، ولكن لما رضوا بقوله أشركوا معه وكان سببها أنهم من أكثر الناس مالا، فلما كذبوا بمحمد كف الله عنهم ما كان قد بسط لهم من الرزق فعند ذلك قالها والغل في الآية كناية عن البخل، كقوله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) . (3) وقوله تعالى : {غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا * يحتمل الحقيقة والمجاز فالمجاز أن يكون قد أعاد قولهم عليهم على جهة الدعاء ولمطابقة اللفظ، ولهذا قيل إنهم أبخل خلق الله تعالى، والحقيقة هو أن يغل أيديهم في الدنيا بالأسار وفي الآخرة بالعذاب بأغلال النار. وقال تعالى : *بل يداه مبسوطتان )(4) كناية عن جوده وكرمه وإنعامه وثني اليد، وإن كانت في أول الآية مفردة ليكون أبلغ في السخاء والجود ، والله أعلم .
Sayfa 60