86

Felsefi Deneyimler

تجارب فلسفية

Türler

هل يبقى أن نقول إنه كان من الممكن أن يدخل في صراع مع مخلوقاته، «التي سيجد مع مرور الزمن أن بعضها على الأقل قد انحرف عن الفطرة الإنسانية النقية التي فطرها عليها»، ومع تعقد الحياة الاجتماعية في مدينته الأولى التي رأينا كيف عامل أبناءها معاملة الأب الحنون والراعي الطيب؟

أحسب أن هذا كان أمرا ممكنا، ولكنه ربما لم يخطر على بال الشاعر؛ لأن الدفقة الشعرية التي قطرتها في قلبه المتمرد روح العصف والدفع والاعتزاز المفرط بالعبقرية الفردية، كانت قد انسكبت في رؤيته الشعرية والصوفية للعالم، وفي احتضانه للوجود الكلي واحتضان هذا الكل له؛ الأمر الذي أدى بالضرورة إلى تراجع الفردية المطلقة، وربما إلى بداية روح ثورية جديدة في عملية إبداعه المستمرة؛ روح ربما اتسمت بالنضج، والتحلي بالأناة والصبر، ومواصلة عملية الخلق في صفاء وابتهاج ونشوة. لست أدري مدى صحة ظنوني وتصوراتي، كل ما أدريه ويتمثل أمام عيني الآن بوضوح هو رؤيتي للبطل الثائر القديم وهو يقف وسط مخلوقاته التي أبدعها من صميم وجدانه الحر المستقل، ودون أي وصاية أو عون من الخارج، أقول إنني أراه واقفا وسط إبداعاته وهو يصيح هاتفا بما يحتمل أن يكون الشاعر قد قصد من شذرته المسرحية: «أيها المبدعون! يا من يسكن داخل كل منكم بروميثيوس حقيقي! تأكدوا وأنتم تبدعون أن إبداعكم هو الثورة الحقيقية؛ لأنها على الدوام ثورة قيم روحية وأخلاقية ومعرفية تصلح وتغير التاريخ والواقع التغيير الحقيقي، كما تحول المؤمن بها والأمين عليها في عمق وسكون التحول الكلي والجذري، ولا تفعل ما فعلته الثورات الكبرى المزعومة التي لم تجلب على البشر إلا الشقاء، ولم تترك وراءها إلا آلاف الرءوس المقطوعة وآلاف المقابر الجماعية وسجون التعذيب والتصفية ومعتقلات السخرة المهينة. كونوا بروميثيين بحق، آباء ومربيين وحراسا، ورعاة طيبين يحمون قيمهم الخالدة من الفساد والانحراف كما فعلت وأفعل مع مخلوقاتي، التي هي صور رمزية للقيم التي لا بد أن يستميت الثائر البروميثي الحقيقي، وكلكم هذا الثائر في الدفاع عنها، وانتشالها من السقوط، وإحيائها باستمرار. كونوا بروميثيين بحق! ولتكن ثورتكم الإبداعية ثورات إلى الأبد.»

هوامش

ثورة إلى الأبد: شذرة مسرحية لجوته «بروميثيوس»

الفصل الأول (بروميثيوس - مركور)

بروميثيوس :

لا أريد! قل لهم لا أريد!

وباختصار، لا رغبة عندي!

لتقف إرادتهم في وجه إرادتي!

واحدة ضد واحدة.

Bilinmeyen sayfa