وروى أبو عمر (٩٧٠) أيضا عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب ﵁»
: نشدتكم الله هل تعلمون أنّ رسول الله ﷺ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأيّكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله ﷺ؟ قالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله.
وذكر أبو عمر (٩٧١) أيضا الحديث الذي يرويه الحسن البصري عن قيس بن عبادة قال: قال لي علي بن أبي طالب: إن رسول الله ﷺ مرض ليالي وأياما، ينادى للصلاة فيقول: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فلما قبض رسول الله ﷺ نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام، وقوام الدين، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله ﷺ لديننا، فبايعنا أبا بكر. انتهى.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الصحاح» (٢: ٦١٨) جهر بالقول: رفع به صوته، نقول منه: جهر الرجل بالضم، وإجهار الكلام: إعلانه، ورجل مجهر بكسر الميم: إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه، وقال ابن طريف: جهرت بالكلام وأجهرت.
الثانية: في «الصحاح» (٥: ٢١٧) قوام الأمر بالكسر: نظامه وعماده، وقوام الأمر أيضا: ملاكه الذي يقوم به، وقد يفتح.
الفصل السادس في ذكر نبذ من أخباره ومناقبه
، رضي الله تعالى عنه قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (٩٦٣): لا يختلفون أنه، ﵁، شهد بدرا بعد مهاجرته مع رسول الله ﷺ من مكة إلى المدينة، وأنه لم يكن رفيقه من الصحابة غيره، وهو كان مؤنسه في الغار إلى أن خرج معه مهاجرين، وهو أول من أسلم من الرجال في قول طائفة من أهل العلم
_________
(١) كان رجوع ... عنه: سقط من م.
1 / 45